وزير الخارجية يلتقي وزيرة خارجية رومانيا    "عقدْ" الكلاسيكو تواصل مطاردة الاتحاد    أجمل التهاني للقيادة والوطن والمواطن    حقوق المرأة السعودية الأجدر عالميا    دعم "المنشآت الصغيرة والمتوسطة" يُعيد صياغة الاقتصاد ويحقق الاستدامة    ذاكرة الوطن وعطاء القيادة    شيخ شمل بيش: اليوم الوطني فرصة لاستذكار الماضي التليد وربطه بالحاضر المجيد    العربي والقادسية يعبران الأخدود والعروبة    الهلال يُعلن تفاصيل إصابة تمبكتي    ذكرى عزيزة ووطن خالد    بلدية محافظة ضرية تحتفل باليوم الوطني 94 بتزيين الطرق والميادين باللون الأخضر    اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية والإسلامية بشأن غزة تعقد اجتماعاً تنسيقياً في نيويورك    الدبلوماسية السعودية تحظى بتقدير العالم    إصلاحات المؤسس وعمارة الملوك    الألعاب النارية تنير سماء السعودية في يومها الوطني ال 94    اليوم الوطني.. ولاء وانتماء    أسرتا هزازي وبخش تستقبلان المعزين في فقيدتهما    سفير المملكة لدى مصر يستقبل مدير عام مكافحة المخدرات    تأملات في الزمن والمسافة    إسرائيل وحزب الله بين التهديد والهجمات    مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 840 سلة غذائية في ولاية كسلا بجمهورية السودان    ضبط منشأة مخالفة أطلقت أسماء شخصيات اعتبارية سعودية وخليجية على عطور    مدير عام جمعية كبدك ..الخير بتنامي ومجدنا يسير مع الدول العظمى    هتان في ذكرى اليوم الوطني ال94: الوطن أم وأب    إجلاء نحو 1500 شخص في كوريا الجنوبية بسبب الفيضانات والانهيارات الأرضية    من أعلام جازان.. الشيخ الدكتور "سليمان بن علي بن محمد الفيفي    السعودية تشارك في جلسة الآمال الرقمية ضمن مؤتمر قمة المستقبل    إيران: 51 قتيلاً ضحايا انفجار منجم الفحم    "فلكية جدة": اليوم "الاعتدال الخريفي 2024" .. فلكياً    أتيليه جدة يستضيف معرض «قد نفنى وقد نصل»    البديوي يؤكد أهمية دور المجتمع الدولي في دعم الأمم المتحدة لتنفيذ قراراتها الأممية    "الأرصاد" استمرار هطول الأمطار على جازان وعسير والباحة ومكة    الموت يغيب مطوف الملوك والزعماء جميل جلال    رايكوفيتش: كنا في غفوة في الشوط الاول وسنعود سريعاً للإنتصارات    أخضر تحت 20 عام يبدأ التصفيات الآسيوية بالفوز على فلسطين    في ثلاث مدن .. اختتام المرحلة الأولى من دورات الرخصة التدريبية "C" الآسيوية    279,000 وظيفة مباشرة يخلقها «الطيران» في 2030    "سمات".. نافذة على إبداع الطلاب الموهوبين وإنجازاتهم العالمية على شاشة السعودية    دام عزك يا وطن    صناديق التحوط تتوقع أكثر السيناريوهات انخفاضاً للديزل والبنزين    وداعاً فصل الصيف.. أهلا بالخريف    «التعليم»: منع بيع 30 صنفاً غذائياً في المقاصف المدرسية    "قلبي" تشارك في المؤتمر العالمي للقلب    فريق طبي بمستشفى الملك فهد بجازان ينجح في إعادة السمع لطفل    اكتشاف فصيلة دم جديدة بعد 50 عاماً من الغموض    لا تتهاون.. الإمساك مؤشر خطير للأزمات القلبية    تشجيع المواهب الواعدة على الابتكار.. إعلان الفائزين في تحدي صناعة الأفلام    مجمع الملك سلمان العالمي ينظم مؤتمر"حوسبة العربية"    مركز الملك سلمان: 300 وحدة سكنية لمتضرري الزلزال في سوريا    فأر يجبر طائرة على الهبوط    يوم مجيد لوطن جميل    مصادر الأخبار    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. تنظيم المسابقة المحلية على جائزة الملك سلمان    أحلامنا مشروع وطن    «متحالفون من أجل إنقاذ السودان» تطالب بحماية المدنيين ووقف الهجمات في الفاشر    صور مبتكرة ترسم لوحات تفرد هوية الوطن    الملك سلمان.. سادن السعودية العظيم..!    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة يستأصل بنجاح ورماً ضاغطاً على النخاع الشوكي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اصدرها الشيخ ابراهيم اليازجي والدكتور بشارة زلزل . مجلة "البيان" تحدثت عن اللغة والادب والعصر ... ودافعت عن قضايا الوطن
نشر في الحياة يوم 25 - 09 - 2001

مجلة "البيان" لمنشئيها الشيخ ابراهيم اليازجي والدكتور بشارة زلزل، مجلة شهرية أدبية طبية صناعية، صدرت لمدة سنتين متواصلتين في القاهرة 1897 - 1898 و1898 - 1999.
