قال الرئيس فلاديمير بوتين إن روسيا مهتمة ب"سلامة مواطنيها" في إسرائيل، وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون أن "الارهاب لا تبرير له"، فيما أكد وزير الخارجية ايغور ايفانوف أن موسكو لن تقدم مبادرات جديدة وستعمل "بالقدر الذي يقبله الطرفان"، ورفض طلباً إسرائيلياً لوقف التعاون مع إيرانوالعراق. وأجرى شارون أمس سلسلة محادثات مع المسؤولين الروس، وعقد اجتماعين مع بوتين الذي قال إن بلاده "تراقب بقلق" تطورات الوضع في الشرق الأوسط. وفي إشارة إلى اليهود الوافدين من روسيا والاتحاد السوفياتي السابق، قال بوتين إن روسيا "تريد لهم أن يعيشوا بأمن وسلام". ومعروف أن غالبية الوافدين من روسيا تعتبر من "الصقور"، ويعد حملة الجنسيتين الروسية والإسرائيلية من أبرز المتطرفين الداعين إلى البقاء في المستوطنات وتوسيعها. وأشار بوتين إلى "علاقات تقليدية طيبة" مع العالم العربي، وقال إنها، إلى جانب وجود "أبناء وطننا" في إسرائيل تشكل قاعدة جيدة "تمكّن روسيا من الاسهام بقسط جوهري" في عملية التسوية. وأوضح وزير الخارجية ايفانوف أن بوتين لم يطرح مبادرات جديدة، بل دعا إلى بذل جهود "لوقف تفاقم العنف وخلق الثقة" وتنفيذ خطة ميتشل. ولم يوضح الجانب الروسي موقفه من دعوة شارون إلى بذل جهود روسية - إسرائيلية مشتركة ل"مكافحة الارهاب العربي والإسلامي"، ولكن بوتين قال إن "الارهاب لا يمكن أن يبرره شيء". ولم يشر من قريب أو بعيد إلى الاحتلال وتوسيع المستوطنات. وأوضح ايفانوف أن بلاده مستعدة للمشاركة في جهود لإحلال السلام، ولكن "بالقدر الذي يقبل به الطرفان"، وهي صيغة تكرر الطرح الأميركي الذي يستبعد أي تدخل أو رقابة من دون موافقة الإسرائيليين. ومن جانبه، أكد شارون وجود آفاق لتعزيز العلاقات مع روسيا في مختلف الميادين، ومنها الاستثمار في مجال "التكنولوجيات المتطورة" والزراعة والصناعة، ولكنه تحاشى الخوض في تفصيلات عن دور روسي محتمل في المنطقة. وذكر ايفانوف ان رئيس الوزراء الإسرائيلي طالب باتخاذ اجراءات لمنع العراقوإيران من امتلاك أسلحة الدمار الشامل. وأضاف الوزير ان بوتين أكد من جانبه أن بلاده مصممة على تطوير علاقاتها مع البلدين في ضوء فهمها للمصالح البعيدة الأمد، ولكنه زاد أن موسكو لن تخل بالالتزامات الدولية. على صعيد آخر، تحاول روسيا الايحاء بأنها يمكن أن تقوم بدور "ساعي بريد"، وذلك باستضافتها محمود عباس أبو مازن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي يصل إلى موسكو يوم الجمعة، أي بعد يوم واحد من مغادرة شارون. وذكر مصدر روسي أن الكرملين سيحاول اقناع الفلسطينيين ب"وقف العنف" كشرط للنظر في احتمال ارسال مراقبين دوليين.