} يصل إلى موسكو اليوم الرئيس المصري حسني مبارك ليبحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في أزمة الشرق الأوسط. وتوقعت مصادر روسية صوغ "مبادرة مشتركة" جديدة، فيما أكد ل"الحياة" ديبلوماسي رفيع المستوى أن مبارك قد يطلب من موسكو النظر في بيع أسلحة متطورة إلى القاهرة، ويتوقع أن تساهم روسيا في بناء محطة نووية في مصر. وصل الرئيس حسني مبارك الى رومانيا امس ضمن جولته التي بدأها في المانيا وينهيها بزيارته اليوم الى روسيا، ويشرح خلال هذه الجولة المبادرة المصرية - الأردنية القاضية بوقف العنف ورفع الحصار عن الأراضي الفلسطينية وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى المواقع التي كانت عندها قبل الانتفاضة، ووقف بناء المستوطنات والعودة إلى اتفاق شرم الشيخ. لكن وكالة "ايتار تاس" الروسية الرسمية لم تستبعد أن تسفر زيارة مبارك إلى روسيا اليوم عن وضع "مبادرة مشتركة لخفض التوتر". جهود جماعية في الشرق الأوسط وأشار وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف أمس إلى أن بلاده تجري في الوقت الحاضر "مشاورات مكثفة مع قادة الدول العربية وإسرائيل"، وأضاف ان موسكو تدعو إلى "وقف العنف ... واستئناف المفاوضات السلمية". ومن دون أن يذكر الولاياتالمتحدة، قال: "إن المشكلة الفلسطينية معقدة إلى حد يجعل أي دولة عاجزة عن حلها منفردة". ودعا إلى جهود "جماعية وتكافلية" تبذلها دول عدة. إلى ذلك، أشار السفير المصري في موسكو الدكتور رضا شحاتة إلى أن روسيا "تتحمل مسؤولية كبرى" عن الاستقرار في الشرق الأوسط. وقال إن أمن روسيا نفسها مرتبط بالاستقرار في هذه المنطقة. وسيجري مبارك محادثات مكثفة مع بوتين ورئيس الوزراء ميخائيل كاسيانوف ووزير الخارجية ايغور ايفانوف وسكرتير مجلس الأمن القومي فلاديمير روشايلو. والأخير مسؤول عن الملف الشيشاني، ما يعزز احتمالات بأن تلعب مصر دوراً في السعي إلى منع أي اساءة للعلاقات بين روسيا والعالمين العربي والإسلامي، كما يمكن أن تساهم القاهرة في صوغ اقتراحات تؤدي إلى تطويق الأزمة القوقازية. إلا أن الوضع في الشرق الأوسط سيكون في مقدم اهتمام الجانبين المصري والروسي. وقال ل"الحياة" ديبلوماسي رفيع المستوى إن "الوضع عاد سنوات إلى الوراء وما برح مستمراً في التدهور". وأضاف ان رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون عبر "خطوطاً جمراً"، وقد يسير بالأمور نحو انفجار جديد. وفي ضوء ذلك، فإن على مصر أن تفكر في احتمالات أن تكون المنطقة على أعتاب سباق تسلح جديد. التعاون العسكري ولفت إلى أن برنامج زيارة مبارك تضمن زيارة لمجمع خروتيتشيف لإنتاج الصواريخ. كما لم يستبعد مراقبون أن يعقد لقاء خاص بين مبارك ووزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف الذي يعد الساعد الأيمن لبوتين ويشرف على ملفات التعاون العسكري مع الدول الأجنبية. واللافت في برنامج زيارة مبارك أنه سيلتقي سيرغي ليبديف رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية. ويذكر في هذا الإطار ان الجيش المصري كان في الماضي يعتمد اعتماداً كلياً على السلاح السوفياتي، لكن القاهرة اتبعت مبدأ "تنويع" مصادر السلاح في عهد الرئيس الراحل أنور السادات. ومعروف أن مبارك على معرفة جيدة بالأسلحة والنظريات العسكرية الروسية، فهو درس في أكاديمية فروتزه العسكرية ويتكلم الروسية. الطاقة النووية على صعيد آخر، أجرى وزير الكهرباء والطاقة المصري علي الصعيدي محادثات مع وزير الطاقة النووية الروسي الكسندر روسيانتسيف، واتفقا على توسيع التعاون الثنائي واحتمال مشاركة روسيا في بناء أول محطة كهربائية مصرية تعمل بالطاقة النووية. وأشار مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية سيرغي بريخودكو إلى أن الطرفين مستعدان لتنفيذ "مشاريع كبرى" في مجال التعاون الاقتصادي والعلمي والتجاري. وذكر تحديداً مشروع بيع أو تأجير مصر بضع عشرات من طائرات الركاب "توبوليف 204".