افتتحت أخيراً على مسرح حديقة "جنة العريف" في غرناطة نشاطات ثقافية متنوعة مسرح، شعر، رقص فلامنكو، رسم،... تكريماً لشاعر هذه المدينة العريقة فديريكو غارثيا لوركا 1898 - 1936. وضمت حفلة الافتتاح لحظات جميلة تحوّلت فيها الحديقة والمدينة الى مكان حقيقي للشاعر الراحل الذي كتب عن غرناطة كثيراً خلال اقامته فيها أو خلال سفره بعيداً منها. وحاول المشرفان على الاحتفالات، خوسيه كارلوس بلازا ومانويل كورنادو، التشديد على علاقة لوركا بغرناطة خلال ساعتين من العرض المملوء بالمؤثرات المفاجئة، واستطاعا إثبات أن دور لوركا ما زال فاعلاً في غرناطة كما كان قبل رحيله من خلال أعمال لم تكن معروفة سابقاً تم فيها استرجاع بعض الحقائق المهمة المتعلقة بعالم هذا الشاعر الفني جداً، الاجتماعي أو الوطني أو الثقافي. وشارك ويشارك في انجاز هذه النشاطات 120 فناناً، تمثيلاً وغناء ورقصاً، وموسيقى... وتستخدم خلال العرض الذي سيدوم حتى التاسع من ايلول سبتمبر تقنيات متقدمة جداً جُهزت في شكل مميز ضمن الحديقة الجميلة والى جانب أشجار السرو الكثيرة حيث امتزجت الطبيعة مع الحداثة المنظمة جيداً. وتم تقسيم العرض الى ثلاثة أجزاء، الجزء الأول خُصص لنصوص الشاعر الخيالية والى لمحات تذكارية متعلقة بطفولته وشبابه. أما الجزء الثاني فتركز على علاقة الشاعر بالفلامنكو حيث يظهر من خلال المشاهد فريق من المطربين وعازفي الغيتار يؤدون ست أغنيات كان كتبها لوركا نفسه ولم تنجز سابقاً. أما الجزء الأخير فخُصص لآخر مسرح قدمه لوركا ولبعض الأعمال غير المعروفة سابقاً مثل: لا كاربونيريا، سومبراس... وحديقة جنة العريف، أو حديقة الخينيراليف كما تُسمى الآن تحريفاً، هي واحدة من الحدائق المشهورة في العالم، كان أقامها العرب الى جانب قصر الحمراء أثناء حكم بني الأحمر مملكة غرناطة لكي يقضي الملوك فيها ساعات الراحة والاسترخاء. وحظيت مع القصر المذكور باهتمام لوركا، إذ توجد له صور تذكارية فيها على رغم رحيله وهو في ريعان شبابه، خصوصاً أنه كان، ككل ممثلي جيل الحركة الشعرية الاسبانية جيل ال27، متأثراً كثيراً بالثقافة العربية التي ما زالت آثارها تعم كل جزء من بلاد الأندلس.