طوكيو - رويترز - في ضربة جديدة لخدمات الجيل الثالث من الهاتف النقال التي ثار حولها الجدل، أعلنت شركة "ان تي تي دوكومو" اليابانية العملاقة للاتصالات النقالة امس الثلثاء، ارجاء اطلاق أول شبكة من هذا النوع على مستوى العالم 4 أشهر. وقال الناطق باسم "دوكومو" يويشيرو كواهاتا إنه من الضروري اجراء المزيد من الاختبارات لضمان الاستقرار الكامل لهذه الشبكة الجديدة المتطورة. واضاف ان الشركة قررت ان يكون موعد تشغيل الشبكة على المستوى التجاري الأول من تشرين الأول اكتوبر المقبل بدلاً من 30 ايار مايو. وأشار محللون الى انه لا يتوقع ان يضر هذا القرار بالنشاط الاساسي للشركة، لكنه يعزز الشكوك في شأن مستقبل خدمات الجيل الثالث الذي يوفر سرعات عالية لنقل البيانات، ويسمح للمستخدمين باستقبال لقطات فيديو أو تسجيلات موسيقية وصوتية بجودة أقراص الليزر مباشرة من الانترنت. وكانت شركات الاتصالات الأوروبية التي استثمرت بلايين الدولارات في رخص وتكنولوجيا الجيل الثالث، تتطلع الى المعرفة التكنولوجية وتنتظر خبرات التسويق التي ستكتسبها شركة "دوكومو" للتأكد مما اذا كانت خدمات الشبكات الجديدة ستنتشر فعلاً بين المستهلكين. وقال موتوهارو سوني المحلل في شركة "تسوباسا" للأوراق المالية: "هناك احتمال بأن يؤدي ذلك الى إرجاء بدء خدمات الجيل الثالث على مستوى العالم". لكنه استبعد ان يؤثر التأجيل بشكل دائم على نشاط "دوكومو". وتجتب خدمة "اي مود" التي بدأتها "دوكومو" قبل عامين، ما يزيد على 1.5 مليون مشترك جديد شهرياً وتسمح هذه الخدمة للمشترك بالدخول الى شبكة الانترنت عبر اجهزة الهاتف النقال. وأدى قرار إرجاء بدء الخدمة الذي أبرزته وسائل الاعلام اليابانية قبل بدء التداول امس الى هبوط مؤشر "نيكاي" الرئيسي في بورصة طوكيو اكثر من 2 في المئة قبل ان يتمكن من تحقيق انتعاش طفيف. وأغلق المؤشر المؤلف من 225 سهماً عند 13743.18 نقطة، بارتفاع 27.58 نقطة أو ما نسبته 0.2 في المئة. وهبط المؤشر خلال الجلسة الى 13403.27 نقطة. وقال شينغي فوجيناغا نائب المدير العام في شركة "ميزوهو انفسترز" ان هذا القرار سيوجه ضربة لا لدوكومو وحدها بل لشركات صناعة اجهزة الهاتف، مثل "ماتسوشيتا كوميونكيشنز". ومن المحتمل ان يثير قرار الشركة مخاوف جديدة لشركات الاتصالات الأوروبية التي استدانت مبالغ طائلة لسداد اكثر من 100 بليون دولار مقابل الحصول على رخص تشغيل شبكات الجيل الثالث وستتضرر من تأخر استرداد عائد استثماراتها.