صباح يوم التاسع من نيسان ابريل 1951 تم العثور على جثة رجل غير فرنسي في نزل باريسي. كان الرجل ممدداً على الأرض، مرتدياً بذلته وربطة عنقه، وبدا كما لو ان ابتسامة ترقد على شفتيه. أما الغرفة نفسها فقد ظهرت نظيفة ومرتبة كأنها مهيأة لاستقبال ضيوف مسالمين. ولكن تلك الرائحة؟ آه، لقد فتح انبوب الغاز الذي ملأ هواء الغرفة وأدى، على ما يبدو، الى خنق الرجل. الرجل هو صادق هدايت، الأديب الايراني الذي استقبل الموت، هكذا، بأناقة وهدوء وابتسامة. أدار فتحة انبوب الغاز وجلس في وداعة ينتظر الموت بحنان غامر، وصمت. وبدا، للحظة، كما لو ان الأمر يتعلق بانتحار أليف لرجل عادي. ولكن سرعان ما تبيّن ان الذي "قرر" الرحيل عن العالم لم يكن سوى أقدر أدباء ايران وأكثرهم موهبة وأصالة. وكان الكتاب الفرنسيون الكبار، بمن فيهم اندريه بريتون واندريه جيد، انتبهوا توّاً الى الأفق الابداعي الذي كان صادق هدايت فتحه برواية "البومة العمياء" التي ترجمها روجيه ليسكو الى الفرنسية. وسرعان ما هتف اندريه بريتون: "هذا نجمة تائهة في الليل". ولاح القول بمثابة نبوءة. ففي الحال تاهت النجمة وابتلعها الليل من دون رأفة. كان صادق هدايت ولد في السابع عشر من شباط فبراير 1903 في عائلة من الأشراف. وكان جده رضا قلي خان هدايت شاعراً شهيراً وهو مؤلف كتاب "مجمع الفصحاء" الشهير، كما انه غدا مديراً لدار الفنون في عهد ناصر الدين شاه. أما والده فقد كان ابن عم مخبر السلطنة، رئيس حكومة رضا شاه بهلوي، وهو وضع كتاباً بعنوان "خاطرات وخطرات". ومنذ طفولته نهض صادق هدايت كشخص مرتبك، انطوائي، تعلو سحناته علامات التيه والضياع. وهو بدا كمن جاء الى العالم في زمان ومكان غير مناسبين. وظهرت فيه، باكراً، ميول الى التفكر في ما حوله ونزوع الى تدوين ما في أعماقه من اضطراب من خلال الكتابة. وحين أُرسل، في شبابه، الى باريس وبروكسل، للدراسة، عاد، بعد فترة قصيرة الى ايران وقد أفصح عن انه لا يستطيع التكيف مع مناخات الدرس والجامعة. لكنه قرر السفر الى الهند. وهناك، في بومباي، أصدر نسخاً محدودة من "البومة العمياء" على الرونيو ووزعها على أصدقائه. ثم انه أخذ يتلقى دروساً في اللغة البهلوية على معلم هندي، وراح، من بعد، يترجم آثاراً بهلوية قديمة الى الفارسية. بدا هدايت دوماً كطير يغرد خارج السرب. وهو حين شرع ينشر قصصه وكتاباته الأخرى، بما في ذلك روايته الأشهر "البومة العمياء" استقبله الوسط الأدبي الإيراني بتحفظ. بل راح البعض يسخر من هذا الذي "يتطفل" على الأدب ويقحم نفسه في دروب اللغة الفارسية من دون ان يكون على "دراية كافية بقواعد النحو والإملاء". فوق ذلك كان سلوكه يثير الاستغراب بل النفور من الجميع. فهو وقف، منذ البدء، خارج المدارس والتصنيفات ولم يأخذ جانب أيّ من التيارات السائدة. كما وقف بعيداً من السياسة الايديولوجيا. وفي وقت كانت الماركسية تنتشر في العالم، خصوصاً في الوسط الثقافي، أدار صادق هدايت وجهه نحو عالم آخر. لقد استحوذت عليه