لا تكتمل اي تجربة اميركية حتى لو كانت وطنية وتتضمن حشوداً عسكرية من دون مشاركة هوليوود ونجومها. ومساء الجمعة حاول مشاهير الولاياتالمتحدة الذين يسيطرون على ثقافة "البوب" في العالم ان يمسحوا الحزن عن الشعب الاميركي منذ يوم العمليات الانتحارية الجوية. كانت هوليوود سبّاقة الى التحذير من الارهاب من خلال سلسلة افلام Siege, Independence Day تذكّرها الاميركيون وقارنوها بالذي حصل حين شاهدوا غيوم الغبار والركام تتطاير بعدما هوى مبنى التجارة العالمية. انضم حشد كبير من الممثلين والمغنين الى حفلة بثتها كل الشبكات التلفزيونية الكبيرة من اجل جمع تبرعات لضحايا الاعتداءات وتوجيه تحية الى "ابطال اميركا" الذين قضوا اثناء محاولات الانقاذ والذين لا يزالون يعملون لساعات طويلة لرفع الركام آملين بوجود احياء. الحفلة التي استمرت ساعتين تضمنت فقرات غنائية ومداخلات من بعض الممثلين لتوجيه تحيات الى رجال الاطفاء والانقاذ، او للحديث عن الحرية. واصطف عشرات الممثلين للرد على المكالمات الهاتفية من الذين يريدون التبرع، وبينهم سلمى حايك، آندي غارسيا، جاك نيكلسون، براد بيت، توم هانكس، توم كروز، آل باتشينو، وسيلفستر ستالون رامبو. وشارك الممثل الشهير بأدواره كزعيم مافيا روبرت دو نيرو في الرد على اتصالات المتبرعين بعدما توجه الى المشاهدين بكلمات قالها الرئيس الاميركي الراحل روزفلت عن الحريات. وكان لافتاً ان الممثلين لم يحملوا اوراقاً او اقلاماً، وكان معظم كلماتهم وادوارهم ارتجالية ومن دون سيناريو معدّ سابقاً. الجانب الترفيهي في الحفلة سيطر عليه المغنون، الذين بدا الشحوب والجدية على وجوههم وعلى ما اختاروه من اغنيات. المفاجأة كانت عودة المغنية ماريا كاريه بعدما غابت عن المسرح نتيجة اصابتها بانهيار عصبي. بدت كأنها تجاوزت ازمتها وقدمت اغنية Hero. سيلين ديون شاركت بنشيد God Bless America ونجم الروك بروس سبرينغستين ادى اغنية My City in Ruins الى جانب ستيف فان زاندت وكلارينس كليمينز. وتحدى الفنان نيل يونغ لائحة راديو كلير تشانيل التي وضعت مجموعة من عناوين الاغاني طلبت من محطات الراديو عدم بثها لأنها تجرح شعور المواطنين، وقدم اغنية الفنان الراحل جون لينون Imagine كما ادى بول سايمون اغنية Water Bridge Over Troubled الموجودة على اللائحة نفسها. وتم بث الحفلة من استديوات سوني في مانهاتن. من النجوم الآخرين كان هناك بطل الملاكمة المسلم محمد علي كلاي الذي ذكّر بأنه مسلم وان الاسلام يدعو الى السلام، قائلاً: "انا مسلم منذ 20 عاماً وانا ضد القتل والعنف وكل المسلمين ايضاً. ان الاسلام هو السلام ضد القتل والارهاب. ان هؤلاء الذين يفعلون ذلك باسم الاسلام على خطأ ولو سنحت لي الفرصة سأحاول ان افعل شيئاً ضد ذلك". وعبر الاقمار الصناعية من لندن تم نقل الفنان ستينغ وهو يؤدي اغنية Fragile. ولم تخل الحفلة من مشاهد طريفة، اذ تبين ان عدداً من الممثلين لا يحسنون القراءة عن التيليبرومبتر كونهم معتادين ان يحفظوا السيناريو. وكانت دموع جوليا روبرتس طبيعية وليست تمثيلاً. وقال توم هانكس في البداية: "الموجودون منا هنا هذا المساء ليسوا ابطالاً لسنا شافين او حامين لهذه الامة العظيمة، انما نحن فنانون ومرفهون نسعى الى رفع المعنويات وجمع تبرعات".