يسدل فريقا الأهلي السعودي والرجاء البيضاوي المغربي اليوم الستار على بطولة الصداقة الدولية الخامسة لكرة القدم بعدما نجحا في تخطي عقبة الرياضوعسير. ولم يكن وصول الفريقين الى المباراة النهائية مستغرباً، في ضوء العروض الكبيرة التي امتعوا من خلالها المتفرجين، والذين ايقنوا سريعاً ومنذ الوهلة الأولى لانطلاق المنافسات ان الفريقين سيكونان فرس الرهان في البطولة نظراً لما تضمه صفوفهما من مواهب قادر على الوصول الى منصات التتوويج. ويأمل الأهلاويون ان تكون النسخة الخامسة من البطولة بداية العودة الحقيقية الى ساحة الألقاب، فعلى رغم احقيتهم بإحراز كثير منها، لكن عقدة النهائيات لازمت الفريق وخصوصاً في "الصداقة" التي دأب على تنظيمها فقد واجه منتخب البرازيل الأولمبي في نهائي النسخة الأولى وخسر بركلات الترجيح، وفي الدورة الثالثة تكرر السيناريو ذاته مع الصفاقسي التونسي. ويسود الأهلي حالياً استقرار فني وتحديداً منذ تولي البلجيكي لوكا بيروزيفيتش قيادته والمعروف عنه اهتمامه الكبير باللاعبين الشباب. وستكون مواجهة الأهلي للرجاء اختباراً حقيقياً لقدرات بيروزيفيتش التدريبية بعد نجاحه في تخطي المرحلة التمهيدية والدور نصف النهائي، وقد سجل مهاجموه 16 هدفاً، أي نسبة التهديف الأعلى في البطولة، في المقابل يسجل مستوى خط الدفاع تأرجحاً من لقاء الى آخر، ولا سيما في منطقة العمق التي يتواجد فيها نايف القاضي وعبدالحميد الخيبري وفوزي الشهري ومن المتوقع ان يلجأ لوكا الى تكثيف الرقابة الخلفية من خلال أكبر عدد من اللاعبين، والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة، في ظل تواجد خالد القهوجي الذي يجيد هذه الهجمات. في المقابل، سيجد المدرب الأوكراني يوري نفسه مطالباً بفرض ايقاع فريقه والذي سجل نجاحاً كبيراً من خلال اعتماده على مهارة لاعبي الوسط وتحديداً سعيد خرازي وحميد ناظر ابرز لاعبي الرجاء، إضافة الى المهاجم السنغالي الشيخ سار. ويشكل هذا الثلاثي قوة ضاربة في صفوف الرجاء، لذا سيجد الفريق الاهلاوي صعوبة بالغة في ايقاف زحفهم نحو مرمى منصور النجعي. ووضح من خلال المواجهات السابقة، اعتماد يوري على طريقة 5-3-2 مع اضطلاع ظهيرين بالدور الهجومي، ونجح في ذلك خصوصاً الظهير الأيسر رضوان الحيمر وسجل هدفين. 13 هدفاً في نصف النهائي وكانت مباريات الدور نصف النهائي قد شهدت نسبة تسجيل كبيرة بلغت 13 هدفاً. منها 8 في المباراة الأولى بين الرجاء وعسير التي انتهت في مصلحة الرجاء 5-3، وكان واضحاً منذ بدء المباراة حرص الفريق المغربي على الخروج بنتيجة ايجابية حيث لم تمضِ سوى 16 دقيقة حتى افتتح الحيمر مهرجان الأهداف بعدما تلقى عرضية من الشيخ سار عالجها في حلق المرمى، ليضاعف بعدها المهاجم ذيالو محمد النتيجة بتسجيله الهدف الثاني. وشعر عسير بالخطر، وخصوصاً مدرب الفريق الذي أخطأ بعدما ترك وسط الميدان للاعبي الرجاء مكتفياً بإقفال المنطقة الخلفية، وحصل المهاجم ناصر الراشد على كرة جميلة فسددها رأسية ارتطمت بالعارضة، واستمر عسير في ضغطه، واحتسب الحكم عبدالرحمن الزيد ضربة جزاء 40 سددها محمد أبو عرادة مسجلاً الهدف الأول لعسير والخامس له في هذه البطولة ليستمر متصدراً قائمة الهدافين. ولم تدم فرحة عسير طويلاً، إذ نجح المدافع محمد خربوش في تعزيز تقدم الرجاء بهدف ثالث 44، بعد ضربة حرة مباشرة من مسافة 25 ياردة. وواصل الرجاء سيطرته على منطقة الوسط وعبره مرر ناظري كرة لسعيد وخرازي الذي تقدم بها ولعبها عرضية للشيخ سار الذي عالجها بقوة داخل المرمى مسجلاً الهدف الرابع 62 وسط استسلام كامل للاعبي عسير، ليعود ديالو محمد من جديد ويختتم مسلسل اهداف فريقه برأسية كانت خلاصة مجهود جماعي 82. لكن ناصر الراشد قلّص الفارق بعدما سجل الهدف الثاني لعسير 86 اثر دربكة أمام مرمى الرجاء. وبعد دقيقتين سجل محمد ياسين الهدف الثالث لعسير اثر ركنية ارتقى لها وحوّلها الى الشباك. وفي المباراة الثانية، لم تكن مهمة الأهلي صعبة أمام الرياض ففاز عليه 4-1، وساهمت بهذا الفوز طريقة مدرب الرياضالبرازيلي بيدرو حيث ساعدت على انجاح تكتيك المدرب بيروزيفيتش، لأن الرياض اعتمد على الجانب الدفاعي البحت، على رغم ضمه عدداً من اللاعبين الذين يجيدون تطبيق الأسلوب الهجومي بنجاح. سيطر الأهلي على مجريات اللقاء بعد 30 دقيقة من خلال تسجيله الهدف الأول بواسطة المدافع فوزي الشهري الذي ارتقى لعرضية سعد الدوسري المتقنة 30. واندفع لاعبو الرياض في محاولة ادراك التعادل ولكن المهاجم محمد دابو اجهض كل محاولاتهم بعدما سجل الهدف الثاني للأهلي 51، وتسابق لاعبو الفريقين في اضاعة الفرص السهلة، ثم أكمل بعدها نجم المباراة خالد قهوجي تألقه وسجل للأهلي الهدف الثالث 79. ولم يكن هذا الهدف كافياً للأهلي الذي واصل لاعبوه اندفاعهم بغية زيادة الغلة وتحقق لهم ذلك من طريق البديل صالح المحمدي 84، الذي تلقى تمريرة من فوزي الشهري، ثم سجل يوسف الحيائي هدف حفظ ماء الوجه 90 للرياضي.