بدأ الحزب الديموقراطي حملته للثأر لفوز الرئيس جورج بوش الانتخابي، بشن هجوم على شقيقه الجمهوري جيب، لإسقاطه من حاكمية ولاية فلوريدا التي حسمت اصواتها المعركة الرئاسية الاخيرة، وإنجاح المرشحة الديموقراطية جانيت رينو، وزيرة العدل السابقة في عهد الرئيس بيل كلينتون. وتعتبر رينو من ابرز المرشحات على لائحة الحزب الديموقراطي الى انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب وحكام الولايات المقررة خريف العام المقبل. ويخشى بعض الديموقراطيين من ان يؤدي ترشيح الوزيرة السابقة الى انعدام المنافسة في الولاية، وأن تعمم خلال معركتها الانتخابية وسائل وصفت ب"كلينتونية" نسبة الى اساليب الرئيس السابق الملتوية. وتشير استطلاعات الرأي الاخيرة في فلوريدا الى ان رينو تتقدم بفارق واضح على منافسيها من حيث شعبيتها وشهرتها، لكن التقدم هذا بمثابة سيف ذي حدّين، إذ يشكل الأميركيون ذوو الأصول الكوبية نسبة كبيرة من عدد المقترعين في فلوريدا، وهم لا يزالون يتذكرون قرار وزيرة العدل السابقة اعادة الفتى الكوبي إليان غونزاليس الى والده في كوبا، بعد مقتل والدته وهي تصطحبه بحراً الى الولاياتالمتحدة. وتعرف رينو ايضاً، بأنها هي التي اعطت الأمر باقتحام مقر فرع الطائفة الداودية في واكو تكساس عام 1993 ما أدى الى مقتل اكثر من ثمانين شخصاً، ما أثار حفيظة اليمينيين الذين يملكون تأثيراً فعلياً في فلوريدا. ويرى الجمهوريون ان رينو ستفوز بسهولة بترشيح الحزب الديموقراطي الى حاكمية الولاية، ولكنها ستخسر المعركة في مواجهة الحاكم الحالي جيب بوش، على رغم تراجع شعبيته اخيراً. ومن ابرز منافسي رينو الديموقراطيين بيتر باترسون، وهو عضو مجلس شيوخ وسفير سابق لدى فيتنام حيث احتجز خلال شبابه كأسير حرب. ويبقى على رينو التي شغلت منصب مدعي عام مقاطعة ميامي - رايد في فلوريدا لمدة 15 عاماً قبل تنصيبها وزيرة للعدل، ان تقنع ناخبي الولاية بأن يتجاوزوا كونها امرأة خلال التصويت، وان اصابتها بداء "باركنسون" لن تؤثر على عملها.