سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوش يعطي صلاحيات لاسقاط طائرات مدنية اعتقالات واسعة في باكستان مؤتمر الفرنكوفونية في بيروت مرشح للتأجيل . الحرب تنتظر وساطةباكستانية أخيرة وجاكسون قد يتدخل لدى "طالبان"
باتت الضربة الأميركية ل"طالبان" بحكم المؤجلة في انتظار عودة وفد رفيع المستوى يضم قادة الأحزاب الأصولية الباكستانية من زيارة لقندهار أواسط الأسبوع المقبل. وكانت الحكومة الباكستانية طلبت هذه الزيارة، إثر انتهاء اجتماعات بين القيادتين العسكريتين الباكستانية والأميركية غادر بعدها الوفد العسكري الأميركي إسلام آباد من دون أي إعلان عن نتائج المحادثات. وتزامن ذلك مع حملة شنتها قوات الأمن الباكستانية في بيشاوروكراتشي ضد اشخاص يشتبه بعلاقتهم مع أسامة بن لادن الذي أكد مصدر قريب من "طالبان" أنه لا يزال موجوداً في أفغانستان. وتزامن ذلك مع حديث عن وساطة محتملة يتولاها الزعيم الأسود الاميركي القس جيسي جاكسون، الذي اعلن أنه تلقى دعوة من "طالبان" للحديث عن مصير ابن لادن. وقال جاكسون، الذي قام في السابق بمهمات توفيقية في العراق وسورية ويوغوسلافيا، انه لا يعرف ما اذا كان سيلبي الدعوة أم لا. لكن مصادر الادارة الاميركية شدّدت على إن طلب تسليم ابن لادن غير خاضع للتفاوض، ووصفت دعوة "طالبان" لجاكسون بأنها "مماطلة". واعتبر المراقبون في اسلام اباد أن القيادة الباكستانية أعطيت فرصة للقيام بشبه وساطة عبر قادة الأحزاب الأصولية الذين سيلتقون في قندهار زعيم طالبان ملا محمد عمر بغية إيجاد مخرج لقضية أسامة بن لادن. واستوضحت "الحياة" أحد أعضاء الوفد، وهو زعيم جمعية علماء الإسلام الباكستانية مولانا سميع الحق، عن أهداف الزيارة فقال: "لن نكون طرفاً في هذه الأزمة بل سنبدي استعدادنا لتقديم المشورة إذا طلبوا منا ذلك"، رافضاً تأكيد معلومات عن أن الحكومة الباكستانية طلبت منهم استكشاف مدى استعداد "طالبان" لتقديم تنازلات. وعلمت "الحياة" أن الوفد سيضم قاضي حسين أحمد وسميع الحق وفضل الرحمن وشاه أحمد نوارني، الذين ينتظرون موافقة "طالبان" على زيارتهم. وقال أحد مساعدي قاضي حسين أحمد ل "الحياة" أن الوفد سيشدد على رفض الأحزاب الأصولية الباكستانية أي مشاركة لبلادهم في العمليات العسكرية الأميركية. وأبلغت مصادر عربية في بيشاور "الحياة" أن قوات الأمن أقدمت على عمليات دهم وتفتيش بحثاً عن أشخاص وردت أسماؤهم في لائحة للمشتبه بتعاونهم مع ابن لادن، ولم يعرف على الفور ما إذا كانت السلطات نجحت في اعتقال أي من المطلوبين في بيشاور. في حين أفيد أن الحملة في كراتشي كانت واسعة، وطاولت ثلاثمئة شخص. لكن الناطق باسم الخارجية الباكستانية استبعد في تصريحات ل "الحياة" أن يكون أحد من المطلوبين في بيشاور موجود على الأراضي الباكستانية، وأعرب عن اعتقاده بأن معظمهم فرّ إلى داخل أفغانستان. وخرجت مسيرات مؤيدة لقرار الحكومة التعاون مع أميركا في معظم المدن الباكستانية مهدت لها الحكومة بتعطيل المدارس. وبدت هذه المسيرات رداً على تظاهرات دعت إليها الجماعات الأصولية الباكستانية احتجاجاً على التعاون الباكستاني مع أميركا. وكان وزير الخارجية الباكستاني عبد الستار علق على قرار الحكومة التعاون مع الولايات المتحدة