نيو دلهي - رويترز - علي رغم علو صوت الهندوس الهنود المنددة بالهجمات التي استهدفت الولاياتالمتحدة الاسبوع الماضي، فان قليلين في الهند يريدون ان تشترك بلادهم في الحرب التي تعدها واشنطن. والنصيحة التي يقدمها الجميع تقريبا للحكومة الهندية هي ان تراقب خطوتها. وبينما تناقش نيودلهي تفاصيل ما تستطيع او ما يجب ان تفعله لمساعدة الولاياتالمتحدة، لا يوجد ما يدل على توتر طائفي يشمل الاقلية الاسلامية في الهند التي تضم 120 مليونا، على رغم خلفية من القومية الهندوسية وتاريخ من اعمال العنف الدينية. وحتى يطبع التعاطف الديني ردود الفعل الفردية، لكن معظم الناس تحركهم مصالح قومية اكثر مما تحركهم العقائد. وقال سائق السيارة الاجرة بلال احمد: "قد تموت. وقد اموت. والجميع قد يموتون. الكل تأثر". واضاف بلال احمد الذي كان يتحدث خارج سوق في بنغالور الى جوار مسجد كبير ومعبد هندوسي وكنيسة: "على الهند ان تؤيد الولاياتالمتحدة، لكن عليها ان تراقب خطوتها". واعلن حزب بهاراتيا جاناتا القومي الذي يتزعمه رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي تأييده للولايات المتحدة، لكنه منقسم في شأن المدى الذي يجب ان تبلغه الهند في المشاركة في اي حرب اميركية. وربط الحزب صراحة بين تأييده للولايات المتحدة وبين حربه ضد الانفصاليين في كشمير، الاقليم الهندي الوحيد الذي تسكنه غالبية مسلمة. وقال ديليب تريفدي احد قادة المجلس الهندوسي العالمي القريب الى حزب بهاراتيا جاناتا لوكالة "رويترز" في مدينة احمد اباد: "كانت الهند ضحية للنشاطات الارهابية واي محاولة عالمية للقضاء على هذا التهديد هي موضع ترحيب". لكن الحرب، سواء كانت جهادا او غير ذلك، ليست موضوعا محبوبا باي حال. وقال سونيل ميشرا، وهو هندوسي متخصص في ابحاث التسويق في بومباي: "سنصبح في ورطة بالضرورة". ويقيس المسلمون كلماتهم عندما يسألهم احد عن مشاعرهم تجاه اخوانهم في العالم الاسلامي. وقال بلال احمد: "نعيش هنا. ونأكل هنا. وهذا البلد هو ما نقلق عليه". لكن رئيس اكبر مسجد في الهند قال في وقت سابق من هذا الاسبوع انه سيطلب من مسلمي الهند ان يتظاهروا سلميا اذا هاجمت واشنطنافغانستان من دون دليل على تورطها في الهجمات في الولاياتالمتحدة. وقال سيد احمد بخاري، شيخ مشايخ المسجد الجامع في دلهي: "ما حدث في اميركا في 11 ايلول شيء محزن ولا شأن للاسلام به. لكن على اميركا ان تنظر الى سجلها المؤسف على الساحة الدولية لتعي لماذا حدث ذلك". وكانت الهند العلمانية سياسيا نصيرا قويا للحركة الفلسطينية لعقود وتتمتع بعلاقات ودية مع دول عربية عدة. لكن لديها ايضا مخاوفها الداخلية من التطرف الاسلامي. لكن رجال الامن الهنود يعربون عن قلق ازاء نشاطات رجال الدين ومدارس اسلامية، ويتهمون باكستان بمحاولة اذكاء الاضطراب الطائفي في الهند. وقال اصف عبد الله 22 عاما من بومباي انه يؤيد جهود اميركا لان الابرياء قتلوا في الولاياتالمتحدة، لكنه اضاف ان الهند يجب ان تظل بمنأى عن الاضطراب.