دوماً عوالم السحر والغرابة والفانتازيا وظهر له العالم الواقعي، بتفاصيله وجزئياته، منفراً وغريباً. وهو كان قال على لسان بطل "البومة العمياء": "أحس ان هذه الدنيا ليست لي. انها للمتملقين، المنافقين، الوقحين، النهمين أبداً. مثلهم مثل كلاب واقفة أمام دكان قصّاب تتوق الى قطعة عظم ترمى لهم". لهذا رفضه الجميع. اعتبره الشيوعيون محافظاً وعدمياً ونظر اليه رجال الدين كفاقد للإيمان وشكاك. أما أركان الحكم الشاهنشاهي فقد عدّوه ناقداً خطيراً للنظام وعدواً متخفياً له. ووسط هذا كله لم تكن علاقة هدايت جيدة بعائلته. فهو رفض، على الدوام، استغلال مكانته العائلية لتحقيق أي مأرب مادي أو معنوي، وسعى دوماً الى الإفلات من مناخ الأسرة وشواغلها. وليس غريباً ان يضيع هدايت في ضباب العزلة ويرتدي غلالة اليأس والتشاؤم. وليس غريباً، أيضاً، ان يُعامله الجميع بالإهمال وسوء النية. أُهمل صادق هدايت في حياته مثلما أُهمل في موته. كأن الجميع أراد لهذا "النجمة التائهة" أن يمضي بسرعة ويختفي فيرتاحون منه ويرتاح. وفي عهد الشاه حاصرته الرقابات الكثيرة ولاحقت حركاته، وهو اشتكى، في رسائل الى أصدقاء له، من الرقابة التي تخنق الأنفاس. وحين انهارت امبراطورية الشاه وقامت قيامة الحكم الإسلامي في عهد آية الله الخميني بقيت كتابات صادق هدايت مطاردة وظلّت كثرة من قصصه بعيدة من الأيدي بذريعة انها تمس الدين وتذيع اليأس وتنشر في الناس التشاؤم. ومع انزياح الأشياء في وجهة أخرى، مع الرئيس محمد خاتمي، بدأ المحظور، في الفكر والرؤية، يرخي قبضته، وصار ممكناً عناق الماضي والتصالح معه وكائناته. وتمت اعادة الاعتبار لصادق هدايت تماماً مثلما تمت لملهمه عمر الخيام، وكان هدايت وضع كتاباً في أشعاره "ترانه خيام"، أي أغنية الخيّام. واليوم يستقبل العامة في ايران مؤلفات هدايت بشغف ويعكف النقاد والدارسون على قراءة ما كان عليه هدايت وما شكله إبداعه من علامة فارقة، وربما قطيعة، مع ما كان عليه الأدب المكتوب بالفارسية من قبله. هزّ هذا الذي لم يكن "على دراية بقواعد النحو والإملاء" شجرة الأدب الفارسي هزّاً عنيفاً فتساقطت منها "قواعد النحو والإملاء" الجافة والخشنة. وهو راح يمدّها بمياه جديدة أثمرت صنفاً يانعاً، مدهشاً، من أسلوب للكتابة وشكل لاستعمال القواعد استعمالاً مبتكراً. وبهر من قدر، في ما بعد، ان يعلو بذوقه الى علو القامة الإبداعية لصنيع هدايت. والآن فإن الجميع يتفق على أنه، هو، من أسس بنيان القصة الايرانية الحديثة وساهم في تزويد هذا البنيان ما يحتاج اليه من اشكال باهرة ومضامين حديثة. وهو أبعد جانباً ما كان ترسخ من سبك انشائي، ممل، يتكئ على أكتاف الوعظ والتلقين. وأطلق للخيال جناحيه وتركه يغامر في فضاء بلا حدود. وإذ كان النثر الفارسي بقي سجين المحفورات الهشة، المتوارثة، والتي كانت غدت مثل قواقع جافة، فإن صادق هدايت بدأ يحفر في أرض جديدة. وبعيداً من مواضيع جاهزة وانشاءات متناقلة دأب يطرق أبواب العتمة الكامنة