بأنه يبشر بمستقبل مضيء للبلاد. وجاء ذلك في وقت وافقت اليابان على إعادة جدولة 550 مليون دولار من الديون الباكستانية. صلاحية لاسقاط طائرات مدنية في غضون ذلك اتخذ الرئيس جورج بوش امس واحداً من أهم القرارات منذ بداية الازمة، اذ أعطى صلاحيات لقائدين في سلاح الجو تخولهما اسقاط أي طائرة مدنية من دون الرجوع إلى الرئيس، وذلك تداركاً لأرتباكات كتلك التي حصلت يوم 11 أيلول سبتمبر. وينفي البنتاغون إمكان أن تكون هناك فرصة سنحت لاسقاط أي من الطائرات التي ضربت البنتاغون أو مبنى التجارة العالمية لأن الوقت الذي استغرقه التأكد أن هذه الطائرات مختطفة وبلوغ أهدافها كان قصيراً. لكن الاجراء جاء رداً على لغط احاط بظروف سقوط الطائرة التي تحطمت في بنسلفانيا ويعتقد مسؤولون أمنيون أنها كانت متجهة الى واشنطن. وكشف بوش أمس عن الاجراءات المتعلقة بأمن المطارات، فيها تعزيز لوجود أمن فيديرالي ونشر لحرس أمني على متن الطائرات. تجريم جمع التبرعات وفي نيويورك، تسلّم مجلس الأمن مسودة مشروع قرار أميركي في شأن مكافحة الارهاب الدولي يفصّل الاجراءات المالية والاستخبارية والقضائية والاحترازية التي ستلزم الدول بتنفيذها، بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. ويعيد مشروع القرار تأكيد "حق الدفاع عن النفس الفردي والجماعي" للدول كما يؤكد الحاجة الى مكافحة الأعمال الارهابية "بكل الوسائل"، في اشارة الى العنصر العسكري من الاجراءات. وتضمن المشروع اجراءت قانونية مفصّلة من "تجريم" لتمويل الارهابيين الى "تجميد" الاموال والمصادر الاقتصادية للارهابيين، الى "منع المواطنين" من تقديم المال تبرعات مباشرة او غير مباشرة مما يصبّ في خانة دعم الارهابيين. وينصّ المشروع على مطالبة الدول بالآتي: اولاً، اخذ "كل الاجراءات الضرورية" للمساعدة في "التحقيق" في جريمة الارهاب، من الادلة الى التمويل. ثانياً، اتخاذ الخطوات الضرورية لمنع الاعمال الارهابية بما فيها "تبادل المعلومات على اساس الانذار المبكر". ثالثاً، "عدم توفير اللجوء والامان لكل من يموّل ويخطط ويدعم او يرتكب الاعمال الارهابية". رابعاً، وضع القوانين لمعاقبة الاعمال الارهابية بصفتها جرائم. خامساً، التوقف عن توفير اي نوع من الدعم الى "المنظمات او الافراد المتورطين في نشاطات ارهابية". سادساً، منع حركة الافراد اوالمجموعات الارهابية من خلال "تعزيز المراقبة والضبط على الحدود" وعبر اجراءات منع تزوير الهوية ووثائق السفر. ويدعو مشروع القرار الدول الى "تعزيز تبادل المعلومات العملية" فيما يخص حركة الارهابيين والاتجار بالاسلحة والمتفجرات والمواد الحساسة واستخدام تكنولوجيا الاتصالات والتهديدات باستخدام الارهابيين اسلحة الدمار الشامل. كما يطالبها باعتماد الاجراءات الاحترازية المناسبة قبل توفير اللجوء السياسي للتأكد من ان هؤلاء لم يساهموا في عمليات الارهاب. مسؤول بريطاني كبير: سندخل افغانستان وأكدت بريطانيا ان "التحالف الدولي ضد الارهاب" لن يهاجم العراق او اي دولة عربية اخرى، او "حزب الله" الذي "لا نعتبره ارهابياً" او التنظيمات الفلسطينية في سورية. وقال مسؤول رفيع المستوى في الحكومة البريطانية ل"الحياة" ان لندن ليس لديها "اي دليل على ان العراق متورط في