لندن، واشنطن، المنامة - "الحياة" - دعت الحكومة البريطانية السلطات المحلية وأجهزة الطوارىء الى الاستعداد لاحتمال وقوع أكبر عدد من الاصابات المدنية التي عرفتها بريطانيا في تاريخها. وقالت في مذكرة سرية من 16 صفحة، وزعتها الخميس الماضي، إن هذا الاحتمال سيكون ممكناً في حال وقوع هجوم ارهابي بالأسلحة الكيماوية أو البيولوجية. وحاول وزيرالصحة آلان ميلبورن أمس التقليل من أهمية هذه الأنباء التي نشرتها صحيفة "ذي أندبندنت أون صانداي". وقال في مقابلة تلفزيونية إن نشر هذه المعلومات لا يفيد وإنه "ليس هناك خطر واحد جدي محدد تتعرض له المملكة المتحدة ... لكن ما نحاول القيام به هو الاستعداد بطريقة مسؤولة ومتناسبة لكل الاحتمالات"، مؤكداً أن الطريقة التي تتصرف بها السلطات ترمي الى تجنب زيادة اضطراب الجمهور، ودعا وسائل الاعلام إلى التصرف بحكمة. وقالت المذكرة الحكومية السرية التي حظرت إطلاع الجمهور على فحواها إن الهجمات يمكن أن تتخذ أشكالاً مختلفة وقد"تكون بالغة الخطورة" إذا استخدمت ضد مراكز التجمعات الكبيرة، مثل المكاتب ومترو الانفاق، وقد تحتاج - لا سيما في حالة الهجمات الجرثومية إلى فترة أسابيع قبل ظهورها. لكنها نوهت في الوقت ذاته إلى أن خطر "حدوث إطلاق متعمد للأسلحة البيولوجية والكيماوية على نطاق واسع" يبقى محدوداً. واعتبرت أن الخطر الأكبر يتمثل ليس في استخدام الانثراكس الذي لا ينتقل بالعدوى، بل في استخدام الجدري والطاعون اللذين يتميزان بكونهما معديين، ما يعني أن سرعة القضاء على أي وباء سيتحكم به سرعة الرصد والاحتواء. وحذرت من أن اكتشاف أي اصابات كبيرة قد يؤدي الى حدوث حالات هلع جماهيري، ومن أن أقسام الطوارىء والمستوصفات وغرف العمليات الجراحية والمشارح ومنشآت التعقيم ستواجه ضغطاً لا قبل لها بمواجهته ما قد يحتم اللجوء الى مبانٍ إضافية. واقترحت أن تستعد المجالس البلدية وأجهزة الطوارىء للاعتماد على مشارح اضافية لاستقبال الجثث، وإقامة مآوي مطاطية يتم نفخها. كما دعت مذكرة منفصلة المستشفيات والأطباء الى الابلاغ عن أي حالة حمى شديدة يشخصونها. وحاول الوزير ميلبورن التقليل من أهمية المخاطر، مؤكداً أن لندنوواشنطن وقعتا اتفاقاً منذ أسبوع ينص على التعاون في مجال محاربة الارهاب البيولوجي. وقال إن وزارته طلبت زيادة أمصال التلقيح ضد الجراثيم التي يحتمل استخدامها. "الجمرة الخبيثة" الى ذلك، اعلن في واشنطن، امس، عن كشف حالة اصابة بجرثومة "الجمرة الخبيثة" عن طريق الاستنشاق وهو اخطر نوع من الاصابات. وقال ناطق باسم ادارة البريد ان موظفاً في مكتب بريد واشنطن يتولى مكتبه تصنيف البريد الخاص بالكونغرس اصيب بالجرثومة. واعلن عمدة واشنطن انتوني ويليامز ان الرجل "في حال خطرة". وتلك هي الحالة الاولى في واشنطن والثالثة في الولاياتالمتحدة. وهي تعد الحالة الاخطر للمرض الذي تسبب بمقتل المصور الصحافي روبرت ستيفنس في فلوريدا في الخامس من الشهر الجاري. واصيب ارنستو بلانكو 73 عاماً الذي يعمل في الصحيفة ذاتها بالمرض عن طريق الاستنشاق. واكدت صحيفة "نيويورك بوست" الشعبية انها تلقت رسالة مماثلة لتلك التي ارسلت الى مقدم الاخبار في محطة "ان.بي.سي" توم بروكو وزعيم الغالبية في الكونغرس توم داشل ولاحظت ان الرسائل الثلاث ارسلت من مكتب بريد واحد وفي توقيت متزامن. واستمرت حال الذعر من المرض في انحاء العالم، وشهدت البحرين امس اول بلاغ عن مادة مشبوهة في دول الخليج عندما ذكر موظفون في شركة "اميركان اكسبرس" ان مقر الشركة في البحرين تلقى رسالة تحوي مسحوقاً ابيض مشبوهاً. وتبين لاحقاً ان المسحوق كان من الحليب المجفف. وفي لندن اصدرت الحكومة البريطانية في خطوة نادرة تشريعاً يسري بأثر رجعي، وقبل اقراره في البرلمان، يهدف الى الحد من الذعر الناجم عن البلاغات الكاذبة في شأن الاسلحة البيولوجية والكيماوية والنووية. ويقضي التشريع الذي سرى منذ ليل السبت - الاحد بالسجن لمدة اقصاها سبع سنوات لمن يتورط في تهديد من هذا النوع.