صدر العدد الأول منها في أول آذار مارس 1897م في 48 صفحة من القطع العادي الوسط.
أمّا لماذا سميت "البيان" وهل تضارب اسمها مع أسماء أخرى؟ عن هذا الأمر يقول اليازجي وزلزل: "قد لغط بعض الناس في تسمية مجلتنا هذه باسم "البيان" وتوجهت علينا الدعاوى بأننا قد سُبقنا الى هذه اللفظة ومُلك علينا حق استخدامها حتى لقد بعث الينا بعض الأدباء من أيام يقول انه عاملٌ منذ حين على انشاء جريدة سمّاها بالاسم نفسه ويسألنا ان ننزل له عن هذه اللفظة... وما كنّا يعلم اللّه لنضنّ عليه بها ولا ضاق بحر اللغة عن الاتيان بلفظة أخرى نجعلها اسماً لمجلتنا لولا انها قد اشتهرت بهذا الاسم قبل صدورها بزمان، إذ كنّا طلبنا للرخصة فيها منذ سنة 1301 وعلى عهد المرحوم أحمد حمدي باشا والي سورية، وذلك قبل اشتغالنا بمجلة "الطبيب" التي تولينا كتابتها سنة 1302ه. وقد قيّدت مذذاك في السجلات الرسمية. ثم صدرت الرخصة فيها في تاريخ 18 كانون الثاني يناير سنة 1303ه بموجب مرسوم ورد على المرحوم علي باشا والي بيروت من جانب نظارة الداخلية مبنيّ على ارادة سلطانية وهي ثاني مرة صدرت فيها رخصة من هذا النوع بأمر سلطاني كما صرّح به في المرسوم المشار اليه والرخصة في يدنا منذ ذلك الحين إلاّ ان الأحوال اقتضت تأجيل نشرها الى اليوم والأشياء مرهونة بأوقاتها. ولذلك فنحن نرجو من هذا الأديب معذرة الكرام كما نأمل في غيره ممن ادّعى سبقنا اليها ان يعلم اننا لسنا ممن يحوم على مثل هذا الوِرد والسلام".
وتحت عنوان "بسم الله المبدئ المعيد". جاء في السنة الأولى، الجزء الأول، أول آذار مارس سنة 1897م، الافتتاحية التالية، التي تعتبر مقدمة في الأدب الرفيع واللغة العالية، وقد اتصف بها كلّ من اليازجي وزلزل. قالا فيها:
"خير ما افتُتحت به الأقوال والأفعال، وقُدّم رائداً بين يدي الأعمال والآمال حمد الله جلّ جلاله على ما أنعم واستلهامه الهداية الى الطريق الأقوم. وبعد فإن خير ما أنفق العاقل فيه أيامه علمٌ يتسع به نطاق عقله وأفضل ما اشتغل به العالم السعي في بث منافع العلم وتعميم فضله إذ هو السلّم التي تتدرّج بها الأمم في مراتب الارتقاء والمركب الذي يضمن لها الفوز في حلبة تنازع البقاء والركن الذي تتوثق به دعائم الحضارة والعمران والأسى الذي تشاد عليه قواعد الفلاح راسخة البنيان بل هو مجمع أشعة العقول والافهام وتأريخ ما فُتح به على الإنسان من تجربة أو الهام ومستودع ما وعته خزائن الغابرين من كنوز الحقائق عصراً بعد عصر وسجلّ ما رسمته أقلام الحكمة في لوح اليقين باقياً على وجه الدهر.
