} بعد ستة أعوام على تقديمها، قررت شركة تويوتا اليابانية إعادة النظر في سيارتها الصغيرة المندفعة بالعجلات الأربع راف 4. إعادة النظر هذه، أدت الى قرار تويوتا بإخضاع راف 4 الى عملية إعادة تصميم شاملة ليتناسب والتطورات الحاصلة في عالم سيارات الدفع الرباعي الصغيرة. تويوتا التي تسجل مبيعات عالية مع الجيل الجديد من سيارتها وفّرت لنا طراز الثلاثة أبواب لنخضعه الى تجربة مفصلة خرجنا في نهايتها بقناعة مفادها أنها سيارة رائعة... فعلاً. شهد النصف الأول من التسعينات بروز فئة جديدة من السيارات هي تلك التي تضم سيارات الدفع الرباعي الصغيرة. وبمعنى آخر الفئة التي تضم سيارات شأن تويوتا راف 4 وسوزوكي فيتارا وغراند فيتارا وهوندا سي آر في واتش آر في ونيسان تيرانو 2 واكس ترايل وغيرها. وقد لاقت هذه الفئة من السيارات استحسانًا عالياً لدى المستهلك في شتى بقاع الأرض، خصوصاً أن هذا النوع من السيارات يتميز في الدرجة الأولى بحجمه الخارجي الصغير نسبياً الذي تقابله مقصورة ركاب فسيحة مع صندوق أمتعة بقدرة تحميل مقبولة، إضافةً الى أنه يزود عادةً بمحركات ذات تأدية جيدة مع استهلاك متدن من الوقود. كما أنه من السيارات المثالية للمدن المزدحمة وهو يراعي من ناحية أخرى "الموضة" الجديدة في عالم صناعة السيارات أي موضة سيارات الدفع الرباعي. وهذا النوع من السيارات قادر أيضاً على عبور مختلف أنواع الطرقات، إضافة الى كونه مبني على المبادئ نفسها التي تخضع لها السيارات السياحية مما جعله من السيارات التي تتمتع براحة تعليق عالية وليصبح بذلك من السيارات المفضلة أيضاً لدى الجنس اللطيف. وتويوتا التي كان سلاحها في هذا الميدان أي راف 4 من أنجح سيارات هذه الفئة، قدمت جيلاً جديداً من راف 4 بحلّة جديدة كلياً تتناسب مع تطورات الألفية الجديدة وتعمل من ناحية أخرى على إبقائه في موقع المنافسة الفعلية، خصوصاً أنه مضى على راف 4 الأسبق نحو ست سنوات في الخدمة. شخصية مميزة ورياضية عند وضع رسومات التصميم الخارجي، كان في إمكان قسم التصميم أن ينطلق من تصميم راف 4 السابق لوضع خطوط الجيل الجديد. إلا أن تويوتا واقتناعاً منها بأن الجديد يجب أن يكون بالفعل جديداً، أشارت الى قسم التصميم التابع لها بوضع خطوط جديدة كلياً لراف 4 الجديد هدفت الى خلق صورة جديدة لسيارات هذه الفئة والى إنتاج سيارة يفترض بها أن تكون بمثابة القدوة لباقي الصانعين. ولأن التصميم الخارجي يعطي الانطباع الأول للناظر، وضعت تويوتا جهداً كبيراً للخروج بسيارة تتمتع بشخصية مستقلة يدعمها شكل جميل. فالمقدم ضم وعلى غرار الأجيال الجديدة من سيارات تويوتا، مصابيح أمامية تتداخل مع الرفاريف ومع غطاء المحرك غطيت بطبقة زجاجية ماسية. ويتوسط المصباحين الأماميين فتحة تهوية كبيرةطليت باللون الأسود لزيادة الطابع الرياضي للسيارة. وتحت هذه الفتحة وضع قسم التصميم الصادم الأمامي الضخم الذي احتوى بدوره على فتحة تهوية كبيرة تزيد الإحساس بعصبية السيارة وقدراتها وتسهم في الوقت نفسه في تبريد مقصورة المحرك. وعلى جانبي الفتحة السفلية استغلت المساحة لتثبيت مصابيح الالتفاف الأمامية ومصابيح إضافية مخصصة للضباب. ويشكل