في الخفاء. فذهب في اتجاه قاع النفس وراح يستجوب الروح ويأخذ منها افادات في ما تضمره من أعماق. وتشابك، في الكتابة القصصية الفارسية، للمرة الأولى: الشك والعبث والتمرد والخيال واللاوعي. كما بدأت "المحرمات" المزمنة تهرع لتأخذ حصتها، فحضر الخوف والموت والجنس والشهوة كما حضر النزوع في تجاوز المرسوم. ولن يكون مبالغاً فيه القول، اليوم، ان كتّاب القصة والرواية في ايران من بعد صادق هدايت، انما خرجوا من معطفه. بل ربما صحّ المضي أبعد والإشارة الى ان هدايت ترك بصمات من روحه القلقة في كل شيء من حوله، فلم تعد الأشياء كما كانت عليه من ذي قبل. اشتهرت، من بين كتابات هدايت، روايته "البومة العمياء" ترجمة روجيه ليسكو لها الى الفرنسية لعبت دوراً في ذلك. لفتت هذه الترجمة أنظار الكتّاب والنقاد الغربيين الى هذا المبدع الخجول القادم من الشرق. وقال المستشرق الفرنسي هنري ماسه ان ترجمة ليسكو للبومة العمياء هي قرينة ترجمة بودلير لإدغار آلان بو. وقيّم المحرر الأدبي لجريدة الفيغارو، آنذاك، أندريه روسو الرواية تقييماً عالياً ورأى أنها تعادل، في المكانة، ما تشغله رواية كافكا "المحاكمة". وهناك من اعتبر الرواية صنيعاً في الاتجاه الرمزي الفرنسي، وأنها تعالج الموضوع الذي شغل الرمزيين الفرنسيين، اي "البحث عن جنة عدن المفقودة". وذهب كثيرون في المنحى المؤكد لوقوع هدايت تحت تأثير الأفيون وأن هذا الشيء بالذات هو الذي جعله ينجز نصاً فانتازياً مرعباً مثل البومة العمياء. وهو ردّ على صديقه مصطفى فرزانه الذي واجهه بذاك التساؤل: "البومة العمياء عمل واعٍ جداً، محسوب بدقة. كل صفحة فيها موزونة مثل تقسيم موسيقي. والفقرات التي تبدو اكثر خيالية هي التي عملت فيها بجهد اكبر ووعي اكثر. كنتُ أفكر في كل كلمة أكتبها، كلمة كلمة، طوال الوقت. كل فقرة تقول شيئاً مقصوداً. ليس هناك هذيان في النص أبداً". وقد يكون الأمر كذلك. غير ان من الصعب الإحاطة بالرواية في نظرة تخضع للمنطق والواقع الحسي. والحال أن قدراً واسعاً من الهذيان يتغلغل في ثنايا النص فيغدو من الصعب القبض على مفاصله واختصاره في تفصيلات مضغوطة. مع هذا يمكن تكثيف السرد وردّه الى علامات مضمونه. ويمكن القول ان الرواية نص واحد متكامل ولكن يتوزع على مساحات متداخلة ومتشابكة بشكل يعصى على الفك. ويتكون النص من وحدتين سرديتين، أو من وجهين متقابلين ما ينفكان ينفصلان ويلتحمان في حركة مستمرة. والوحدة الأولى تروي قصة الراوي في الزمن الحاضر ثلاثينات القرن الماضي في ايران وفي بقعة محددة من طهران. أما الوحدة الثانية فهي تحيط بالراوي وهو يطل من زمن غابر في العصور القديمة وفي مدينة الري التاريخية. وفي الحالين يقع الراوي اسير امرأة تسحره إما بجمالها في الوحدة الأولى أو بغوايتها وفجورها في الوحدة الثانية. وإذ يفشل في الجهد الأول من التواصل مع المرأة الملاك كما تسمى هنا والدخول الى عالمها حيث يتيقن من ان الفتاة التي جاءت الى بيته ونامت في غرفته هي ميتة، فإنه، في