عاشت الأراضي الفلسطينيةالمحتلة حالاً من الترقب والحذر، تحسباً لاستغلال الحكومة الاسرائيلية برئاسة ارييل شارون الاحداث المتلاحقة والمتفجرة في واشنطن ونيويوك لتنفيذ مخططاته المقرة من مجلسه الوزاري ضد الفلسطينيين، خصوصاً في مدينة جنين التي حولتها القوات الاسرائيلية مع ساعات الفجر الاولى الى جزيرة معزولة عن محيطها الجغرافي، مدمرة كل الطرق والشوارع المؤدية إليها ومركزة دباباتها المدرعة فوق التلال قبل ان تبدأ قصف المدينة ومخيمها. وبدا ان القوات الاسرائيلية التي قدر عدد الدبابات والمجنزرات التي ساندتها في عمليتها الجديدة ضد جنين، تستعد لاقتحام المناطق السكنية المكتظة في المدينة بعدما أحكمت سيطرتها عليها من محاورها الاربعة، في وقت تواصلت عمليات القصف بالرشاشات الثقيلة وقذائف المدفعية باتجاه المدينة ومخيمها حيث وجد المقاتلون الفلسطينيون بأسلحتهم الخفيفة أنفسهم وجهاً لوجه امام الدبابات المدرعة التي تحصن داخلها الجنود الاسرائيليون. واصيب ثلاثة عشر فلسطينياً وصفت جروح اثنين منهم بأنها خطرة اثناء محاولة المقاتلين الفلسطينيين منع القوات الاسرائيلية من التوغل الى داخل المناطق السكنية في المدينة التي دخلتها القوات الاسرائيلية بعمق ثلاثة كيلومترات. وأكد أحمد عبدالرحمن امين عام مجلس الوزراء الفلسطيني ان عملية الجيش الاسرائيلي في جنين تهدف الى تجزئة المدن الفلسطينية إلى مناطق امنية تعقد فيها مع السلطة الفلسطينية اتفاقات فردية لضمان الهدوء على غرار ما حصل في بيت جالا قبل عشرة ايام. وشدد على أن السلطة الفلسطينية سترفض أي محاولة اسرائيلية لارغامها على التوقيع على اتفاقات جزئية لتصفية الانتفاضة الفلسطينية. وأعلنت اسرائيل ان قواتها "ستبقى في جنين حتى اشعار آخر". وحذرت مصادر فلسطينية داخل المدينة التي قطعت القوات الاسرائيلية كافة الطرق المؤدية اليها ودمرت طرقاتها بالجرافات وحفرت الخنادق في بعض المناطق، من أن القوات الاسرائيلية تستعد للقيام بحملة اغتيالات واعتقالات بحق ناشطين فلسطينيين تحملهم مسؤولية تدريب وارسال فلسطينيين لتنفيذ هجمات داخل اسرائيل. واعتبر ناطق باسم الحكومة الاسرائيلية جنين معقلاً "للمخربين والارهابيين". وقال إن العملية الاسرائيلية جاءت رداً على عمليتي بيت ليد ونهاريا قبل يومين. وساد الهدوء النسبي شوارع المدينة في ساعات الظهر بعد معارك حقيقية خاضها المقاتلون الفلسطينيون خصوصا في محيط مخيم جنين الذي منع القوات الاسرائيلية ودباباتها التي قدرت بالعشرات من اقتحامه. وسادت حال من الهلع والخوف في الشارع الفلسطيني تحسباً من غارات جوية اسرائيلية في اعقاب تتابع التفجيرات في الولاياتالمتحدة. وسارع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى استنكار الهجوم على المؤسسات الاميركية في الوقت الذي نفت فيه الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين علاقتها بتفجيرات الولاياتالمتحدة، خلافاً لما نقله "تلفزيون أبوظبي" عن شخص ادعى أنه يتحدث باسم الجبهة.