طرفا الصادم الأمامي امتداداً لفتحات الإطارات الأمامية التي زودت شأنها للخلفية إطارات بلاستيكية عززت الطابع الرياضي لراف 4 الجديد. أما الخطوط المنسابة التي طغت على المقدم، فقد امتدت الى الخلف مرورًا بالجوانب التي روعيت في تصميمها عوامل الانسيابية التي بدت جليةً من خلال خطوط السقف والمساحات الزجاجية الجانبية وصولاً الى خطوط الواجهة الخلفية التي ركّز فيها أيضاً على عوامل الانسيابية التي بدت من خلال الخطوط الدائرية التي ميزت الصادم الخلفي وعاكس الهواء الخلفي المدمج في أعلى الزجاج الخلفي. مراعاة عوامل السلامة أيضاً التصميم الأخاذ لراف 4 الجديد لم يمنع قسم التصميم من التركيز على عوامل السلامة العامة في راف 4، خصوصاً أن هذه السيارة معدة أصلاً لمواجهة صعاب الطبيعة، أي القيادة على الدروب الوعرة وفي الصحاري الملوءة بالفخاخ. لذلك ركزت تويوتا على تقوية الهيكل وبنيته التحتية، كما رفعت نسبة التوائية هيكل راف 4 الذي زود مناطق هشة في المقدم والمؤخر مهمتها التشوه في حال حصول اصطدام مباشر بهدف امتصاص قوة الصدمة وإبعادها عن مقصورة القيادة، التي دعمت جوانبها بقضبان معدن مدمجة في الأبواب مهمتها توفير الحماية الجانبية لركاب المقصورة. كما زودت السيارة أحزمة أمان بقدرة شد تدريجي مع مخدات هوائية لزيادة عناصر الأمان في الداخل وحماية الركاب من التأثيرات السلبية الناتجة عن حوادث السير. ومن ناحية أخرى، زودت السيارة إطارات بقياس 16 إنشاً من صنع بريدجستون أسهمت في زيادة تماسك السيارة مع الطريق في شتى ظروف السير. مقصورة جديدة بالكامل بناء راف 4 موضوع التجربة من فئة الأبواب الثلاثة الجديد على قاعدة عجلات بطول 228 سنتم مكّنها من التمتع بطول إجمالي بلغ 381.5 سنتم في مقابل ازدياد عرضها بمعدل 40 ملم ليبلغ 1.785 سنتم وزيادة بضعة ملليمترات أخرى على ارتفاعها الذي بلغ 165.5 سنتم. وهذه القياسات مكنت راف 4 بالأبواب الثلاثة من التحلي بمقصورة ركاب أكبر مما تبدو عليه. فالدراسة والعناية التي وجهت الى هذه المقصورة مكنتها من استيعاب خمسة ركاب مع كمية مقبولة من الأمتعة. ويزيد من هذه الراحة عنصر العملانية المتقدمة الناتج عن العناية التي أولتها تويوتا لمقصورة الركاب والتي بدت جلية من خلال حسن اختيار المواد البلاستيكية والجلدية المعتمدة في بناء هذه المقصورة ومن خلال التوزيع العملاني لمكوناتها. فلوحة القيادة مثلاً لم تتسم بالعملانية وحسب، بل بجمال التصميم الذي بدا من خلال تجويف العدادات الذي ضم عدادات السرعة ودوران المحرك وحرارته ومستوى الوقود المتبقي في الخزان، والتي اعتمدت لنفسها في بعض الطرازات خلفية بيضاء أضفت على المقصورة طابعاً رياضياً شأنها شأن مخارج هواء المكيف الجانبية والكونسول الوسطي الذين لبسوا بالألومنيوم. والأخير أي الكونسول، أخذ لنفسه وضعية نافرة الى الأمام مما سهل وصول يد السائق اليمنى إليه، وزاد بالتالي من عملانية استعماله. وفي سياق الحديث عن مكيف الهواء نشير الى أنه يتميز بفاعلية عمل عالية، خصوصاً أنه جرّب في طقس حار راوحت درجة الحرارة الخارجية خلاله في حدود 35 درجةمئوية. ومن ناحية أخرى، طاول الألومنيوم قاعدة