بدأت التحقيقات الأولية للتعرف إلى منفذي عمليات التفجير الانتحارية ضد الولاياتالمتحدة تظهر لتدعم ميل المسؤولين والمحللين إلى القول إن أسامة بن لادن هو المسؤول عن هذه الاعتداءات. وغابت أي فرضيات أخرى. واعلن مساء امس ان الطائرة التي فجرت مبنى البنتاغون كان مقرراً لها ان تضرب البيت الابيض، وفقاً لمعلومات توصل اليها المحققون. وذكر ايضاً ان طائرة الرئىس جورج بوش آر فورس وان كانت مستهدفة على الارجح بالطائرة التي تحطمت في بنسلفانيا. وقالت مصادر مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي إنه استطاع تحديد هوية خمسة من المشتبه بهم، وان اثنين منهم على الأقل سافرا من مدينة بورتلاند في ولاية ماين الى مطار لوغان الدولي صباح الثلثاء. وذكرت إحدى الصحف ان اثنين منهم على الأقل هما من الإمارات، لكن مصدراً إماراتياً حكومياً نفى هذا الاحتمال. واوقفت السلطات امس عدداً غير محدد من الاشخاص في بوسطن وجنوب فلوريدا "لأنهم يملكون معلومات تفيد التحقيق". واوضحت مصادر ان تركيزاً يتم على متابعة خيوط تتعلق بأحد الطلبة الذين تدربوا على الطيران في أحد المعاهد. وتردد ان المحققين يبحثون عن "خلية" تابعة لابن لادن في بوسطن، وورد فيها اسم شخصين غادرا في العام 1998 وقتل احدهما في احداث الضنية شمال لبنان بين الجيش اللبناني واسلاميين متطرفين وقالت صحيفة "بوسطن غلوب" إن حقيبة احد المشتبه بهم بقيت في المطار ولم تحمل على الطائرة المخطوفة، ويوجد في داخلها نسخة من القرآن الكريم وفيديو لتعليم قيادة طائرات تجارية إضافة الى حاسوب للوقود والمسافات. ومساء الثلثاء عثر محققون على سيارة يعتقد ان خاطفي الطائرتين استخدموها للوصول الى المطار، وهي من طراز "ميتسوبيشي - ميراج" مستأجرة وتحمل لوحة قيادة من ولاية فيرجينيا. وأشارت صحيفة "بوسطن هيرالد" انه عثر أيضاً على كتاب للتدريب على الطيران باللغة العربية. وتعتقد مصادر التحقيقات ان اثنين من المشتبه بهم دخلا البلاد من كندا. ولفتت سلطات الطيران إلى معرفة الخاطفين بشؤون الطيران، لأن الرمز الذي يبعث به الطيارون حين تختطف طائرتهم لإطلاع ابراج المراقبة وهو رمز سري لم يتم استخدامه. وفي فلوريدا فتش المحققون الفيديراليون منزلاً في ضاحية ديفي يخص شخصاً يدعى محمد عكا أو عطا، ليتبين في ما بعد ان المدعو عكا عطا لم يقطن هذا المنزل أبداً، وذكر بعض وسائل الاعلام الاميركية انه مصري الجنسية. وقالت المصادر إن المحققين يبحثون عن سيارتين في فلوريدا تم استئجارهما. كما تجري متابعة خيوط في التحقيق بعد العثور على صورة لابن لادن في إحدى السيارات مع تعليمات لقيادة الطائرات. وهذه السيارة تعود لأحد الطلبة السابقين في جامعة أمبري ريدل لتعليم الطيران. وأخذ المحققون مقعدين من مطار لوغان يعتقد ان خاطفي الطائرتين من بوسطن جلسا عليهما بانتظار موعد اقلاع الطائرة التي حولاها إلى جسم انتحاري. ويستخدم المحققون هذا النوع من الأدلة عادة من اجل تحديد ال"دي ان اي" المعلومات الجينية. وفي نيوجرزي اوقفت الشرطة ثلاثة اشخاص لم تحدد هوياتهم، وذكر أنهم كانوا يحتفلون بعمليات التفجير. ومن خلال اتصال هاتفي أجرته إحدى مضيفات الطائرة التي اختطفت من مطار بوسطن مع شركة الطيران، تعرف المحققون إلى أن الخاطفين استخدموا سكاكين وسبراي مخدر مايز لتخدير عدد من المسافرين في المقصورات الأمامية القريبة من غرفة القيادة. وأشار المدير السابق للاستخبارات الاميركية جيمس وولسي إلى إمكان ضلوع العراق في ما حصل، وقال إن التحقيقات في حادثة التفجير الاولى لمبنى التجارة العالمية عام 1993 لم تنظر بشكل كاف في احتمال ضلوع عراقي في العملية، وان رمزي يوسف الموجود في السجن في الولاياتالمتحدة يمكن أن يكون على علاقة مع الاستخبارات العراقية. نفي إماراتي وفي أبوظبي، نفى مصدر اماراتي حكومي نفياً قاطعاً ما أوردته "بوسطن هيرالد" عن الاشتباه بتورط خمسة من العرب، بينهم شخصان يحملان جوازي سفر اماراتيين، في الهجمات التي شهدتها الولاياتالمتحدة أول من أمس. وقال المصدر ان "ليس لدى الامارات ولا الولاياتالمتحدة دليل على ان مواطنين من الامارات كانوا على متن إحدى الطائرتين" اللتين فجرتا برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك. وفي برلين أ ف ب، أفاد المدير العام للمستشارية الألمانية فرانك فالتر شتايماير أمس ان أجهزة الاستخبارات الألمانية والبريطانية والفرنسية والإسرائيلية تتهم أسامة بن لادن". وقال إن هذه الأجهزة تعتبر أن "الدافع الظاهر وتحديد الأهداف والاقتراب من الطراز العسكري طائرات والاحتراف في الإعداد ومستوى المصادر المالية التي استعملت وتكرار الاعتداءات تظهر ضرورة البحث عن المنفذين في أوساط ابن لادن".