وقد خصص الله للعلم في كل زمنٍ رجالاً يقفون في سبيله الاعمار ويصلون في خدمته آناء الليل بأطراف النهار فكانوا مصابيح الظلم وهداة الأمم ورافعي أعلام النجاح وناهجي معالم الفلاح وبهم أدرك العقل أشدَّه وعرف الإنسان حدّه وفتحت له الطبيعة خزائن كنوزها وأسرارها وكشفت له عن غوامض رموزها وآثارها حتى أصبح ربَّها وقيّمها يسخرها في ما يشاء ويستخدمها في خلق ما لم تخلق من الأشياء فاتخذ له خيلاً ليست من حيوانها وناراً ليست من جزْلها وعيدانها وأضواء ليست من شمسها وبدرها وماء ليس من سحابها وبحرها بل ربما استمطرها بغير سحاب واصطاد صواعقها برؤوس الحراب وقبض فيها على الخيال فهو سجين لا يطمع في الخلاص وأسر الصوت فقيّده كما تقيّد صوادح الطير في الأقفاص وجسّم ما لا شبح له عند الحسّ فمثّله للأبصار واستشفّ ما وراء الجرم الكثيف فإذا هو مائلٌ بغير ستار بل ربما استشفّ ما يمرّ بالمخيلة من المعاني والأشباح فقرأه فقراً مرقومة أو تمثّله صوراً مرسومة على الألواح، الى غير ذلك مما يطول استقراؤه ويتعذّر احصاؤه.
بيد ان القائمين بأمر العلم لم يبرحوا في كل أمّة نفراً قليلاً وسائر الأمّة لا يكاد يدرك منه إلاّ أثراً ضئيلاً أو رسماً مُحيلاً فكان العلم بذلك أبطأ نماءً وأقلّ اتساعاً وكانت الأمم به أبطأ تقدّماً وأقلّ انتفاعاً الى ان نهض رجال العلم في هذه الأيام فعكفوا على بثّ اشعته في سماء الافهام وتقريب مناله على المريدين حتى صار منهم على طرف التمام فما عتّموا ان هبّت بهم رياح العلم من كل جانب وانتشرت طلائعه في أطراف المشارق والمغارب وكان منهم الباحث والمصنّف والمستنبط والمستكشف ومن آزر العلماء في اقتداح زناد الفكر ومن جاذبهم أهدابَ الشهرة وبقاء الذِكر ولم يبق يومٌ لا تتلقى الأسماع فيه خبر اكتشافٍ جديد أو اختراعٍ مفيد حتى عاد العصر حافلاً بصنوف المعجزات والغرائب وأصبح غرّة العصور بل كان على الحقيقة عصر العجائب.
وغير منكرٍ انه ليس في الذرائع الموصلة الى سرعة انتشار العلم أعون من هذه المجلات العلمية على أصنافها الموكلة بنشر كل ما يحدث في عالمي العلم بانحائه والصناعة بأطرافها فإنها لم تبرح العامل الأعظم في شيوع المباحث العلمية بين طبقات الناس على العموم وتقريب مداركها على غير المتعلم فضلاً عمن شدا شيئاً من العلوم. إذ هي تلقّن العلم أجزاء متفرقة يتناولها المطالع من أيسر سبيل وتلقي اليه زبدة الحقائق محصلة من دون ان تكلفه معاناة التحصيل وذلك مع ما فيها من تنوُّع الأغراض حيث يجد فيها كلُّ واردٍ مشرعاً وتشعُّب طرق البحث بما لا يعدم منه كلُّ رائدٍ منجعاً فهي جليس العالم واستاذ المريد والمدعو الذي يتلاقى فيه المفيد والمستفيد بل هي خطيب العلم في كلّ ندوة وبريده الى كلّ خلوة والمشكاة التي تستصبح بها بصائر أُولي الألباب والمنار الذي تأتمُّ به المدارك إذا اشتبهت عليها شواكل الصواب.