مقبض علبة التروس ومقابض إغلاق الأبواب من الداخل إضافة الى مخارج ومفاتيح تشغيل مكيف الهواء الذي يدخل ضمن لائحة التجهيزات القياسية في راف 4. وعلى رغم العملانية المرتفعة في لوحة القيادة، يبقى المأخذ الوحيد، متمثلاً في تثبيت مفتاح تعديل زاوية ميلان المرايا الخارجية الكهربائية الى شمال المقود وليبدو الوصول إليه صعباً في وقت كان في الإمكان تثبيت هذا المفتاح في بطانة باب السائق بجانب مفاتيح تشغيل النوافذ الكهربائية. ومن جهة أخرى، لا بد من الإشارة الى أن وضعية الجلوس في راف 4 الجديد جيدة جداً، وخصوصًا في ظل إمكان تحريك مقعد السائق في كل الاتجاهات بما فيها الارتفاع، تدعمها الوضعية المرتفعة لبقية المقاعد والمساحات الزجاجية الكبيرة المحيطة بالمقصورة من جوانبها الأربعة والتي تزيد الإحساس برحابة المقصورة. كذلك،وجهت تويوتا عناية كبيرة الى التفاصيل الصغيرة التي تسهم في زيادة راحة الاستعمال، شأن تزود السيارة حاملات للأكواب وعدداً من الجيوب المخصصة لتوضيب الحاجيات الصغيرة. محرك واحد.. كاف في وقت تعتمد معظم شركات صناعة السيارات عدداً من المحركات لطراز واحد، ارتأت تويوتا أن توفر لراف 4 الجديد محركاً واحداً فقط اقتناعاً منها بأنه كاف لسيارة من هذا المعيار. ويقوم هذا المحرك على أربع أسطوانات متتالية، سعة ليترين، زود تقنية الصمامات المتعددة أربع صمامات لكل أسطوانة تعمل عبر عمودي كامة في الرأس على توليد قوة 150 حصاناً يستخرج حدها الأقصى عند مستوى 5600 دورة في الدقيقة، ويرافقها عزم دوران تصل حدوده القصوى الى 20.1 م/ كلغ عند دوران يراوح في حدود 4400 دورة في الدقيقة. ويشير التقارب في دوران المحرك بين القوة وعزم الدوران الى مدى عصبية المحرك التي بدت جلية عند تجربة السيارة على الدروب الملتوية حيث أبدى المحرك تجاوباً مستمراً مع الضغط على دواسة التسارع تدعمه علبة تروس يدوية من خمس نسب أمامية متزامنة يمكن الحصول عليها بالفئة الأوتوماتيكية ذات النسب الأربع المتزامنة تميزت بدورها بنعومة عملها وسلاسة نقلها للنسب وإسهامها في تحسين اداء السيارة الإجمالي. تماسك متقدم أبرز ما يفاجىء سائق راف 4 الجديد، يتمثل بتماسكه المتقدم الذي يشعر السائق وكأنه خلف مقود سيارة سيدان عادية. ويعود السبب في ذلك الى جهاز التعليق المستقل للعجلات الأربع والذي يقوم في المقدم على مبدأ القائمة الانضغاطية المدعومة بأذرع على شكل ل مع مخمدات صدمات ونوابض معدن حلزونية. أما التعليق الخلفي الذي يزيد من شعور الثقة بتماسك السيارة مع الطريق، فيقوم على تقنية الشعب المزدوجة مع الأذرع المسحوبة المدعومة بالطبع بمخمدات صدمات ونوابض معدن حلزونية. كما ويزيد نظام الدفع الرباعي الذي ينقل القوة والعزم مناصفة بين المحورين الأمامي والخلفي في شكل مستمر من تماسك السيارة، إضافةً الى جهاز منع انغلاق المكابح الذي يقوم بدور فاعل عند الكبح المفاجئ في المنعطفات يدعمه جهاز التحكم الإلكتروني بقوة الكبح الواصلة الى كل إطار، الأمر الذي يرفع من نسبة التماسك ويساعد السائق بالتالي في عملية السيطرة على السيارة وإعادتها الى خط سيرها الصحيح في حال انزلاقها. [email protected]