واشنطن - أ ف ب - ذكرت شبكة تلفزيون "سي بي أس" الأميركية أول من أمس، ان عائلة رئيس اركان سابق في الجيش التشيلي قررت ملاحقة وزير الخارجية الاميركي الأسبق هنري كيسنجر قضائيا بتهمة التآمر لاغتياله عام1970. وبحسب برنامج "60 دقيقة" الذي يبثه التلفزيون، سيتم اطلاق الملاحقات هذا الاسبوع أمام محكمة فيديرالية في واشنطن، بعدما أكدت عائلة الجنرال ان عملية الخطف الفاشلة التي قتل خلالها، نظمت ومولت من قبل "وكالة الاستخبارات المركزية" الاميركية سي اي آيه بتعليمات من الرئيس الاميركي آنذاك ريتشارد نيسكون وكيسنجر. وقال البرنامج، ان البيت الابيض كان مصمماً على التحرك لمنع الرئيس الاشتراكي سلفادور اللندي من تولي الرئاسة بعد فوزه في انتخابات الرابع من ايلول سبتمبر 1970، الا ان الجنرال شنايدر الذي دعم اللندي كان يشكل عقبة لتحقيق ذلك. وخلال البرنامج أعلن نجل الجنرال المسؤول في التلفزيون التشيلي ويدعى رينيه شنايدر، ان والده كان يعارض بشدة تنظيم انقلاب ضد اللندي. وأضاف "عندما كان قائداً للجيش أعلن مراراً ان على الجيش ألاّ يستولي على سلطة سياسية. وفي حال حصل ذلك، هذا يعني التحول الى نظام ديكتاتوري". وأفاد التلفزيون ان رجالاً حاولوا خطف الجنرال شنايدر في 22 تشرين الاول اكتوبر، وأطلقوا النار عليه، عندما حاول استخدام سلاحه دفاعاً عن النفس. وقال شنايدر: "لطالما أردت نسيان ما حصل، لكن واجبنا تجاه الانسانية التحدث عن ذلك. والصمت علامة لا مسؤولية". ورفض كيسنجر، الذي كان حينها مستشاراً للامن القومي في عهد الرئيس نيكسون، قبل ان يصبح وزير خارجيته، وكذلك في عهد الرئيس جيرالد فورد، الادلاء باي تعليق للتلفزيون. وفي تصريحات سابقة نفى أي تورط له في مقتل شنايدر. وكان تحقيق أجراه مجلس الشيوخ الاميركي عام 1975، أكد ان الولاياتالمتحدة دعمت الانقلاب الذي اطاح اللندي، وأدى الى قيام النظام الديكتاتوري برئاسة الجنرال بينوشيه. وكان كيسنجر أكد اثناء الاستماع لأقواله انه أوقف أي دعم للمتآمرين خلال الاسبوع الذي سبق وفاة شنايدر. وتأتي الملاحقة القضائية ضد كيسنجر في واشنطن، بعدما طلبت دول عدة الاستماع الى وزير الخارجية الاسبق في شأن احداث وقعت في اميركا اللاتينية، عندما كان في هذا المنصب. ويرغب مسؤولون من الارجنتين الاستماع الى كيسنجر للاطلاع على معلوماته حول خطة "كوندور" التي نظمت تعاوناً سرياً بين الانظمة العسكرية الديكتاتورية في جنوب اميركا ضد معارضيها السياسيين في السبعينات والثمانينات.