اصدر قاضي التحقيق العسكري المناوب عبدالله الحاج مذكرة توقيف وجاهية بحق الصحافي الزميل حبيب يونس بعدما استجوبه والمستشار السياسي لقائد "القوات اللبنانية" المحظورة توفيق الهندي الذي كان اصدر في حقه مذكرة توقيف وجاهية سابقاً لكنه لم يستجوبه بسبب حاله الصحية في حينه. وتم استجواب الزميل يونس بعدما ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي نصري لحود عليه، اضافة الى كل من الصحافي انطوان باسيل واتيان صقر المعروف بأبو أرز وسيزار صقر وطوني الشلفون "لاقدامهم في الاراضي اللبنانية وخارجها وبتاريخ لم يمر عليه الزمن على اجراء اتصال بالعدو الاسرائىلي ودس الدسائس لديه لمعاونته على فوز قواته ودخول بلاده وتأليف جمعية بقصد النيل من سلطة الدولة وهيبتها وتعكير صلات لبنان بدولة شقيقة على افشاء معلومات لمصلحة العدو". وجاء في طلب الادعاء ان تبين من التحقيق ومن اعتراف المدعى عليه حبيب يونس انه تعرف على الاسرائيلي اوديد زاراي من خلال عمل الاخير في جريدة "العمل" اللبنانية وكتاباته فيها تحت اسم مستعار سمير كرم. وأضاف انه والمدعو باسيل الملاحق بجرائم اخرى على حدة كانا يتبادلان المعلومات مع زاراي عبر التلكس عن الاحداث اللبنانية والتطورات السياسية. وقد استمرت علاقة يونس مع زاراي حتى العام الجاري حيث كان مقرراً الالتقاء به مع انطوان باسيل في قبرص بتاريخ 19/8/2001 للاتفاق على نوعية العمل والراتب لكن زاراي ألغى هذا اللقاء بسبب التوقيفات التي حصلت اخيراً. واستمرت علاقة حبيب يونس بزاراي من خلال رئىس تنظيم "حراس الأرز" اتيان صقر حيث كان هذا الاخير يزود زاراي بالمعلومات التي كان يطلبها من يونس الذي دخل اسرائىل برفقة سيزار صقر مسؤول الاعلام في ميليشيا لحد وعضو مجلس قيادة حراس الارز والمدعو طوني الشلفون للاجتماع بالضباط الاسرائىليين والتنسيق معهم بما يتوافق مع مصالحهم. وأضاف انه كان يعمل في الحقل الاعلامي لمصلحة تلفزيون "الشرق الاوسط" التابع للعدو الاسرائيلي ومراسلاً لاذاعة "صوت الجنوب" في اسرائيل. كذلك اعترف يونس انه طُلب منه المشاركة في التظاهرات الداعية للحرية والسيادة والمطالبة بخروج السوريين من لبنان ورفع الوصاية عنه والقيام بنشاط حزبي وسياسي لبلوغ هذه الاهداف وانشاء خلايا طالبية في الجامعات لاعادة نشاط تنظيم حراس الارز متمثلاً بما يسمى بالتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية المنحلة بانتظار حصول تطورات مهمة في خلال تموز يوليو من العام الراهن حسبما اعلمه به اتيان صقر الذي علم بهذه التوقعات بحكم علاقته القوية مع حكومة شارون بحيث توجه اسرائىل ضربة للمنطقة لاعادة الامور الى ما كانت عليه قبل العام 1990 في لبنان وان اي تغيير سيحصل يستفيد منه شخصياً وسياسياً. وقال انه باشر اعلامياً بتنفيذ ما طلب منه عبر اصدار بيانات بالصحف والاتصال بكوادر التنظيم المذكور وعقد اجتماعات لهذه الغاية. وفي ما يتعلق بالدكتور الهندي فقد اصدرت مفوضية الحكومة لدى المحكمة العسكرية بياناً تناول وضعه الصحي، مؤكدة ان النبأ عن نقله الى المستشفى بحال طارئة لتدهور حاله الصحية عار من الصحة. وأوضحت ان لا حاجة لادخاله المستشفى كونه يعاني التعب والارهاق وتستدعي حاله المراقبة في مكان توقيفه في السجن كون تخطيط القلب الذي اجري له اظهر علامات يمكن ان تكون ناتجة من مشكلة مزمنة في احدى شرايين القلب على ان يتم عرضه على طبيب مختص في حال معاودة العوارض. ووصف طبيب عاينه في المستشفى العسكري ادوية لمعالجة ارتفاع ضغط الشرايين. وكان وفد من آل يونس ضم عم الزميل حبيب الأب نعمة الله يونس الأمين العام السابق لجامعة الروح القدس الكسليك وزوجته وشقيقه زار أمس، البطريرك الماروني نصرالله صفير. واستغرب الأب يونس كيف يقال "ان إبن اخي حبيب التقى زاراي وكيف ان الأخير سرب معلومات عسكرية وأعلم حبيب بضربة عسكرية قبل اربعة اشهر من حدوثها وكيف ان السيدة كلوديا حجار التي استدعيت الى الشهادة وقالت ليس هناك اي شيء من هذا الاجتماع اطلق سراحها وهي كانت في الاجتماع وعلمت بالمعلومات الخطيرة". وأضاف: "يقال ان زاراي أهدى حبيب جهاز كومبيوتر جديداً بدل القديم، ان حبيب لم يكن لديه كومبيوتر قديم، والجديد وصل منذ أقل من أسبوع ولم يعمل عليه ولم يوصله ب"انترنت". ونتساءل ما هي هذه البراهين التي يقدمونها والتي لا تدخل في عقل احد، والبطريرك لا يريد ان يحصل ذلك مع أبنائه ويتهمونهم بأشياء هم براء منها".