في أبسط تعريف له، يُعدّ "التهاتف عبر الإنترنت"، IP Telephony، تكنولوجيا تسمح بإرسال الصوت والفيديو والمعلومات عبر شبكة اتصال تعمل ببروتوكول الإنترنت. وترى شركة "سيسكو"، الرائدة في مجال التشبيك والإنترنت، في دمج هذه الوسائط الثلاثة حلاً يعزّز انتاجية الموظّفين، أفراداً ومجموعات، ويحسّن العناية بالزبائن. وتكون حلول التهاتف عبر الإنترنت التي تقدّمها الشركة للمؤسسات، قابلة للتدرّج، وموزّعة وجاهزة للعمل على الدوام، وتؤمّن انتقالاً خالياً من المشكلات من شبكات منفصلة إلى شبكة واحدة لتبادل الصوت والفيديو والمعلومات والفاكس، وأي شكل آخر من البيانات التي تنقلها عادة شبكة الهاتف التقليدية. ومن حسنات تكنولوجيا "سيسكو" للتهاتف عبر الإنترنت أنها تخفّض التكاليف والاعباء الادارية، وتتيح للمؤسسات اعتماد الخدمات الصوتية المركزية، والتي من شأنها توسيع وظائف الاتصال لتطاول المكاتب البعيدة، وكذلك تأهيل الفروع بالتطبيقات نفسها التي في الفرع الرئيس، من دون صرف الأموال على الشبكات القائمة فيها، إضافة إلى منح المكتب المركزي درجة أكبر من السيطرة على ما يضاف على الشبكة، وبالتالي ضمان تكامل النُظم وأمانها، في شكل أفضل. وأخيراً، أعلن "بنك عودة" اللبناني، والذي يضمّ 61 فرعاً عاملاً و7 فروع مزمع فتحها قريباً، اعتماد حل كامل للتهاتف عبر الإنترنت من "سيسكو". وقد وحّدت البنية التحتية الداخلية لتبادل المعلومات والمكالمات، من خلال هذه التكنولوجيا، ما يتيح للمصرف نشر تطبيقات ذكية على شبكته الجديدة، وتصميم نُظم استجابة تسمح لزبائن المصرف الاتصال به عبر البريد الإلكتروني أو الفاكس أو الهاتف أو "ويب"، وفي الوقت نفسه تخفّض من تكاليف الاتصالات الداخلية وتجعلها أكثر فاعلية. وأحلّت تكنولوجيا "سيسكو" للتهاتف عبر الإنترنت محل مقسّمات الهاتف السنترالات والسمّاعات التقليدية نظاماً معيارياً مفتوحاً يعمل في شبكة البيانات القائمة. وهكذا، تُوصل أجهزة الهاتف مباشرة بوصلات البيانات نفسها الموجودة في كل كومبيوتر مكتبي. ولأن خدمة المكالمات تنتقل عبر شبكات كومبيوتر، مثلها مثل البيانات، يستطيع بنك عودة، على سبيل المثال، توحيد نُظم التراسل. ويعالج "مدير المكالمات"، Cisco Call Manager، الفاكسات والمكالمات، ويوجّهها مباشرة إلى كومبيوترات الأشخاص المعنيين. معلوم أن على عكس خدمة الهاتف التقليدي، لم تضع الدول، حتّى الآن، قوانين لضبط خدمة التهاتف عبر الإنترنت. ففي الولايات المتّحدة تنظّم لجنة الاتصالات الفيديرالية الاتصالات العادية، ولا تخطّط لتنظيم الاتصال بين هاتف عادي وشركة خدمات التهاتف عبر الانترنت. وفي لبنان، منعت الدولة هذه الخدمة، بعدما راجت مدّة لتأمين التخابر الدولي. فهل تُمنع في المصرف، أم تُعدّ وسيلة داخلية خاصة لتسهيل تصريف الأعمال؟