"جوهر دودايف حيّ"، هذه العبارة كانت قنبلة اعلامية اطلقها امس الحاكم المدني للشيشان أحمد قادروف الذي قال ان الاعلان عن مصرع الزعيم التاريخي للشيشان كان جزءاً من "سيناريو" اعدته موسكو. في حديث الى صحيفة "برلمانتسكايا غاريتا" الناطقة باسم البرلمان الروسي، زعم أحمد قادروف الحاكم المعيّن من موسكو في الشيشان ان جوهر دودايف "صُفع" في موسكو وقال ان لديه وثائق تبرهن ذلك. وأشار الى ان دودايف قاد "انقلاباً" ضد القيادة الشيشانية وجرى تسليمه مستودعات ضخمة من الأسلحة. وأشار قادروف الى ان الحرب الشيشانية الأولى كلها كانت "مسرحية" وضعها اشخاص "كسبوا ملايين كثيرة" من الدولارات ولم يأبهوا بمصير عشرات الآلاف من القتلى. وشدد على ان دنو موعد الانتخابات الرئاسية في روسيا عام 1996، جعل المقربين الى الرئيس بوريس يلتسن ينصحونه بانهاء الحرب لضمان فوزه بولاية جديدة. وتقرر في حينه اجراء مفاوضات مع الشيشانيين، لكن التفاوض مع دودايف كان سيحدث اصداء سيئة لدى الرأي العام، لذا تقرر "تغييبه" من دون تصفيته، ثم عقدت اتفاقية الصلح مع نائبه سليم خان ياندربييف. ومعروف ان قصصاً عدة جرى تداولها في موسكو والشيشان عن مصير دودايف الذي كان اعلن انه قتل نتيجة اصابته بصاروخ اطلقته طائرة روسية بعدما رصدت اجهزة الأمن موقع الزعيم الشيشاني من خلال اتصال هاتفي اجراه مع احد اصدقائه في موسكو. ولم تجر مراسم دفن رسمية لدودايف كما لم يعرف مكان قبره، الا ان القيادة الشيشانية اكدت مصرعه واستندت في ذلك الى أقوال شهود بينهم زوجته الروسية الأصل. ولكن تصريحات قادروف تكتسب أهمية خاصة كونه كان آنذاك من المقربين الى القيادة بوصفه مفتي الجمهورية الشيشانية، ولأنه يشغل حالياً ارفع منصب مدني في الجمهورية وعيّن فيه بقرار من موسكو. ولكن لفت الأنظار ان قادروف عاد بعد ساعات من ظهور الصحيفة التي حملت "القنبلة الاعلامية" فأدلى بحديث ثان الى وكالة "انترفاكس" حاول فيه ان يبدو أقل "قطيعة". فقد قال: "لا يمكن ان أزعم ان دودايف لم يقتل ولكن ليس ثمة ما يبرر قول العكس". وفي أول تعليق على تصريحات قادروف، ذكر سايريك فاتشاغايف الناطق باسم الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف ان القول بأن دودايف حي هو "فرضية غير مسنودة". كذلك ذكر شامل بنو وزير الخارجية في عهد دودايف ان الرئيس الراحل كان بطبعه "لا يحب تحريك الدمى من وراء الكواليس". وأضاف ان قادروف يتحدث بلهجة الساسة الذين يهمهم الحفاظ على حياتهم وجاههم بأي ثمن، في حين ان دودايف "لم يكن من الذين يهربون من ساحة المعركة ... وربما هو رئيس سيئ لكنه كان رجلاً مثالياً ورومانسياً".