إيف نامور شاعر بلجيكي من مواليد 1952. وهو طبيب جراح. لم يمنعه المبضع ولا الوقوف ساعات طويلة تحت اشعة غرفة العمليات من ان يكتب حوالى عشرين ديواناً، وينال جوائز شعرية، منها جائزة شارل بليني وجان ماريليو، وتترجم بعض اعماله الى لغات عدة. تعّرف كل واحد منا على غيره في دهشة القصيدة. من ثم اقتربت منه شاعراً يتقصّد نحت الكلمات. راحلاً نحو المجهول، الصامت، الغامض، الفالت، كي يغلل راحلاً ابداً في القصيدة، نحو هذا الغامض الذي لا يفارقه. في الوقوف امام الجسد، على طاولة الجراحة، ينظر الى الانسان امامه، لا يلتفت الى ما يظهر، لأنه نحو الباطن يتجه، منذهلاً، مغموراً بالصمت، الذي لا يصمت ابداً في القصيدة. "سبع خطوات في العابر" نموذج شعري من ديوانه "صور المعتم"، التي نقرأها كما لو كنا في ترتيل ما لا نهاية له. أحذر جيداً ان تنظر الى الظاهر لكن بالأحرى ما لا تراه وكلُّ ذلك الذي لا تسمعه لأن هناك الى مركز "اللامكان" يتجه القلب على الدوام وخطوة ما لا يرتجى يحتملُ ان يرتفعُ الحجاب قليلاً، تاركاً على هذا النحو ان تلتفط من النار الكبرى ما لم يجرؤ احد ابداً على النظر اليه. هذه الآثار التي تعبر من جهة الى اخرى عهد الاحجار، هذا الآثار الشبيهة بالعديد من النقط، كالعديد من الطيور والقصائد المنجمة، هذه النقط تقول لي، ما اقربه منّا، هذا الجزء الفالت الذي كثيراً ما انتظرناه. شخص من قبل لتستيقظ في جسدكَ هل تسمعه هذا الذي يمشي في ثنيات الواقع؟ هل تسمعه هذا الذي يخترق الدموع وَ حجابَ التائهين؟ هذه الاغصان الكبيرة للأشجار انظر اليها، هل هي تقترب حقاً من اصوات العلي؟ او هي ببساطة هناك لتشهد على العابر وعلى الجمال اللانهائي المريح؟ اقترب من البسيط ومن نظرته. لأنه وحدَهُ الذي يعرف خطوة الملاكِ، والوحيدُ القادرُ على حملك يوماً الى ما بعد الكلمة والصدى. هذه الدموع على هذا النحوِ معلّقة على امتداد صمتِ الوردة البرية تُعلنُ عن الفاجعة او اللانهائي الضائع للفجر؟ مَنْ مِنْ بين الجميع ما زلت تسمعه في الغابة المفتوحة، ذاكَ ليْسَ له اسم سوى "اللامنتظَرِ" وَهوَ يحيطُ بكَ مِنْ جميع الجهاتِ يمشي ويُغني معكَ، هناك حيث يتقاطع الواقع والضياء الصافي لورقة الذهب. موضوعين على الدرجة الاولى للسماوي، هذه الرغبة البيضاء جُناح العنقاء. لربما هي الاشارات التي كنت انتظرها لأعبر العتبة والزمن العاير، واقترب على هذا النحو مِنْ مستحيل القصيدة. دائماً، لكن من غير برهان، كنا نسكن هذه الحرقة الضئيلة للروج، حيث المعتم والاختبار لم يكونا سوى شيء واحد هو نفسه. لم نعاند في تسمية ما لا يمكن ان يوجد وما لا يجيءُ أبداً؟ لماذا، إنْ هو لم يكن لأجل ان نضاعفَ الفراغ وحاجتنا لأن نكون شاسعينْ؟