ولقد كنّا ممن عانى هذه الخطة حيناً من الدهر في مجلتنا المسماة ب"الطبيب" فأودعناها كل ما تمثلت لنا فيه فائدة للبيب أو فكاهة للأديب مما لم تبرح الرغبات متواصلةً الينا في استئنافه والحوادث تمنع من تلقي هذا الطلب بإسعافه الى ان قيّض لنا الطروء الى هذه الديار فألفينا فيها من انتشار العلوم والآداب ووفرة المؤلفين والكتّاب والمطابع الحافلة بالمصنّفات والجرائد والأسفار الغاصّة بالمطالب والفوائد وكثرة المتطلعين الى المباحث العلمية والمتشوفين الى الحقائق العقلية والنقلية والعاكفين على تتبع الاكتشافات والاختراعات واستبطان أسرار العلوم والصناعات ما استنهض هممنا الى استئناف تلك الخطة ومعاودة الانتظام في هذه الخدمة فأنشأنا هذه المجلة التي دعوناها ب"البيان" نضمنها من ذلك كل ما فيه تثقيف للأذهان أو تحضيضٌ على الجدّ في سبل العرفان وننشر فيها جميع ما يتصل بنا من مبتكرات هذا العصر الزاهر وما طواه كرور الأيام من حسنات الدهر الغابر خصوصاً ما كان من مآثر الأمة العربية وما لها من الآثار العلمية والأدبية مع أعمال الجهد في احياء لغتها التي هي أفصح ما اختلج به لسان، وتدارك ما طرأ عليها من النقص بما اعتور أوضاعها من الاهمال والنسيان أو ما خلت عنه من الأوضاع العصرية التي زادت بزيادة مدارك العلم ومطالب العمران والله المسؤول ان يوفقنا الى سلوك بحجة السداد وييسر لنا ما نتوخاه من النفع في خدمة الأمة والبلاد ويصرف أقلامنا عمّا لا تجمل آثاره ولا يحسن في الغابرين تذكاره، ويجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم وذريعة الى الفوز بمرضاته يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليم".
العدد الأول
جاء في الصفحة الأولى، من العدد الأول، أربعة أبيات تحت صورة للملك المصري فؤاد الأول، ويعتقد انها من شعر الشيخ ابراهيم اليازجي.
هذا عزيزُ القطرِ مولانا الذي
ورثَ الامارةَ أكبراً عن أكبرِ
تزهو بصورتهِ الطروسُ ودونها
يبدو برسمٍ في القلوب مصوَّرِ
ذو طلعةٍ تهوى النواظرُ حسنها
ومهابةٍ غضَّت عيونَ المُبصرِ
كالشمس شاقت طرفَ ناظرها فما
سمحت لهُ إلاّ بأوّل منظرِ
أمّا العناوين التي احتواها العدد الأول فهي:
موضوع عن المصريين، وعن أشعة رنتجن، وفي التربية لعبدالله مراش، وعن القمر، وخطاب الى السيدات للبيبة ماضي، وعن الطاعون، وأخبار عن الوباء في بومباي، الهند.
في الجزء السابع، تشرين الأول أكتوبر نداء الى المشتركين الكرام، انهما ارادا التوسع في المباحث العلمية والأدبية. عزماً على اصدار "البيان" ابتداء من هذا الجزء وما يليه مرتين في الشهر كل مرة اثنتين وثلاثين صفحة حيث يكون مجموع عدد الصفحات الشهرية أربعاً وستين صفحة أي بزيادة ست عشرة صفحة عمّا كان يصدر عليه أولاً، وذلك مع ابقاء قيمة الاشتراك بحالها على ما وعدا به. وانهما سيبذلان الوسع في ارضاء القرار بتكثير المباحث واختيار ما يكون منها أجزل فائدة وأحسن وقعاً واللّه المسؤول أن يأخذ بأيدينا للقيام بما أرصدنا له أنفسنا من هذه الخدمة الجليلة، انه تعالى وليّ التوفيق".
ووجّها أيضاً، في الجزء السابع عشر، الأول من أغسطس آب سنة 1897م، نداء الى المشتركين الكرام:
"انقطع" البيان "هذه المدة عن قرائه والنية مضويّة على مواصلة اصداره والعزم معقودٌ على متابعة الدأب في تمثيله واظهاره. ولكن المرء قد يخالف جهة القصد وهو يراها ويصرف عنانه عن الأمنية وهو يتوخاها، وما نود ان نزيد في الاعتذار على هذا القدر ان صح ان يسمى مثل ذلك عذراً، ولعلّ طيّ بعض المعاذير أجمل وأحرى.
