طغت أجواء التشاؤم على محادثات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي حول أزمة الشرق الأوسط وأكدت النقاشات الأوروبية في نهاية الاسبوع في منتجع جينفال، قرب بروكسيل، "محدودية" دور الاتحاد وفشله في محاولات احتواء التدهور في غياب الدور الأميركي. وتحدثت مصادر رسمية، على اثر العمليتين الاستشهاديتين اللتين نفذهما ناشطان فلسطينيان أمس ان الوضع مفجع ويهدد الجهود الجارية لتأمين اجتماعات بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز. وذكرت المصادر الوزارية الأوروبية ان المندوب السامي الأوروبي خافيير سولانا قدم تقريراً متشائماً عن تطور الوضع في الشرق الأوسط. واستنتجت المصادر نفسها "وجود قناعة لدى الأوروبيين بأن الولاياتالمتحدة تنفرد بقدرة الضغط على ارييل شارون". وقال وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين ان وزراء خارجية البلدان الأعضاء يتفقون حول مواصلة الوجود المكثف في المنطقة و"نأمل جميعاً أن تستأنف الادارة الأميركية جهودها وتنضم للجهود الجماعية الجارية من أجل إنقاذ عملية السلام". وتحدثت وزيرة الدولة للشؤون الخارجية البلجيكية، رئيسة المجلس الوزاري الأوروبي، آنيمي نايتس، عن "الصورة القاتمة التي نقلها خافيير سولانا" والحاجة الكبيرة الى اقامة تحالف دولي يشمل الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة وروسيا والبلدان العربية المعنية في المنطقة، من أجل تعزيز جهود وقف التدهور وتقوية فرص الحوار المزمع بين الرئيس الفلسطيني ووزير الخارجية الاسرائيلي. وانتظر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي طوال نهاية الاسبوع فحوى المكالمة الهاتفية بين الرئيس ياسر عرفات وسولانا حول روزنامة اللقاءات المزمعة مع بيريز. وقالت المتحدثة كريستينا غلاش ان الرئيس الفلسطيني أجرى اتصالاً ظهر أمس الأحد مع سولانا، عن طريق المبعوث الأوروبي ميغيل انخيل موراتينوس، وأبلغه عدم الاستعداد بعد لتحديد موعد ومكان الاجتماعات مع بيريز. وتهدف الجهود الجارية الى تأمين ثلاثة اجتماعات، اثنان منها في المنطقة والثالث على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل نهاية هذا الشهر في نيويورك. وعقبت غلاش بأن العمليات الانتحارية وأعمال القصف الاسرائيلي تضاعف الصعوبات أمام الجهود الديبلوماسية. ورأت مصادر ديبلوماسية ان تدهور الوضع الأمني "قد يعزز سلطة رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون ضد وزير خارجيته لتقييد دور الأخير وضبط حدود مهمته المحتملة في التفاوض مع الجانب الفلسطيني، عند موضوع الأمن".