} نفذت سلطات الاحتلال الاسرائيلي مجزرة جديدة ضد المواطنين الفلسطينيين العزل عشية حلول الذكرى الاولى لاندلاع الانتفاضة، مما ادى الى استشهاد ستة فلسطينيين واصابة العشرات في رفح خلال الساعات ال24 التي اعقبت لقاء الرئيس ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز. من جانبها، طالبت السلطة الفلسطينية واشنطن والاتحاد الاوروبي بارسال مراقبين للاشراف على تطبيق اتفاق الهدنة. وجد الجيش الاسرائيلي في الفلسطينيين المدنيين العزل في مدينة رفح ومخيماتها هدفاً سائغاً للانتقام من العملية الجريئة التي نفذها مقاتلون فلسطينيون في قلب المعسكر الاسرائيلي المحصن في المدينة، فتوغلت دبابات اسرائيلية في رفح جنوب قطاع غزة وأمطر الجنود بالقذائف والرشاشات الثقيلة منازل المواطنين تحت جنح الظلام في مجزرة جديدة تتعرض لها المدينة. واستشهد ثلاثة شبان فيما اصيب 31 آخرون وصفت جروح ستة منهم بأنها خطيرة للغاية، في اعنف هجوم تشنه قوات الاحتلال الاسرائىلي على الشريط الحدودي الذي يفصل رفح الفلسطينية عن مصر والذي طاول هذه المرة البيوت والسكان في آن. وقال شهود ل"الحياة" ان قذيفة مدفعية سقطت وسط أحد المنازل ما ادى الى استشهاد أكرم ابو لبدة 30 عاماً وصديقه خالد ابو حبيب 27 عاماً ومحمود الشاعر الذي وصل قبل ساعة زائراً. واضافوا ان الشهيد الشاعر هرب من منزله في اعقاب بدء القصف الى منزل احد جيرانه لبعده عن مرمى نيران القصف الاسرائيلي، الا ان قذيفة طاولته وفصلت رأسه عن جسده. واصابت قذيفة اخرى جسد الشهيد ابو حبيب مباشرة. وفي وقت لاحق، استشهد الفلسطيني علي ابو بليمة 24 عاماً برصاص الجيش الاسرائيلي قرب حاجز عسكري في دير البلح وسط قطاع غزة من دون ان يسجل وقوع احداث في المنطقة. كذلك استشهد الفتى معاوية علي النحال بعدما اصيب برصاصة قاتلة في القلب اطلقها جنود اسرائيليون متمركزون في موقع عسكري على الشريط الحدودي في رفح. وكان فلسطيني سادس هو محمود قشطة استشهد اول من امس خلال قصف اسرائيلي على رفح. وخرج سكان رفح لتشييع الشهداء الثلاثة وسط مشاعر الغضب والحزن على اعتداءات قوات الاحتلال التي دمرت خلال عملية التوغل داخل مخيم يبنا الحدودي ثمانية منازل وثلاثة محولات كهرباء، فيما اصيب عدد آخر من المنازل بأضرار جسيمة. وواصل الجنود الاسرائيليون قصفهم المتقطع باتجاه مساكن المواطنين حتى ساعات بعد الظهر واصيب خمسة صبية، وصفت جروح احدهم بأنها خطرة. واعتبرت السلطة الفلسطينية التصعيد العسكري الاسرائيلي الجديد محاولة اسرائيلية لنسف نتائج اجتماع الرئيس ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز، وهو الاجتماع الذي لاقى معارضة شديدة من جانب رئيس الحكومة ارييل شارون. وطالب نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني الولاياتالمتحدة والدول الاوروبية بالتدخل لوقف محاولات شارون "نسف الجهود الدولية لاعادة الهدوء للمنطقة". وأكد مسؤول لجنة الارتباط العسكري في منطقة رفح العقيد خالد ابو العلا ان العملية الاسرائيلية "جريمة مبيتة". وقال رئيس جهاز الامن الوقائي في غزة محمد دحلان الذي شارك في اجتماع الاربعاء ان "الكارثة التي حصلت في رفح تؤكد ان شارون يريد ان يُفشل ميدانياً ما تم الاتفاق عليه خلال اللقاء بعدما اخفق في منع عقده". ودعا وزير الاعلام والثقافة الفلسطيني ياسر عبد ربه الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي الى "الحضور الى المنطقة لرعاية الاتفاق والاشراف علىه"، مشككاً في الوقت ذاته بامكان نجاح جهود التهدئة ما لم يوضع حد للاعتداءات الاسرائيلية غير المبررة على الفلسطينيين. في غضون ذلك، عزلت اسرائيل نفسها والفلسطينيين معها عن العالم في يوم "الغفران" اليهودي، ومنعت تنقل الفلسطينيين عبر الحواجز العسكرية، خصوصاً تلك المحيطة بمدينة القدس لليوم الثاني على التوالي. ونفذت في خطوة غير مسبوقة عزل الجزء الشرقي من المدينة عن جزئها الغربي المحتل عام 1948 ومنعت المركبات الفلسطينية من دخوله. وسجلت عملية تنكيل جديدة قرب حاجز الزعيم شرق القدس. وأكدت مصادر فلسطينية ان عاملين لدى شركة الاتصالات الفلسطينية تعرضا للضرب الشديد واطفأ جنود الاحتلال المتمركزين على الحاجز اعقاب سجائرهم في اجسادهما قبل اطلاقهما.