الجهد الثاني يسعى في الهرب من المرأة الثانية العاهرة كما تسمى هنا ويجهد في الإفلات من قبضتها. ولكنه في الحالين، يقضي عليهما. يحمل سكيناً ويقطّع جسد الفتاة الى نتف صغيرة ويحملها في صندوق ويأخذها ليدفنها في مكان بعيد، أو أنه يغرز سكيناً في عين المرأة الثانية ويصادر الروح من جنباتها. وقد حاول بعض النقاد تفسير الرواية في ضوء التحليل النفسي والمنظور الفرويدي. ورأى فيه بعضهم مثل جلال ستاري انعكاساً لحياة صادق هدايت نفسه وكشفاً للنقاب عن "عقدة اوديبية" ما فتئت تلفّ حياته كلها بلفافها. ويُعرف عن هدايت علاقته الصعبة مع والده الذي، مثل والد فرانز كافكا، كان يُشعره بالضآلة والتفاهة، كذلك يُعرف عنه خلو حياته من علاقات نسائية هو الذي بقي عازباً ومات من دون ان يتزوج. ولم يعدم النقاد السعي في ربط منتوج هدايت بمؤثرات خارجية. ولطالما جرى الربط بين المناخ السوداوي الخانق الذي يهيمن في "البومة العمياء" مع عوالم كافكا وصنائع ادغار آلان بو. كما ذهب البعض في اتجاه التأثير الفكري للفلسفة الوجودية التي كانت شرعت تطل برأسها. ولولا ان "البومة العمياء" ظهرت قبل "غثيان" جان بول سارتر لكان قيل القول نفسه هنا أيضاً. وربما كان التأثير الحاسم لجيرار دونرفال، وروايته "اورليا" اكثر الادعاءات رسوخاً في هذا الباب. وهناك تشابه كبير ليس بين الروايتين وحسب، بل كذلك بين الكاتبين. وكان دونرفال عمد، مثل هدايت في ما بعد، في عين الواقع، يدنو من الموت دنو الصديق للصديق. وطالما كرر، لأصدقائه، ان الموت لا يخيف. وهو قال ان الانتحار امتياز استثنائي. وفي باريس كان هدايت يرتاد نادياً ليلياً يدعى كاباريه العدم" Le cabaret du neat وكان مبنياً على شكل مقبرة. ولم تكن المقاعد سوى توابيت موضوعة على مصطبات جانبية. وعلى الجدار لوحات تتحرك شخصياتها وتتحول الى هياكل عظمية بأضواء خاصة. وليس يخلو التشكل الذهني لهدايت من تأثيرات كافكا ونيرفال وبو وكامو وغيرهم. وهو ترجم قصص كافكا الى الفارسية ووضع مقدمة سمّاها "بيام كافكا" اي رسالة كافكا. وتتشابه حياتهما كما تتشابه اعمالهما. وكان هدايت عمد الى حرق آثاره غير المنشورة قبل موته. وحين حاول صديقه فرزنده إنقاذ ما كان تبقى قال له هدايت: هل تريد ان تكون مثل ماكس برود؟ ورأى نقاد ايرانيون، مثل جلال آل أحمد، في "البومة العمياء" عملاً نفسياً لرجل مأزوم مجرد من الأمل الإنساني. ولكن هناك من اعتبر الرواية وصفاً للمجتمع الإيراني، في ذلك الوقت، باعتباره هو المريض نفسياً وليس الكاتب. ويرى هؤلاء في حضور الليل والظلام في "البومة العمياء" إشارة الى الطغيان الروحي الذي كان يرزح تحته من وطأة استبداد المجتمع. * * * ولكن "البومة العمياء" ليست إلا عملاً واحداً من مرجل من القصص القصيرة والكتابات الفكرية صرف صادق هدايت عمره في تأليفها. وهو أصدر، في حياته، مجموعات قصصية عدة بدأها بمجموعة "المقبور حياً" وأنهاها بمجموعة "الكلب التائه"، وتوزعت القصص الأخرى في مجموعات