حذر الرئيس العراقي صدام حسين الولاياتالمتحدة من مواصلة تحليق طائراتها الحربية في اجواء العراق مؤكداً حق بلاده في تطوير دفاعاتها الارضية، وشدد، في خطاب ألقاه أمس بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لوقف اطلاق النار الذي انهى الحرب الايرانية - العراقية 1980-1988 على ان العراق سيرد على الغارات الاميركية - البريطانية التي تستهدف أراضيه. وجددت موسكو معارضتها الغارات الجوية على العراق. أكد الرئيس العراقي صدام حسين ان "الشعب العراقي وقيادته لن يقفا مكتوفي الايدي" امام الهجمات التي تشنها الطائرات الاميركية والبريطانية. وجاءت تصريحات الرئيس العراقي بعد يوم من قصف الطائرات الاميركية والبريطانية مواقع الدفاعات العراقية المضادة للطائرات في شمال العراق. وكانت واشنطن أعلنت الاسبوع الماضي ان بغداد طورت دفاعاتها الجوية ضد الطائرات الاميركية والبريطانية التي تفرض حظراً جوياً فوق شمال البلاد وجنوبها. ووصف صدام تعزيز بلاده دفاعاتها الجوية بأنه "حق من حقوق الشعب العراقي" واتهم الولاياتالمتحدة باستخدام ذلك ذريعة لضربه قائلاً: "أتعرفون ما هي الذريعة التي يهيىء اسياد ذلك البيت انفسهم على اساسها هذه المرة ليرتكبوا جرائم جديدة في العراق؟ انها القول بأن العراق يهدد طائرات العدوان الاميركي التي تخرق اجواءه معتدية على سمائه وقدسية سيادته". وأضاف "من غرائب الامور ان اولئك الساسة ما زالوا يتصورون بأن هذا يمكن ان ينطلي على الناس". وقال: "ايها الذوات في اميركا، اذا كنتم حريصين على طياريكم وعلى شعبكم الذي صرتم توسعون عليه الارض المحذورة بما في ذلك سفاراتكم فكفوا اذاكم وشركم عن العالم، وكفوا اذى صنيعكم الكيان الصهيوني عن اجرامه بحق فلسطين والعرب ومقدسات المؤمنين". وخاطب كلاً من الولاياتالمتحدة وبريطانيا قائلاً: "اذا كنتم حريصين على طياريكم وطائراتكم من ان يصيبهم اذى نيران اسلحة النشامى مجاهدي العراق ... فارحلوا بطائراتكم وبوارجكم الى بلدكم وكفوا عدوانيتكم عن العراق". وقدم صدام في خطابه 20 وصية هي "ما أفرزته تجربتنا في الحياة والصراع مع الباطل" منها انه "يثق بالشعب ويفتح المجال لمن يطرق بابه" و"يتجنب الشر من دون ان يكون ضعيفاً"، و"لا يذل عدوه"، و"لا يوسع الخصومة"، و"يجعل الشك استثناء عن قاعدة الثقة بالشعب"، وانه "جاهد وناضل ليحقق اهدافه وفق مبادىء آمن بها لخدمة شعبه وامته" وانه يؤمن بأن "العقل الحصيف كنز" و"الصبر ثروة"، وان "لا خير في من يجعل كل وزنه عنوان السلطة"، لافتاً الى ان هذه المبادىء والوصايا ظلت حاضرة في مسيرته منذ "كنا طلاباً مناضلين في الاعدادية". الى ذلك، اعلن سفير المهمات الخاصة الروسي نيكولاي كارتوزوف أمس معارضة بلاده الغارات الجوية التي تشنها واشنطن ولندن على العراق. وافادت وكالة الانباء العراقية ان كارتوزوف جدد ، خلال لقائه وزير الخارجية العراقي ناجي صبري "موقف بلاده المؤيد للعراق في مواجهة الحصار الجائر والعدوان المستمر عليه". من جهته عبر صبري "عن تقدير بغداد لموقف روسيا من قضايا العراق العادلة خصوصاً موقفها الشجاع في رفض المشروع الاميركي - البريطاني لتشديد الحصار عليه".