أعلنت "الخطوط الملكية المغربية" امس الانتهاء من اعداد خطة عاجلة لإعادة الهيكلة للأمد المتوسط تحسباً لاستمرار الأزمة في قطاع النقل الجوي العالمي لسنوات عدة. وقالت الشركة ان خسائرها المتوقعة بنهاية السنة الجارية يمكن ان تصل الى 130 مليون دولار منذ احداث 11 ايلول سبتمبر الماضي، ما سينعكس على نشاطها للاشهر القليلة المقبلة اذا لم تحصل على دعم مالي من الحكومة في الموازنة المقبلة على غرار ما قدمته دول اخرى لشركاتها الوطنية. وقال محمد برادة رئيس مجلس ادارة الشركة، أول من امس في ندوة عن "مستقبل السياحة في المغرب في العقد الجاري"، ان "الخطوط المغربية" ستعرض قريباً على مجلس الإدارة خطة لمواجهة الأزمة تتضمن اجراءات تقشفية وخفضاً في موازنة النفقات بنحو 50 في المئة، ووقف عدد من الرحلات الدولية غير المجدية تجارياً بما فيها رحلات عربية، وتأجيل تسلم عدد من الطائرات الجديدة من "بوينغ" الاميركية و"ارباص" الاوروبية. وأشار برادة الى ان الخطة تستند الى ثلاثة اجراءات أولها مجال النقل، حيث ستخفض "المغربية" نشاطها نحو عدد من المناطق في العالم لم يحددها، وتزيد اسعار تذاكرها على رحلات الى مناطق اخرى، فيما يشمل الاجراء الثاني تعديل البرنامج الاستثماري للشركة الذي كان يقدر بنحو 1.5 بليون دولار بخفض النفقات غير الضرورية ووقف التوظيف وخفض حجم العمولات، والثالث اعداد "المغربية" لاحتمالات عدة في مواجهة سيناريوهات الأزمة الراهنة. وتسعى "المغربية" التي فقدت 20 في المئة من نشاطها في أقل من شهر الى الحصول على دعم مالي من الحكومة تقدره بعض الجهات ب100 مليون دولار في المرحلة الأولى، على ان تركز نشاطها على مجال جذب السياح الاجانب نحو المغرب، وهو النشاط الذي يغطي ثلاثة أرباع ايرادات الشركة التي كانت بلغت العام الماضي 630 مليون دولار. ويسعى المغرب الى جلب 10 ملايين سائح أجنبي سنة 2010 وهو لذلك سيوظف استثمارات تصل قيمتها الى ثلاثة بلايين دولار لبناء نحو 70 ألف غرفة جديدة، خصوصاً في مدن اغادير ومراكش وفاس والدار البيضاء. وتقرر أول من امس اقامة شراكة بين "المغربية" والمكتب الوطني للسياحة للقيام بحملات ترويجية في عدد من الدول للدعوة الى زيارة المغرب.