مستقلة مثل "ثلاث قطرات دم"، "علوية خانم" و"حاجي آما" وتمثل قصص هدايت، اكثر من أي شيء آخر، تكثيفات هائلة لرؤاه النفسية وأحواله ونظراته في نفسه وفي ما حوله. وتؤلف تلك القصص الكيفية التي نظر بها هدايت الى العالمين الداخلي والخارجي. ودارت القصص في مدارات مبتكرة ندر ان تطرق إليها الكتاب، في ايران، من قبله. وكما في "البومة العمياء" هيمنت القتامة ونشرت السوداوية غلالتها ثقيلة في الفضاء القصصي. كذلك فإن الحدود التي كانت تنتصب امام ثيمات محددة و قفت بمعزل عن المقاربة القصصية قد انهارت امام هدايت. وهو دخل بخطى ثقيلة، في عتمة الاضطرابات النفسية والتوترات الجنسية والهلوسة والهذيان وشبق الجسد والروح. وبدا هدايت، في الأحوال جميعاً، كمن يريد المرور وسط الخراب ليصل في الأخير الى ما يريده من النيرفانا المأمولة، ولكن البعيدة المنال. ودأب يجهد في ان يعاند ويكابر ليقبض على اللحظة الغائبة. وبدا مثل شخص اعزل يطلع من الصمت، واعياً عجزه وعريه إزاء شساعة الكون. كان، والحق، كبطل كافكاوي ضائع في متاهات تسد عليه الخناق. فرد، معزول، يحمل داخله جرحاً لا يندمل، وشعوراً مرعباً بالضعف والهشاشة. يبحث عن مكان يلتقط فيه انفاسه وواحة يرتوي منها من ماء زلال. وأبطال هدايت، مثله تماماً، اشخاص تائهون، يبحثون عن خلاص مجهول، معزولون، منزوون في عالم يرتطمون به كصخرة. كأن الأمر يتعلق بكابوس مرعب لا نهاية له. أو كأن العالم تحوّل الى شتاء بارد. وتعاني شخصيات هدايت، في الأغلب، الإحباط النفسي والروحي والعاطفي، وتعذبهم التمزقات الكامنة في العمق وتتغلب على وجودهم أثقال الشك والغيرة والشهوة والرغبة في الحقد والانتقام والموت. هي شخصيات منبوذة، حائرة، تتعذب في جحيم القلق والانفصام، وتنحني تحت ثقل الشعور بالعدم: "كنتُ أريد ان أنزوي في حجرتي مثل كائنات الشتاء. ان أختفي في ظلمتي الخاصة" قصة الغرفة السوداء من مجموعة ثلاث قطرات دم. واليوم، وبعد انفتاح ايران على المدى الواسع للفكر والثقافة والفلسفة في اثر لجوء محمد خاتمي الى إزاحة مثاقيل الرقابة والحظر جانباً، فإن الوسط الأدبي الايراني كله يحتفي بصادق هدايت ويستعيده ليضعه في قلب انشغاله. ترجمت اعمال هدايت الى لغات كثيرة، في رأسها الفرنسية والإنكليزية والعربية، وكان روجيه ليسكو، كما سبقت الإشارة إليه، أول من عرّف العالم الخارجي بإبداع هدايت. ومن هناك شرع القراء غير الفارسيين يتعرفون على هدايت، كمبدع قادم من أرض أعطت مثل حافظ وسعدي والخيام... الخ. ثم تتالت الترجمات الفرنسية، وبعدها الإنكليزية لنصوص هدايت. ودأبت دار نشر جوزيه كورتي على إصدار اغلب نتاجات هدايت القصصية. وترجم د.ب. كوستيلو رواية "البومة العمياء" الى الإنكليزية. كما ترجم جيلبرت لازار مجموعة "ثلاث قطرات دم". وظهرت في العربية ترجمات للبومة العمياء، وكذلك لمجموعة وافرة من القصص القصيرة. وقبل سنة واحدة رأت النور ترجمات جديدة الى الفرنسية لأعمال هدايت التي لم تترجم من قبل. * كاتب كردي.