العمليات الارهابية ضد الولايات المتحدة"، على رغم تأكدها من انه يملك اسلحة جرثومية وبيولوجية، و"اذا ثبت انه سرّبها الى الجماعات الارهابية، سيتشكّل تحالف دولي لإزالة النظام". وشدد المسؤول على ان التحالف سيدخل الى افغانستان وسيلاحق اسامة بن لادن "سواء هرب الى الخارج او بقي في الاراضي الافغانية". واوضح ان الحرب ليست موجهة ضد اي دين، بل "هي حرب ضد الارهاب، ومختلفة عن كل الحروب السابقة، اذ يتساوى جانبها العسكري وجانبها الديبلوماسي والمالي". حرب بلا حسابات سياسية إلى ذلك، أبدى ديبلوماسي غربي في صنعاء تشاؤمه من نتائج الرد الأميركي على الهجمات الارهابية، وقال ل"الحياة" إن الحرب التي تستعد الولايات المتحدة لشنها لا تخضع لحسابات سياسية بمقدار ما يغلب عليها "رد فعل الأسد الجريح"، مشيراً إلى أنها ستخلف مآسي كبيرة وستعرض العلاقات الأميركية - الغربية مع الدول العربية والإسلامية إلى مخاطر قد تهدد ما تم بناؤه خلال عقود طويلة. وتوقع هذا الديبلوماسي سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، واضطرابات وحروباً أهلية في منطقة الشرق الأوسط والدول الإسلامية بسبب الرد الأميركي، مستبعداً أن يكون اسامة بن لادن أو حركة "طالبان" في أفغانستان "الهدف الوحيد" للحرب ضد الإرهاب، بل ان هناك دولاً كثيرة تندرج في قائمة الأهداف الأميركية على الصعيد العسكري وعلى مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية. وشنت السلطات الأمنية اليمنية حملة جديدة على العائدين من أفغانستان واعتقلت عدداً منهم. ونفى وزير الداخلية اليمني أن يكون لبلاده أي علاقة ب"الجيش الاسلامي - اليمني" الذي أصدر بياناً وزع في صنعاء هدد فيه أي دولة تتعاون مع الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب. ليونة روسية... تشدد ايراني واعتبرت موسكو أن للولايات المتحدة "الحق" في توجيه ضربات انتقامية من دون الرجوع الى مجلس الأمن. وخطت خطوة أخرى نحو "تسليم" آسيا الوسطى الى واشنطن، معلنة أنها لن تعارض مشاركة دول هذه المنطقة في عملية عسكرية اميركية ضد افغانستان. واعتبر مراقبون ان "ثمن" هذا التحول في موقف روسيا قد يكون انضمامها الى حلف الأطلسي، وهي فكرة لم يستبعدها وزير الدفاع سيرغي ايفانوف. وأصرت ايران على رفضها التعاون مع تحالف عسكري تقوده الولايات المتحدة، على رغم تحذير وجهته واشنطن الى طهران ليل أول من أمس، مشددة على ضرورة أن تحسم موقفها و"تقطع الجسور" مع منظمات راديكالية مناهضة لاسرائيل. وأكدت الخارجية الأميركية ان المطلوب من ايران "ان تعارض كل أشكال الارهاب"، وليس ممارسات حركة "طالبان" فقط. ووصفت مصادر ديبلوماسية في طهران المطالب الأميركية التي نقلها وزير الخارجية البريطاني جاك سترو بأنها كانت "جارحة جداً"، وكانت "الحياة" كشفت أمس ان تلك المطالب تتضمن التعاون لتسليم واشنطن شخصيات اسلامية فلسطينية ولبنانية معروفة بمقاومتها لاسرائيل. وحذرت المصادر من عواقب "سعي الادارة الأميركية واسرائيل الى عملية تصفية حساب مع ايران"، مشيرة الى ما تردد من معلومات عن مرابطة طائرات حربية اسرائيلية في قاعدة انجرليك التركية. وذكّرت مصادر عسكرية بأن القوات الايرانية ما زالت في حال استنفار. مصر - الولايات