تابعت الحكومة الاسرائيلية امس سياسة الاغتيالات المتنوعة الأشكال ضد الكوادر الفلسطينية معاودة استهدافها للناشطين من أفراد "القوة 17" التابعة لحركة "فتح". غير ان عملية امس التي نفذتها طائرة هليكوبتر اطلقت ثلاثة صواريخ على أحد أحياء مدينة البيرة منيت بالفشل، اذ نجا منها أمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية مروان برغوثي في حين اصيب اصابة غير خطرة مهند أبو حلاوة أحد مسؤولي "القوة 17" والمعروف بأنه أبرز المطلوبين على قائمة الاغتيالات الاسرائيلية الطويلة. وفي حين قالت اسرائيل ان برغوثي لم يكن مستهدفاً، علم ان الاجهزة الأمنية الفلسطينية حذرته قبل أيام قليلة من ان اسمه بات مدرجاً على قائمة الاغتيالات الاسرائيلية التي اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي الاستمرار في اتباعها رغم الادانة الدولية لها. ورأت مصادر فلسطينية ان محاولة الاغتيال الفاشلة امس هي ترجمة عملية لقيام نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني بتبرير الاغتيالات وخصوصاً الجريمة التي اقترفتها اسرائيل في نابلس وذهب ضحيتها ستة من حركة "حماس" وطفلان. وكان الثابت امس استهداف اسرائيل لمهند أبو حلاوة الذي تتهمه الدولة العبرية بالمشاركة في عمليات عدة ذهب ضحيتها اسرائيليون وخصوصاً عملية قتل نجل الرئيس السابق لحركة كاهانا المتطرفة مئير كاهانا. ويأتي عدوان امس بعدما تطرقت وسائل الاعلام الاسرائيلية، خصوصاً في الاسابيع الأخيرة، الى الجدل الدائر، منذ عهد حكومة ايهود باراك في أوساط قادة المؤسستين السياسية والعسكرية، حول ضم البرغوثي أو عدمه الى قائمة المستهدفين للتصفية. وأول من أمس كشف المعلق السياسي في صحيفة "معاريف" بن كسبيت ان وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر ما كان ليتردد في اغتيال البرغوثي اذا ما اقتنع ان اغتيالاً كهذا سيمنحه كرسي زعامة حزب "العمل" الذي ينافسه عليها رئيس الكنيست ابراهام بورغ، صاحب الحظوظ الأوفر للفوز بها. ونقل كسبيت عن وزير الدفاع قوله، في احدى المناسبات: "احضروا لي رأس البرغوثي" لعلمه "ان رأس مروان البرغوثي يساوي أصواتاً كثيرة ستصب في مصلحة الوزير"، حسبما أضاف كسبيت. وكشف ايضاً ان باراك درس هو الآخر امكان تصفية البرغوثي لكنه عدل عن الفكرة التي طرحها عليه مستشاروه في المعركة الانتخابية الذين ظنوا ان عملية كهذه قد تشفع له في منافسته شارون. واضاف المعلق ان بن اليعيزر لن يعدل عن مثل هذه الفكرة "اذا سمحوا له بتنفيذها" في اشارة الى ضرورة حصوله على ضوء أخضر من شارون. من جهة اخرى، كشفت القناة الأولى في التلفزيون الاسرائيلي توقع الاستخبارات الاسرائيلية بكل فروعها حصول تصعيد عسكري على الجبهة مع الفلسطينيين وربما مع لبنان، الأمر الذي يحتم على الجيش الاسرائيلي الاستعداد لمواجهات شاملة على رغم ان احتمال نشوبها ضئيل. وتوقع تقرير التلفزيون الاسرائيلي ان يستمر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في تصعيد عسكري محدود بهدف تدويل النزاع وان لا يوقف اطلاق النار من دون تحقيق مقابل سياسي. وحذر في الوقت نفسه من نتائج تقويض السلطة الفلسطينية.