لعلّ افضل وصف يعطى للعام 2001، في ما يتعلّق بالهواتف النقّالة وتكنولوجياتها المتعاقبة "وابْ"، الانترنت اللاسلكية، هواتف الجيل الثالث 3G، ...، أنه عام الخيبة والحيرة لمعظم اللاعبين في هذا المجال، وعام الحذر والتأني في اعداد خطط "المعافاة" في المراحل المقبلة. لكنّ ذلك لم يثنِ كبريات شركات الاتصالات عن مواصلة رهانها على تلاقي الإنترنت والهواتف النقّالة، مستفيدة من فشلها مع نظام "وابْ"، وبعدما خبت الضجة الزائدة التي رافقته، على ما ورد في موقع "كومبيوتر شانل" الالماني الذي واكب معرض "سيبت" في هانوفر آذار مارس الماضي. وفي المقابل، تألق نظام "أي - مود" الياباني ومعنى الاسم نمط الانترنت، وسجل نمواً مطّرداً في اليابان نفسها، بدليل تجاوز عدد مستخدميه الآن عتبة ال30 مليون مستخدم، في مقابل بضعة ملايين لنظام "وابْ"، كما تفيد وسائل اعلام وتقارير مختلفة. وسجّل أيضاً اختراقاً لصناعة الاتصالات في اوروبا واميركا، بعدما اعتُبر في السابق مجرّد مشتق تكنولوجي ينسجم مع الابتكارات الغربية، وسيكون له مكان ما. فمنذ الربع الاول من العام الجاري، بدا واضحاً اقرار كبريات شركات الاتصالات باهمية دور النظام الياباني الذي يؤديه في مسيرة ارتقاء تكنولوجيا الاتصالات وتلاقيها، على الاقل حتى تجهز البنى التحتية الضرورية لنظام "يو ام تي اس" العتيد، وما بعد. وجاء هذا الاقرار ايضاً في نشرات "ملتقى يو ام تي اس"، المنظّمة التي تتابع تطوّر النظام المذكور، وفي ما تناقلته وسائل الاعلام على امتداد هذا العام. ففي احدى نشرات الملتقى المذكور الصادرة الصيف الماضي، ورد الآتي: "في اليابان، تواصل خدمة "أي - مود" نموها المذهل. ويراها كثيرون تشكّل نموذجاً لخدمات البيانات عبر الشبكة الخلوية مستقبلاً، في اوروبا ومناطق اخرى. وهناك حوالى 25 مليون مشترك، وتعتزم شركة "ان تي تي دوكومو"، صانعة هذه الخدمة، تصدير نموذجها التجاري إلى اسواق نظام "جي اس ام" الخلوي". وافيد في منتصف حزيران يونيو أن شركة دوكومو اليابانية ستقدّم خدمات "أي - مود" في الولايات المتّحدة العام المقبل، عبر شريكتها الاميركية "آي تي اند تي" انطلاقاً من منطقة سياتل، لتصل إلى بقية انحاء البلاد خلال عام أو عامين. واعتبر تقرير "ألكاتيل" للربع الاول من العام الجاري، بعنوان "أي - مود: انطلاقة ناجحة لسوق الانترنت النقّالة"، هذا النمط مرحلة وسيطة في تطوّر نظام "يو ام تي اس". فهو يجسّد فكرة تشجيع المشتركين على تنويع استخدامات الهواتف النقّالة من خلال تطبيقات ملتيميديا وشاشات ملوّنة وتبسيط تنفيذ الاوامر. ويصبح الارتقاء إلى خدمات الجيل الثالث مسألة وقت في انتظار البنية التحتية الملائمة، خصوصاً أن "أي - مود" بات يقدّم تطبيقات ملتيميديا وغيرها من الخدمات الملائمة للجيل الثالث. أخيراً، هل يمكن اعتبار تقنية "أي - مود" الناجحة، حلاً ناجعاً لمسألة تلاقي العناصر التكنولوجية في جهاز اتصال، خصوصاً ان هذا التلاقي يتجسّد بنجاح ايضاً في اشكال اخرى من الاجهزة؟ وهل المزايا والخدمات التي تقدّم للمستهلكين هي ما يحتاجون إليه فعلاً؟ أخيراً، كشفت شركة الاتصالات البريطانية "بي تي" اعتزامها زرع 28 ألف هاتف عمومي جاهزة للانترنت في بريطانيا من صنع شركة "ماركوني"، تؤمن المكالمات الصوتية وخدمة الاتصال بالإنترنت، بدءاً من نيسان ابريل المقبل. ويُتوقّع ان تصل كلفة الدقيقة الاولى للاتصال بالانترنت 70 سنتاً اميركياً، ومن ثم 14 سنتاً لكل دقية اضافية. هجين تكنولوجي آخر يتجسّد في اكشاك الهواتف العمومية هذه المرة، تتوقّع "بي تي" منه أن تصل مداخيلها إلى 72 مليون دولار، وان يُستخدم كل جهاز 2000 مرة في الاسبوع. فهل يتقاطر الناس على اكشاك هاتف الإنترنت العمومية؟ من لديه هاتف نقّال سيخرج من طابور الانتظار.