المتحدة وكان وزير الخارجية المصري أحمد ماهر اجرى محادثات مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول وسلم رسالة تضامن الى الرئيس الاميركي من الرئيس المصري حسني مبارك تتعهد فيها مصر التعاون مع الولايات المتحدة في الحملة ضد الارهاب. وركز ماهر في تصريحاته على "الاجماع" بدلاً من "التحالف" كما شدد على محاربة الارهاب بشكل شامل وليس مجتزأ. وجاءت زيارة الوزير ماهر لواشنطن بعد سلسلة تصريحات لم تلقَ ارتياحاً من جانب الادارة الاميركية بعد. ووصف مصدر في وزارة الخارجية ان مصر متعاونة مع الولايات المتحدة، اذ انها لم ترفض اي طلب اميركي. لكن مصدراً آخر في الادارة الاميركية اكد ل "الحياة" أن الرئيس الاميركي يشدد على أن تلقى الولايات المتحدة "تأييداً معنوياً علنياً" من مصر بعد التفجيرات التي حصلت وليس التعاون بعيداً عن الاضواء الذي تريده أيضاً الولايات المتحدة. وقال المصدر ان الولايات المتحدة لم تستبعد أي مقترح حتى الآن سواء كان مؤتمراً دولياً أو عبر الامم المتحدة. ولكن ذلك لا يشمل ما أعلنته ايران ان أي عمل عسكري يجب أن يأتي من خلال الامم المتحدة، فالولايات المتحدة ترفض ذلك. وقال ان "مصر عانت من الارهاب ولهذا فمن الطبيعي ان تشارك مصر الشعب الاميركي الاحساس وان تعزم على العمل مع الولايات المتحدة لايجاد طرق واساليب لوضع حد للارهاب لا بطريقة انتقائية وانما بطريقة شاملة. وهناك قدرات للقيام بذلك يمكن التباحث بشأنها بين الدولتين". وقال ماهر ردا عن سؤال "انه يوجد اجماع على ضرورة معاقبة المسؤولين عن هذا العمل الاجرامي الي حصل في 11 سبتمبر. هناك اجماع على هذه النقطة، ولكن الطرق والاساليب هذا شيء لم يتم البحث فيه". وعما اذا كان اسامه ابن لادن هو المسؤول عن هذه العمليات، قال ماهر: "ان الولايات المتحدة لديها قضية قوية. نعتقد أنه حين تقول الولايات المتحدة شيئاً كهذا، فإنها جادة بذلك وصادقة". واضاف ان الولايات المتحدة "لم تطلب شيئاً محدداً من مصر، ومصر مستعدة لأن تشارك ب"الاجماع" ضد الارهاب". نحو تأجيل قمة الفرنكوفونية وسرت تكهنات في بيروت أمس عن الاتجاه الى تأجيل عقد قمة الدول الأعضاء في المنظمة الفرنكوفونية المقررة في لبنان في 26 تشرين الأول اكتوبر المقبل في بيروت. وعلمت "الحياة" ان الرئيس اللبناني اميل لحود اطلع مجلس الوزراء ان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان اتصل وسأله اذا كان انعقاد القمة الفرنكوفونية سيبقى في موعده، اذا تزامن مع الموعد الجديد للجمعية العمومية للأمم المتحدة. وأبلغ أنان الى لحود انه في حال بقيت القمة في موعدها فإنه لن يتمكن من الحضور. وذكرت مصادر وزارية عدة ل"الحياة" ان مصادفة الموعد الجديد للجمعية العمومية مع موعد القمة الفرنكوفونية، يعني ان عدداً من رؤساء الدول سيفضل حضور اجتماع نيويورك، على حضور الاجتماع الفرنكوفوني في بيروت، نظراً الى الحاح التطورات الدولية التي توجب مشاركتهم في اللقاءات المهمة التي تتخلل الأعمال السنوية للجمعية. وكان لحود أبلغ الى انان ان الموعد لا يزال قائماً ونحن سندرس الأمر. وقالت المصادر ان أي قرار رسمي بتأجيل القمة الفرنكوفونية لم يتخذ بعد في انتظار مزيد من المشاورات، على رغم ترجيح هذا الاتجاه.