سجل في اليوم الأول لوقف النار حادثان قالت إسرائيل إنهما لا يشكلان خرقاً للاتفاق. واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون ان ال24 ساعة الأولى مرت "بخير وسلام"، واجتمع بوزير خارجيته شمعون بيريز لوضع اللمسات الأخيرة على لقائه المتوقع "خلال ساعات"، وسيسبقه اجتماع أمني بين أجهزة الأمن الفلسطينية والإسرائيلية. راجع ص6 وفيما كثفت أوروبا وروسيا جهودهما لتثبيت وقف النار، طالب الرئيس جورج بوش الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ب"تعزيز أقواله المناهضة للإرهاب بالأفعال"، وأعلن أن مسؤولي البيت الأبيض سيواصلون محادثاتهم مع عرفات ل"تشجيعه". وعلى رغم هذا التفاؤل الذي ساد اليوم الأول للاتفاق، أعلنت التنظيمات الفلسطينية الأساسية "حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"فتح" أنها غير معنية بوقف النار، وان "الانتفاضة مستمرة"، لكن أوساطاً فلسطينية أخرى رأت أن استمرارها أو وقفها مرتبط بما تحرزه اللقاءات الفلسطينية - الإسرائيلية. في تل أبيب، رجحت مصادر سياسية أن يعقد اللقاء بين بيريز وعرفات خلال ساعات، وأبدت أوساط قريبة إلى شارون ارتياحها إلى "احترام الفلسطينيين وقف النار" الذي أعلنه عرفات. ونقلت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي عن شارون تقويمه الساعات ال24 الأولى بعد اعلان وقف النار، فقال: "إنها مرت بخير وسلام"، ولهذا التقى وزير خارجيته لوضع اللمسات الأخيرة ل"اللقاء المتوقع". وأفادت المصادر نفسها ان اجتماعاً أمنياً بين الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، قد يسبق اللقاء بين عرفات وبيريز تنفيذاً لرغبة شارون. وزادت أن قائد أركان الجيش الجنرال شاؤول موفاز أصدر تعليمات مشددة إلى جنود الاحتلال لضبط النفس وعدم اطلاق النار في حال وقوع اعتداءش فلسطيني، وأكدت قيادة الجيش "انسحابها التام" من ضواحي جنين وأريحا. وأجرى شارون اتصالاً هاتفياً مع كل من وزير الخارجية الأميركي كولن باول والأمين العام للأمم المتحدة طالبه بالتدخل لدى سورية للكف عن دعم "حزب الله". وفيما تعهد مؤسس "حماس" الشيخ أحمد ياسين مواصلة القتال، معتبراً أن "التحالف الذي تقوده أميركا ضد الإرهاب حرب ضد الإسلام وسيفشل"، أكد رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل "الرفض المطلق" لقرار عرفات، لأن ذلك يعني "وقف الانتفاضة" ويضع الجانب الفلسطيني "في موقع المتهم بعد التفجيرات" التي حصلت في نيويورك وواشنطن الأسبوع الماضي. وقال مشعل ل"الحياة" إن موقف "حماس" هو في استمرار الانتفاضة إلى أن "يتحقق هدفها وهو زوال الاحتلال. ورفضنا قرار وقف النار يستند إلى اعتقادنا بأن مبررات استمرار الانتفاضة والمقاومة المتمثلة بوجود الاحتلال لا تزال موجودة، إذ ليس صحيحاً أن نربط وقف اطلاق النار بتراجع العدو قليلاً عن وقائع خلقها في الأيام الأخيرة. لا يعقل أن نتخلى عن الانتفاضة مقابل لقاء مع وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز". وفي رام الله، دعا أمين حركة "فتح" في الضفة الغربية مروان البرغوثي إلى مواصلة الانتفاضة، معتبراً أن قرار وقف النار لن يصمد إذا لم يرحل الاحتلال. وقال البرغوثي إن "الانتفاضة مستمرة وخبرتنا مع إسرائيل تقول إنها لم تحترم أي اتفاق في السابق، ويبدو ان هذا الاتفاق لن يصمد أيضاً". وأعلن البرغوثي ان "لجنة القوى الوطنية والاسلامية" أعدت برنامجاً خاصاً لاحياء الذكرى السنوية الأولى للانتفاضة من خلال الدعوة إلى تنظيم تظاهرات وفعاليات شعبية في الأراضي الفلسطينية والبلدان العربية والإسلامية.