اكدت السعودية أمس خلو شواطئها من أي حالات نفوق أسماك، كذلك الإماراتوالبحرين، فيما استمرت المشكلة متفاقمة على شواطئ الكويت. ولم يتوصل "المجلس الأعلى للبيئة" الذي اجتمع برئاسة نائب رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الاحمد الصباح، الى تحديد السبب المباشر لظاهرة نفوق الاسماك، كما لم يوضح اذا كان علاجها قريباً أو ممكناً. وفيما بلغ حجم الاسماك النافقة التي رفعت من الشواطئ المحيطة بالعاصمة الكويتية اكثر من ألف ومئتي طن، تبين ان اعلان بعض الجهات الحكومية ان الظاهرة بدأت تنحسر، كان سابقاً لأوانه. لكن الحكومة طمأنت الناس بلسان الشيخ صباح الى ان ظاهرة الموت الجماعي منحصرة في سمك "الميد" وان تناول بقية أنواع السمك لا ضرر منه. إلا ان سوق السمك عانت من كساد كبير، وبدأ مواطنون بالتوجه الى المنطقة الشرقية في السعودية أو الى البحرين للصيد أو لشراء السمك. وفي الرياض أكد وكيل وزارة الزراعة والمياه لشؤون الثروة السمكية المهندس سعد الفياض ان "نتائج المسح اليومي الذي يقوم به الصيادون أظهرت سلامة شواطئنا من أي حالات نفوق مفاجئة". ولاحظ مواطنون عادوا الى الرياض من رحلات الاصطياف في المنطقة الشرقية السعودية والخليج ل"الحياة" انهم لاحظوا اعداداً "صغيرة" من الاسماك والكائنات البحرية النافقة على الشواطئ لكنهم اعتبروها "مسألة طبيعية وتحدث باستمرار". و قال مصدر في احدى اكبر سلاسل مطاعم الاسماك في السعودية ل"الحياة" ان امدادات الاسماك والروبيان من المنطقة الشرقية مستمرة بالوتيرة نفسها "لكن الزبائن يبدون بعض القلق ويتساءلون عن مصدر الاسماك وبعضهم يعتقد بوجود تلوث نفطي في الخليج". وللسعودية شواطئ على الخليج العربي يبلغ طولها 760 كيلومتراً، ويبعد معظم شواطئ الصيد عن الشواطئ الكويتية مسافات كبيرة ساعدت على طمأنة المستهلكين في المنطقة الشرقية والمناطق المجاورة لها. ووصلت الى ميناء "الشويخ" الكويتي أمس سفينة الأبحاث العلمية الايرانية "القدس" وعلى متنها 32 باحثاً بيئياً من ايران والسعودية والبحرين وقطر والكويت، وهي دول أعضاء في المنظمة الاقليمية لحماية البيئة البحرية. وكانت هذه السفينة انطلقت من ميناء "بندر عباس" الايراني مطلع الشهر الحالي، قبل بدء ظاهرة نفوق السمك، وقامت بمسح بحري للمؤثرات الكيماوية خصوصاً مخلفات الصناعة النفطية في عشرات المواقع في الخليج، كما جمعت ايضاً أسماكاً نافقة قريباً من المياه الكويتية لدرسها والمساعدة على التعرف الى أسباب هلاكها. وقال الأمين التنفيذي للمنظمة وزير الصحة الكويتي السابق الدكتور عبدالرحمن العوضي للصحافيين أمس، خلال استقبال السفينة، انه يعتقد ان نفوق الاسماك "كارثة بيئية على المستوى المحلي وأسبابها غير معروفة حتى الآن". وتابع ان "ما هو غير مرئي من دمار بيئي في اعماق جون الكويت يفوق ما نراه من سمك نافق على سطح الماء". وبدأت امس مروحيات الجيش الكويتي وزوارق خفر السواحل دوريات في المياه الاقليمية لتحديد تجمعات السمك النافق وتطهير المياه منها، اذ يعتقد ان اكوام هذا السمك تجمعت على شكل جزر عائمة خصوصاً في منطقة جون الكويت وساهمت في قتل مزيد من الاسماك. ونفت شركة نفط الكويت بشدة امس اتهامات الصحف المحلية لها بأن المياه التي تستخدم في حقن حقول النفط الشمالية وتصبّ في جون الكويت بعد ذلك هي السبب في الكارثة، وقال مسؤولون في الشركة ان هذه المياه تُفحص دورياً وان الاختبارات الاخيرة عليها لم تدل الى وجود اي مواد ضارة بالبيئة فيها. وفي دبي استبعد اجتماع طارئ للهيئة الاتحادية للبيئة في الإمارات تأثر الثروة السمكية في البلاد بما حدث في الكويت. وقال الدكتور سالم مسري الظاهري المدير العام للهيئة انه تم البحث في الاجراءات الاحترازية التي يمكن اتخاذها لمواجهة هذه الظاهرة مؤكداً ان التقارير التي تلقتها الهيئة من الكويت ومن دول خليجية اخرى استبعدت وجود اي تأثيرات لمواد كيماوية او مواد ضارة اخرى في البيئة البحرية، مشيراً الى ان المجتمعين رجحوا ان تكون تلك الظاهرة مرتبطة بارتفاع درجة حرارة المياه التي وصلت الى مستويات غير مسبوقة في الكويت.