وهنا، نرفع خالص شكرنا الى حضرات مشتركينا الأدباء ممن تواترت الينا كتبهم في استبطاء صدور "البيان" والالحاح في تقاضيه، والاعراب عمّا أخذهم من الأسف لاحتجابه عن مريديه. حتى لقد شفع ذلك عندنا في جناية الأيام عليه، إذ حقق لنا كمال رضاهم عنه وارتياحهم اليه، ودلّنا على ما عانيناه في خدمتهم كان مقدوراً عندهم قدره بل فوق قدره، مما أوجب علينا مضاعفة الجهد في مرضاتهم قياماً بحق شكره.
ولمّا كان قد بقي لتمام سنة "البيان" جزءان، حالت العوائق فيهما دون القصد قضى علينا واجب الذمة بالخروج من عهدتهما وان طال بهما العهد ونحن مصدروهما هذه المرّة مشفوعين بالاعتذار الى كرمهم الوضاء، آملين ان يبسطوا لهما راحة القبول ويتلقوا تأخرهما بالتسامح والاغضاء، والله المسؤول في تيسيرنا الى متابعة الخدمة في ما به نفع الأمة والبلاد، عليه توكلنا وهو سبحانه الموفق الى سبيل السداد".
من المواضيع البارزة التي اشتملت عليها السنة الأولى: موضوع اللُّغة والعصر الذي نشر في أجزاء عدة ابتداء من العدد الرابع، وهو من المواضيع الأدبية الحساسة في ذلك العصر. وموضوع وفاة السيد جمال الدين الأفغاني الصفحة 78، مهدّ له بهذين البيتين:
هذا جمال الدين أمسى نازلاً
جدثاً تضمَّن منه أيَّ دفينِ
قدرٌ به عمَّ البكاءُ على أمرئٍ
فقدت به الدنيا جمالُ الدينِ
وموضوع عنوانه "البربر" الصفحة 110، على بحث مستفيض بان البربر مقرهم الأساسي شمال افريقيا والمغرب وبلدان عدة أخرى.
وموضوع "بيروت وجوّها" للدكتور نجيب بدورة تعريباً عن كتاب للدكتور بويّه في الكلام عن بيروت وأحوالها، في الصفحة 265.
وهناك موضوع عنوانه "القلب وأمراضه" للدكتور شبلي الشميل، الصفحة 597.
من مواضيع السنة الأولى أيضاً:
مناظرة حول "الدرة اليتيمة" كتاب من تأليف عبدالله بن المقفع، صحّحه الأمير شكيب ارسلان، وطبعه في بيروت، فلم يلاق الأمير إلاّ انتقاداً من ابراهيم اليازجي نشر في الجزء الثالث من المجلة حتى ولم يذكر اسمه. فأرسل الأمير شكيب ردّاً بهذا الشأن ضمنه افكاراً عدة حول جهوده التي بذلها لاخراج هذا الكتاب من دون الاشارة الى اسمه.
في الجزء الخامس، أول تموز يوليو سنة 1897م، ردّ عليه ابراهيم اليازجي مفنداً معتذراً من الأمير بقوله: يعزُّ علينا ان نرى ما نشرناه من النقد على هذه الرسالة قد ساء أكرم صديق علينا وأعظمهم حرمة عندنا على حين لم يكن ما أوردناه من المآخذ موجهاً اليه ولا في اعتقادنا انه هو المطالب بتبعة تلك الاغلاط وان الزمها نفسه وحسبنا لازالة عتبه ان نخرجه من تلك التبعة ثم نعود الى الكلام فيما استظهر به للخروج منها من طريق الحجة، لا نتوخى في ذلك إلاّ ما أشار اليه من "استخراج بريق الحقائق من احتكاك الآراء".
وفي مأمولنا ألاَّ يتمثل له قولنا صادراً من جانب القلب ولا يبرز له في غير لونه من الاخلاص، ومعاذ الله ان يكون مثل هذا مما يصل الى مكان الذمة فيفسدها...".
كتّاب السنة الأولى
كتّاب السنتين من المشهورين والمميزين نذكر منهم: ابراهيم حلمي، أحمد زكي، أحمد سمير، أحمد الصراف، اسكندر الجريديني، الياس سماحة، أمين الخوجة، انستاس ماري، جرجي ديمتري سرسق، حبيب غزاله، خليل كامل، شبلي الشميل، شكيب ارسلان، عبدالله فريج، عبدالله المراش، علي الريماوي، قسطاكي الحمصي، لبيبة ماضي، محمد راغب، مصطفى لطفي المنفلوطي، نجيب بدورة، نجيب الحداد، عيسى اسكندر المعلوف، وغيرهم.
