أثار اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي الغاء لقاء كان مقرراً اليوم بين وزير خارجيته شمعون بيريز والرئيس ياسر عرفات استياء لدى الادارة الاميركية، خصوصاً انه جاء بعدما تمنى الرئيس جورج بوش على شارون العودة الى عقد محادثات مع الفلسطينين ل"وقف العنف في هذه المرحلة". وبدأ اللوبي الصهيوني واسرائيل حملة لقطع الطريق على اي محاولة لاشراك ايران وسورية في التحالف الدولي الذي تسعى واشنطن الى تشكيله. راجع ص2 وعقد شارون وبيريز اجتماعاً مساء امس لمناقشة الموضوع لكنهما لم يتوصلا الى اتفاق. ففي حين أصرّ بيريز على عقد لقاء مع عرفات في اقرب وقت ممكن لم يصدر عن شارون اي تعليق، وبدا واضحاً انه يحاول ايجاد مخرج لموقفه المتصلّب، خوفا من إغضاب الاميركيين الذين كرروا امس طلبهم عقد اللقاء في تصريحات ادلى بها وزير الخارجية كولن باول. وقال مصدر ديبلوماسي اميركي ل"الحياة" ان تشبيه شارون عرفات بإبن لادن يثير حفيظة البيت الابيض الذي يرى الاولوية الآن في تشكيل تحالف دولي ضد الارهاب. وسرّب شارون عبر "مقرّبين" اليه معلومات ان المحادثة الهاتفية بينه وبين بوش لم تكن سهلة ابداً، وانه ابلغ الرئيس الاميركي ان اسرائيل غير مستعدة لدفع ثمن التحالف، وقال هؤلاء "المقربون" ان منظمات يهودية واميركية اتصلت به ووعدته بالعمل لرفع الضغط عنه ونصحته بعدم الموافقة على لقاء عرفات بيريز. ويخشى شارون، حسبما تقول مصادره، من المساعي الاميركية لضم الدول العربية والاسلامية الى التحالف، خصوصاً ايران وسورية، مما يعني ان واشنطن لم تعد تنظر الى هاتين الدولتين راعيتين للارهاب، ومما يعني ايضاً ان حركة المقاومة الاسلامية "حماس" و"حزب الله" وحركة "الجهاد" لن يكونوا في صفوف الارهابيين الذين سيطاردهم التحالف الدولي. ويتهم شارون وزير خارجيته بالتآمر مع زعماء العالم ليمارسوا عليه ضغطاً ويكرهونه على عقد لقاء مع عرفات فيما يسعى هو الى عزل الرئيس الفلسطيني ونزع الشرعية الدولية عنه باعتباره "يتزعّم منظمات ارهابية". وأثار غضب الاسرائيليين ما اعلنه مدير التخطيط السياسي في الخارجية الاميركية ريتشارد هاس في مقابلة مع التلفزيون البريطاني ان الولاياتالمتحدة لا تستبعد ايران في جهودها لبناء تحالف دولي ضد الارهاب. وعبّر مسؤولون في الخارجية الاميركية عن ارتياحهم الى رد فعل طهران الذي شجب العمليات الارهابية. وتصاعد القلق الاسرائيلي من الصدى الايجابي الذي تركته رسالة الرئيس بشّار الاسد الى بوش، معزّياً بالضحايا شاجباً العملية الارهابية، واعرب باول عن تقديره للرسالة السورية في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ووصفها بأنها "قوية" ضد الارهاب.