} حجب البرلمان الكوري الجنوبي الثقة أمس عن المهندس الرئيسي لعملية التقارب بين سيول وبيونغ يانغ، وزير عملية التوحيد ليم دونغ - وون، وذلك غداة عرض مفاجىء قدمته كوريا الشمالية لاعادة اطلاق الحوار مع الجنوبية، بالتزامن مع وصول الرئيس الصيني جيانغ زيمين الى بيونغ يانغ حيث ستشمل محادثاته مسألة التقارب بين الكوريتين. سيول - أ ف ب، رويترز - وصل الرئيس الصيني جيانغ زيمين أمس الى بيونغ يانغ، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ عشر سنوات ويتوقع ان تتمحور حول المصالحة بين الكوريتين. وتاتي الزيارة غداة اقتراح بيونغ يانغ الاحد معاودة المحادثات مع سيول والمتوقفة منذ ستة أشهر. وتعاني كوريا الشمالية، التي تعتبر حليفاً تقليدياً للصين، عزلة سياسية. واكدت الوكالة الكورية الشمالية ان الزعيم كيم جونغ ايل، الذي يشكل ظهوره العلني حدثاً، توجه الى المطار حيث استقبل حليفه الشيوعي "استقبالاً حاراً". وتجمع عشرات الآلاف من الاشخاص على الطريق المؤدية الى المطار ملوحين بالورود والاعلام احتفاء بالرئيس الصيني. وقال الرئيس الصيني الذي يرافقه نائب رئيس الوزراء كيان كيشن ومسؤول التنظيم في الحزب الشيوعي الصيني زنغ كنغهونغ، في تصريح في المطار نقلته وكالة "شينخوا" الصينية الحكومية ان الزيارة "ستسهم في تعزيز الازدهار والتنمية في البلدين وفي الحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية والمنطقة بمجملها". وقالت صحيفة الحزب الشيوعي الكوري الشمالي "رودونغ سينمون" ان الزيارة "تشكل مناسبة مهمة .. لايجاد مناخ ملائم للسلام والامن في شبه الجزيرة الكورية وباقي آسيا". وزار الرئيس الصيني في بيونغ يانغ ضريح الزعيم الكوري كيم ايل سونغ، والد كيم جونغ ايل، المتوفى في 1994. وقالت وكالة "انباء الصين الجديدة" ان الرئيسين الصيني والكوري الشمالي عقدا أول قمة لهما خلال الزيارة التي تستغرق ثلاثة ايام، واجمع المحللون على اعتبارها فرصة للرئيس الصيني لحث نظيره على تخفيف التوتر في شبه الجزيرة الكورية، واستئناف المحادثات بين بيونغ يانغ وسيول وواشنطن. وكان جيانغ زار كوريا الشمالية بوصفه زعيماً للحزب الشيوعي الصيني عام1990. وزار كيم جونغ ايل الصين مرتين بصورة سرية خلال الاشهر الستة عشر الماضية. مرة قبل القمة الكورية في ايار مايو 2000، ومرة في كانون الثانييناير من العام الجاري. وفي سيول اقر النواب بغالبية 148 صوتاً، في مقابل 119، مذكرة بحجب الثقة قدمها حزب المعارضة الرئيسي، الحزب الوطني الكبير، ضد وزير عملية التوحيد بعد موافقته على زيارة نشطين كوريين جنوبيين الى كوريا الشمالية الشهر الماضي. وتعرضت الزيارة لانتقادات كثيرة باعتبارها نصراً للدعاية الكورية الشمالية. وجاء هذا التصويت بعد أربع وعشرين ساعة فقط على اقتراح كوريا الشمالية اعادة اطلاق محادثات المصالحة المجمدة منذ ستة أشهر مع الجنوبية. وفسرت هذه البادرة في سيول على انها محاولة لانتزاع دعم الى ليم دونغ - وون في الجمعية الوطنية. بيد ان هذه الخطوة لحجب الثقة لا ترغم دستورياً الرئيس كيم داي - جونغ على الانفصال عن وزيره، بل تعتبر بمثابة ضغط سياسي متزايد على الزعيم الكوري الجنوبي الذي يتعرض لانتقادات في بلاده لرغبته في التقارب مع بيونغ يانغ. وربما ينجم عنها في نظر المحللين نتائج داخل الائتلاف الحاكم، وعلى عملية المصالحة بين الكوريتين التي اطلقت اثناء القمة التاريخية بين الرئيس الكوري الجنوبي والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - ايل في حزيران يونيو 2000. يذكر ان بيونغ يانغ وسيول توقفتا عن التحادث منذ شهر اذار مارس الماضي، أي بعد أقل من سنة على الانفراج اللافت الذي سجل في العلاقات بين البلدين إثر لقاء القمة بين الكوريتين. ومن النتائج الملموسة لتلك الخطوة تبادل زيارات العائلات بين الكوريتين بعد انفصال دام نحو نصف قرن. لكن وصول الادارة الاميركية المحافظة برئاسة جورج بوش الى البيت الابيض وضع نهاية لهذه المبادرات الرمزية. وحذر بعض المحللين في سيول من مغبة الافراط في التفاؤل بمعاودة التقارب بين العدوين في الحرب الكورية.