للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب القوقازية الثانية، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد موسكو للتفاوض مع "أي طرف شيشاني" شريطة الالتزام بالدستور الفيديرالي. رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ايجاباً أمس، على دعوة أطلقها رئيس كتلة "اتحد قوى اليمين" البرلمانية بوريس نيمتسوف طالب فيها ان يجلس الكرملين الى طاولة المفاوضات مع الرئيس الشيشاني المنتخب أصلان مسخادوف. وجاء رد بوتين الايجابي والمشروط مفاجئاً لأن الكرملين أكد مراراً في السابق رفضه الحازم التفاوض مع من وصفهم بأن "أيديهم ملطخة بالدماء". وشدد على أن النيابة العامة فقط هي المخولة باجراء محادثات مع مسخادوف. وأتت دعوة نيمتسوف خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس جمهورية أنغوشيا المجاورة للشيشان رسلان أوشيف وأكد خلاله ان رفض الكرملين التفاوض مع مسخادوف "لا معنى له"، معبراً عن ثقته بأن مسخادوف سيكون أحد الناجحين في حال سمح للشعب الشيشاني بالتوجه الى صناديق الاقتراع لانتخاب ممثليه الى المفاوضات. واقترح نيمتسوف ان لا يضم الوفد الروسي الى المفاوضات المحتملة أياً من الجنرالات الذين شاركوا في العمليات القتالية. وقوبلت اقتراحات نيمتسوف بعاصفة من الانتقادات من قبل الجنرالات وزعماء الكتل النيابية المختلفة اضافة الى الادارة الشيشانية المشكلة من قبل موسكو، غير ان الرئيس الروسي أعلن خلال حضوره اجتماعاً لرؤساء المقاطعات في الدائرة الفيديرالية الجنوبية ان "موسكو مستعدة لاجراء اتصالات مع أي طرف" على أساس الالتزام بالدستور الفيديرالي الذي ينظم العلاقة بين جميع جمهوريات الحكم الذاتي بما فيها الشيشان. وأضاف بوتين ان القيادة الروسية لا تمانع الشروع في أي مفاوضات معبراً عن ثقته بأن "أي عملية تفاوضية هي أفضل من استمرار المعارك". لكن بوتين شدد على ضرورة الالتزام بنزع اسلحة المقاتلين وتسليم بعض القادة الميدانيين الذين ثبت تورطهم في "أعمال دموية ضد الشعب الروسي". وأضاف بوتين انه على استعداد لمنح نيمتسوف مهلة ثلاثة أشهر للشروع في تطبيق ذلك تمهيداً لبدء المفاوضات لكنه لمح الى عدم ثقته في استعداد الشيشان لقبول هذا الحل. وشكك بوتين لأول مرة أيضاً، في برنامج إعادة اعمار الشيشان معتبراً ان روسيا "لا يمكنها أن تفعل شيئاً" في الجمهورية الشيشانية طالما "لم يُعَدْ ارساء النظام فيها". وقال: "ما عسانا نبني اليوم في الشيشان لندمره غداً بالقصف مجدداً؟ من البديهي انه طالما لم يُعَدْ ارساء النظام وما لم يتمكن الشعب الشيشاني من العمل في قوات الأمن أو أجهزتها أف سي بي، كا جي بي سابقاً فإننا لن ننجز شيئاً هناك". وأضاف: "ولكن هذا يتطلب وقتاً وصبراً وعملاً مكثفاً". على صعيد آخر، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف ان روسيا ستعقد اتفاقاً مع اذريبجان قبل نهاية السنة في شأن استعمال روسيا لمحطة رادار لرصد الصواريخ الاستراتيجية في هذه الجمهورية القوقازية. وتم التوصل الى اتفاق مبدئي بهذا الخصوص خلال اللقاء الذي تم بين ايفانوف ونظيره الاذربيجاني صفر ابييف بحسب ما أوردت وكالة "انترفاكس". وتشكل محطة الرادار في غابالا الواقعة شمال اذربيجان جزءاً من مجموعة أنظمة الرصد لهجمات صواريخ الاستراتيجية المنتشرة عبر الاراضي الروسية وفي بعض الجمهوريات السوفياتية السابقة. وبحسب موقع اتحاد العلماء الاميركيين على الانترنت فان محطة غابالا التي تم بناؤها اواخر الثمانينات تغطي منطقة المحيط الهندي. ونقلت "انترفاكس" عن وزير الدفاع الروسي ان اتفاقاً على تمديد استعمال هذا الرادار سيتم توقيعه خلال زيارة الرئيس الاذربيجاني حيدر علييف الى روسيا قبل نهاية السنة الجارية. وقال الوزير الروسي "سيتم توقيع اتفاق لمدة طويلة بما فيه الكفاية". واضاف ان المدة ينبغي ان تكون طويلة بما فيه الكفاية للتمكن "من القيام بعملية تحديث ضرورية للمحطة ورصد الامكانات المادية الملائمة لذلك"، معتبراً ان استثمار اموال في هذه المنشأة في حال تأجيرها لمدة قصيرة "لا معنى له".