يشهد استاد "7 نوفمبر" في مدينة رادس، الواقعة في الضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية، حفلة افتتاح دورة العاب البحر الأبيض المتوسط ال14، والتي تعتبر الأولى في الألفية الثالثة والثانية في تونس بعد عام 1967، وتتزامن مع اليوبيل الذهبي للدورة منذ انطلاقها في مدينة الاسكندرية المصرية عام 1951. وتعدّ هذه الدورة، التي ستجمع 23 بلداً من ضفتي المتوسط الجنوبية والشمالية، المحطة الأولى في سلسلة الاستحقاقات الرياضية الكبرى في تونس، اذ ستعقبها نهائيات كأس ألامم الافريقية لكرة القدم عام 2004، وربما حلم تنظيم نهائيات مونديال عام 2010. من هنا ظهر للجميع الاصرار المحلي منذ نيل البلاد حق الاستضافة في اخراج الدورة من طابع الاهتمام الاقليمي الضيق الذي واكب نسخاتها في القرن الماضي الى العالمية مع بداية القرن الجديد. وسيعلن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي افتتاح المنافسات التي سيشارك فيها نحو 3466 رياضياً في 23 لعبة تتنقل بين سحر كرة القدم الى لذة اكتشاف رياضة التجذيف. وسيحفظ التاريخ لبن علي إرادته وتصميمه الراسخ على توفير كل الامكانات المالية والبشرية لانجاح هذه الدورة، وساهمت توجيهاته في تذليل العقبات المادية كلها، علماً ان تكاليف انجاز البنية التحتية الرياضية الجديدة وتوفير متطلبات الاقامة للرياضيين وتأمين مجانية البث التلفزيوني، الذي يعد سابقة في مجال الاستحقاقات الرياضية الكبرى، زادت عن 700 مليون دولار. ووجه الرئيس بن علي الدعوة لرؤساء دول عدة عربية واجنبية لحضور حفلة الافتتاح، وينتظر ان يكون الى جانبه كل من الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة ونجلي العقيد الليبي معمر القذافي وشخصيات خليجية عدة و21 وزيراً متوسطياً إضافة الى جاك روغ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية وكلود كولار رئيس اللجنة الدولية المتوسطية والحبيب عمار رئيس اللجنة المنظمة، وأرملة الراحل عبدالحميد الشيخ الذي ترأس اللجنة التنظيمية السابقة للدورة ذاتها. وستلقى كلمات الافتتاح الرسمية من قبل الرئيس بن علي، وعمار وكولار، ثم يرفع العلم التونسي على أنغام نشيد السلام الوطني قبل أن تبدأ مراسم استعراض وفود الدول المشاركة بحسب الترتيب الأبجدي العربي بداية باليونان وانتهاء بتونس البلد المنظم، ويليها البرنامج الفني الذي سيؤرخ لعلاقة الانسان والجسد بالماء والبحر الأبيض المتوسط، منبع الحياة والخير وساحة الصراع والرهبة والموت عبر قصص القراصنة وقوارب الموت والهجرة السرية. وضع برنامج هذا العرض الفنان المسرحي التونسي محمد ادريس بالتعاون مع آخرين أبرزهم المطرب الشعبي الهادي حبوبة. وهو يتألف من 7 حركات تتمثل في رحلة خيالية عبر الزمن من خلال صور حية من النشاط وفرحة الحياة وأسطورة الأجساد والاشكال والألوان التي تعكس معاني الحب والحرية متمثلة في الكون والأم والمتوسط وافريقيا والبحر والأجساد وقرطاج والسلام. أما نشيد الدورة الذي كتبه الشاعر التونسي المنصف المزعني فسيؤديه المطربان لطفي بوشناق وصوفية صادق على انغام موسيقى الشرف في الجيش التونسي. وسيتضمن العرض ايضاً ايقاعات للفنان الشعبي الهادي حبوبة تجسد التراث التونسي ونماذج رقصات تمثل أهالي الجنوب. وينتظر الجميع مفاجآت عدة يتحفّظ عليها المشرفون على حفلة الافتتاح، ولكنها لن تخرج عن فقرات غنائية يحييها احد شبان موسيقى الراي الجزائرية، بعدما تم الغاء فكرة مشاركة مغني الأوبرا الايطالي الشهير لوتشيانو بافاروتي بعدما طلب مبلغاً مالياً ناهز المليون دولار. ونفذت كل تذاكر حفلة الافتتاح التي وضعتها اللجنة المنظمة، على رغم غلاء اسعارها نسبياً اذ تراوحت بين 5 و210 دنانير. وهي ستنقل مباشرة الى المشاهدين في القارات الثلاث عبر 25 تلفزيوناً و21 اذاعة وأكثر من 171 صحيفة. مكافأة في غير محلها وعموماً، أثنى كولار، رئيس اللجنة الدولية المتوسطية، على استعدادات تونس ووصفها بالاستثنائية، "الا ان الأهم يبقى حسن سير الألعاب وظروف الاقامة والاعاشة لأن هذه التفاصيل مهمة وتؤثر في المحصلة النهائية". يذكر ان الجمعية العمومية للجنة الدولية المتوسطية أعادت على هامش الدورة انتخاب كولار لولاية جديدة تستمر حتى عام 2004 وكذلك السوري سميح مدلل والليبي بشير الطرابلسي كنائبين له. وضمت الهيئة الجديدة كالعادة 7 أعضاء من الضفة الشمالية و5 من الضفة الجنوبية وكان لافتاً خروج مندوب تونس السيد صلاح الدين بالي، ما أثار استغراب المراقبين المحليين فكيف يكافأ البلد المضيف في اليوم الأول للألعاب بمغادرة مندوبه اللجنة الدولية لهذه الالعاب؟ كم دفع التوانسة ل "المتوسط"؟ - 135 مليون دولار لانجاز استاد "7 نوفمبر" في رادس والذي يتسع ل60 ألف متفرج، والذي شبه تصميمه الى حد بعيد ستاد دو فرانس بجوار باريس. - 300 مليون دولار تكاليف التجهيزات ومعسكرات اعداد الرياضيين التوانسة. - 28 مليون دولار تجهيزات اذاعية وتلفزيونية لمؤسسة الاذاعة والتلفزة التونسية. - 200 مليون دولار لتمويل تشييد المنشآت الرياضية، وهي ملعب ألعاب القوى، المسبحان الاولمبيان الصيفي والشتوي، وصيانة باقي المنشآت المستضيفة للالعاب في مدن نابل وصفاقس وسوسة وسواها. - 50 مليون دولار لانجاز القرية المتوسطية.