وفي آخر عددٍ من المجلة. وجّه الشيخ ابراهيم اليازجي بياناً مؤرخاً في القاهرة، في 16 آب أغسطس سنة 1898، وفيه يلفت نظر القراء بأنه حصل اختلال في العمل وفي الشراكة، وانه أصبح مستقلاً منفرداً جاء فيه:
الى حضرات قراء البيان الأجلاء:
"لا حاجة بنا الى الاطناب في بيان ما صادفته هذه المجلة من سرعة الامتداد والرواج وما نالته من الشهرة والمزيّة في جميع الأقطار الشرقية وكثير من الأقطار الغربية حتى بلغت في بضعة أشهر ما لم يبلغه كثير من غيرها في بضع سنين. إلاّ انها مع ما خُدمت به من المثابرة والعناية وما أصابته من النجاح السريع أبى لها سوء الطالع إلاّ ان تقوم في وجهها العوائق والمتبطات بما اعترض في سبيلها من اختلال احوال الشركة لأسباب نتجافى عن ذكرها ثم ما عقب ذلك من الشؤون التي قضت علينا بالتوقف عن اصدارها الى ان قُيّض لنا حلّ الشركة والانفراد بالعمل.
والآن وقد قرّ بحمد الله البال وسكنت عواصف ذلك البلبال فقد استخرنا الله جلّ جلاله في العود على ذلك البدء والاقبال على استئناف الخدمة، فأصدرنا الجزءين الباقيين من السنة توفية لحقوق المشتركين الأعزاء، وسنتابع العمل بعد ذلك بإصدار مجلة خاصة بكاتب هذه السطور تنشر مرتين في الشهر تحت عنوان "الضياء" نضمنها أهم المباحث العلمية والأدبية وغيرها مع ايراد فصول صحية نعتمد فيها على أقلام بعض مشاهير الأطباء.
ثم انه لما كانت المواظبة على الجدّ مما يبعث السأم ولم يكن بدٌّ لاصحاب الأشغال الفكرية من التفكه بشيء من لهو الحديث، رأينا أن نأتي في آخر كل جزء برواية صغيرة تُبدأ وتُختم في الجزء نفسه نودعها ما أمكن من مغزى أدبي أو حقيقة تاريخية أو عبرة لطيفة حيث لا تخلو على كل حالٍ من فكاهة أو فائدة.
أما ادارة اشغال المجلة وسائر ما يختص بها من مكاتبة ومحاسبة وغيرها فستكون متعلقة بنا رأساً لا يُعتمد فيها إلا على توقيعنا الخاص، وفي مأمولنا أن مجلتنا هذه ستلتقي عند جمهور القراء بما عوّدونا في مثلها من القبول والاقبال، والله سبحانه وليّ التوفيق وهو حسبنا وعليه الاتكال.
ابراهيم اليازجي
القاهرة في 16 آب أغسطس سنة 1998.
***
وهكذا نقلتنا مجلة "البيان" من موضوع علمي الى أدبي، الى طبي، الى صناعي، الى لغوي، محافظة على نهجها الذي اختطته ورسمته لها خطة تسير عليها في حياتها الصحافية.
بعد مضي السنتين، ترك اليازجي مجلة "البيان" لينصرف بعدها الى انشاء مجلة "الضياء"، متابعاً العمل على أكمل وجه منتقياً المباحث العلمية ساعياً الى اثبات الحقائق العقلية، ومتابعة شؤون الأدب ونقد الأدباء والشعراء. وقد صدر منها ثمانية مجلدات حفلت بالفوائد اللغوية والاكتشافات والاختراعات. وقد صدر العدد الأخير من المجلد الثامن في شهر تموز يوليو سنة 1906. عندما اشتد عليه المرض العصبي الروماتيزم فأودى بحياته في 28 كانون الأول ديسمبر من السنة ذاتها، وقد بلغ الستين من العمر، حيث مشى في جنازته، في القاهرة، كبار العلماء والمشايخ والوجهاء والأدباء ثم نقلت جثته في ما بعد الى بيروت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.