} استقبل الفلسطينيون إعلان الرئيس ياسر عرفات وقف النار وبوادر انسحاب الجيش الإسرائيلي من أراضيهم التي احتلها في المدة الأخيرة بكثير من الشك، وفيما أعلنت حركتا "حماس" و"الجهاد" الإسلاميتان رفضهما وقف النار، أصر أمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية مروان البرغوثي على أن الانتفاضة مستمرة، وأن التحضيرات جارية للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لانطلاقها بتظاهرات شعبية في المدن الفلسطينية والعربية. أما على الصعيد الشعبي، فيسود شك كبير في أن يستمر وقف النار. واعتبرت التنظيمات المذكورة أن أوامر وقف النار أعطيت إلى الأجهزة الأمنية وهي غير معنية بها. بدت الأراضي الفلسطينية هادئة غداة الاعلان الفلسطيني والاسرائيلي وقف النار، غير ان القوى والفعاليات الوطنية والاسلامية ومن بينها حركتا "فتح" التنظيم و"حماس" و"الجهاد الاسلامي"، أعلنت جميعاً برنامجاً لفعاليات المقاومة الأسبوع المقبل، باحياء الذكرى الاولى لاندلاع الانتفاضة. وقال مروان البرغوثي امين سر الحركة وممثلها في اللجنة العليا للانتفاضة: "نحن مستمرون في نشاطاتنا ومقاومتنا للاحتلال ولا يوجد مجال للتهدئة طالما بقي الاحتلال الاسرائيلي". واضاف في تصريحات إلى "الحياة" ان "على حكومة شارون ان تعلم ان وقف النار في نظرنا لن يتحقق إلا بعد سحب قواتها الى ما قبل حدود حزيران يونيو 1967"، لأن ذلك "يحتاج الى اتفاق سياسي وهذا لم يحدث". وفي رده على سؤال إذا تلقى تعليمات مباشرة من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لوقف النار، قال البرغوثي إن التعليمات صدرت إلى الأجهزة الأمنية ونحن تنظيمات سياسية تناضل من أجل تحرير الارض. وأكد عبدالعزيز الرنتيسي، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" ل"الحياة" رفض وقف اطلاق النار واوضح انه "عندما انطلقت الانتفاضة، والمقاومة كان هدفهما تحرير الارض والمقدسات ودحر الاحتلال والان هناك مزيد من الاحتلال ومزيد من الاستيطان ولا يوجد مبرر على الاطلاق لوقفهما والاحتلال هو ابشع صور العدوان واذا قيل لنا كفوا عن القتال والمقاومة فمعنى ذلك اننا يجب ان نقبل بالاحتلال". واستبعد الرنتيسي ان تشهد المرحلة المقبلة صداماً بين السلطة الفلسطينية والحركات الاسلامية، موضحاً أن "استمرار الانتفاضة هو ارادة الشعب الفلسطيني بأكمله ولا اتصور ان السلطة ستقف ضد ارادة الشعب". وقال إن "ما يجري في أميركا لا يبرره ان نتنازل وان نتوقف عن دفاعنا عن انفسنا واذا فعلنا فإنهم سيطلبون منا ان نتنازل عن فلسطين، فهل يعقل؟". ومن جهته، رأى صالح رأفت مسؤول حركة "فدا" في اعلان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "فرصة امام الولاياتالمتحدة لتراجع سياستها وتحاسب اسرائيل على مافعلته". أما الشارع الفلسطيني لا توجد لديه أوهام في ما يتعلق بتغيير الولاياتالمتحدة موقفها من الصراع بين الشعب الفلسطيني وإسرائيل، ويقول غير واحد "إن الرئيس جورج بوش الاب وعد العرب برفع الاجحاف الذي لحق بالفلسطينيين اذا ما دعموه في حرب الخليج، وكانت النتيجة الوضع الحالي، وها هو بوش الابن يحاول الحصول على دعم العرب وتحالفهم لضرب افغانستان... ودائماً نحن الذين ندفع الثمن". ويؤكد الفلسطينيون انهم "ما زالوا وحيدين، وان عليهم الاعتماد على انفسهم وعدم الالتفات الى اتهامات الغرب". وقال أحد المواطنين "علينا الاستمرار في مقاومتنا المشروعة على رغم كل الظروف". غير ان الجميع لا يخفي "قلقه البالغ" مما قد يحمله المستقبل في ظل الظروف الراهنة. وقال محمد العنابي من مخيم الامعري في مدينة رام الله إن عرفات "أجبر على الاعلان عن وقف النار بسبب الضغوط التي يتعرض لها من الاوروبيين والاميركيين واسرائيل نفسها ولكنه يعلم ان الفلسطينيين لن يوقفوا انتفاضتهم التي اشتعلت بسبب الاحتلال". وقال "ابو احمد" انه يرى اجحافاً في القرار الذي ارغم عرفات على الاعلان عنه "لأن إسرائيل هي التي تطلق النار وتقتل وتدمر البيوت ونحن ندافع عن أنفسنا... ولننتظر، إذا كانت اسرائيل ستلتزم بما تعهدت به".