سارع الرئيس المصري حسني مبارك الى الرد وبعنف على ما صدر من الحكومة الاسرائيلية برئاسة ارييل شارون والخاص باستبعاد مصر كمكان للقاء المرتقب بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز. واعرب مبارك عن دهشته قائلاً "إن هذا الامر لم يكن وارداً. ومصر لم تسع ولم تطلب من اي جهة، كما لم تعرب لأي طرف، عن مجرد الرغبة في انعقاد هذا الاجتماع على ارضها". وابدى مبارك استغراباً من ان تصدر مثل هذه التوصية من حكومة شارون ويّزج فيها باسم مصر وعلى غير اساس. وكشف مبارك في تصريح ل"وكالة انباء الشرق الاوسط" بثته امس عن ان "الفلسطينيين ابدوا رغبتهم في أن تكون مصر مكاناً للاجتماع وطلبوا ان ننقل للاسرائيليين هذه الرغبة". واوضح مبارك "رفضنا الاتصال بالجانب الاسرائيلي في هذا الشأن لأن على الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي ان يختارا المكان المناسب لهما لعقد هذا الاجتماع". وأضاف: "لم نطلب ولم نوحِ لأحد بعقد مثل هذا اللقاء في مصر". ووصف ذلك بأنه محض اوهام وشماعة جديدة للمماطلة والاستمرار في طريق العدوان والرغبة في عدم التوصل الى الاستقرار. وكان تردد ان القاهرة ستستضيف اللقاء الاول من اصل ثلاثة لقاءات بين عرفات وبيريز. واعلن وزير الخارجية المصري احمد ماهر قبل يومين أنه لا يعرف أن هناك موعداً محدداًَ او مكاناً "متفقاًً" عليه لعقد هذا اللقاء. وقال: "إذا اختار الطرفان ان يلتقيا في القاهرة أو في اي مكان في مصر أو خارجها فإننا نرحب بذلك". ونقل التلفزيون المصري امس تصريحاً لعرفات قال فيه ان الوسطاء الدوليين هم الذين اقترحوا مصر لعقد اللقاء. وكانت القاهرة استضافت اجتماعاً لعرفات وبيريز في 15 تموز يوليو الماضي. واوضح مصدر ديبلوماسي مصري ل"الحياة" ان القاهرة "تتابع محاولات اسرائيل، ليس فقط للايقاع بين مصر والاطراف العربية، ولكن لتشويه الدور المصري في الولاياتالمتحدة واوروبا عن طريق نشر تفسيرات خاطئة للتحرك المصري". واكد المصدر حرص مصر على السلام في المنطقة شريطة ان يقوم على اسس صحيحة، وانها لم تتردد في اي وقت في كشف مناورات الطرف الاسرائيلي، مشيراً الى ان الهدف من كل هذه التحركات الاسرائيلية هو استبعاد الدور المصري بأي ثمن. ووصف المصدر العلاقات المصرية - الاسرائيلية بأنها في أسوأ حالاتها منذ ابرام اتفاق السلام في 1979، مؤكداً ان مصر "لن تتخلى عن دعم الشعب الفلسطيني وانتفاضته الباسلة ولن تفقد قدرتها على الاتصال بمختلف الاطراف لانقاذ المنطقة من الحال المتردية التي اوصلتها اليها حكومة شارون".