الدمام - "الحياة" - لن يكون يوم غد يوماً عادياً في فكر وعقل واحاسيس جماهير كرة القدم السعودية، خصوصاً انها تركت ملعب الامير فيصل بن فهد في الاسبوع الماضي بمشاعر مختلطة بين القبول وعدمه اثر هدف الانقاذ الذي سجله عبيد الدوسري في مرمى منتخب البحرين مجنباً منتخبه خسارة غير متوقعة في اولى مباريات الجولة الأولى من التصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2002. اما لماذا لن يكون هذا اليوم عادياً؟ فذلك لأن "الأخضر" سيلعب مباراته الثانية في طهران امام منتخب ايران الخبير والقوي. مباراة صعبة المباراة المرتقبة غداً لن تكون سهلة على الطرفين، خصوصاً على المنتخب السعودي الذي يلعب خارج ارضه، والذي لم تمنحه مباراته امام البحرين اي شيء باستثناء النقطة والخيبة وصدمة لامست وجدان جماهيره وما اكثرها، ورسمت علامة استفهام كبيرة حمراء حول المنتخب بسبب الاداء السيئ الذي لم يخلّف سوى القلق والحزن. فنجومه لم يسجلوا في مباراتهم الاولى علامات تذكر، ولم ينقذه من الخسارة سوى هدف الدوسري الذي خطفه في الدقائق الاخيرة فكان التعادل العادل ل"الأخضر" والظالم للبحرين الذي فرض تكتيكه واضعاً "الأخضر" في ورطة ألقت بظلال ثقيلة على حلم التأهل الثالث على التوالي!! أين المستوى؟ قدّم محترفو "الأخضر" ونجومه أداء باهتاً ضعيفاً فيه من الاستسلام وعدم الاهتمام الشيء الكثير وقلة الجدية الشيء الأكثر!! ومن دون ان يكون لدى مدربهم اليوغوسلافي سلوبودان سانتراتش اي فكرة عن المستوى الذي وصلت اليه اللعبة في البحرين. والمباراة برمتها كانت مثيرة للاهتمام، وبقدر ما كانت مفجّرة للطاقات البحرينية مؤكدة تفوقهم في الأداء الجماعي المشترك على المستوى العام، بقدر ما كانت مؤشراً على نقص واضح في مستوى نجوم "الأخضر"، ونقص في الناحيتين الهجومية والدفاعية، وانعدام التوازن في خط الوسط نهجاً واسلوباً وفكراً كروياً، فكان ان ظل المنتخب خاسراً بهدف بحريني سجله نجمه محمد سالمين في الدقيقة 18 حتى قبل نهاية المباراة بدقائق معدودة!! وعندها فقط جاء التعادل!! الظالم للبحرين الافضل في كل شيء. صدمة مفيدة ان النقص الفني الذي ظهر في الاداء السعودي من الضروري ان يفيده في مباراته الصعبة والمهمة امام منتخب ايران المرتاح على ارضه وبين جمهوره مع نجومه المحترفين!! فهل سيتمكن "الأخضر" من الخروج من طهران بتعادل مرغوب اذا لم نقل فوزاً مطلوباً يعوّضه عن نقاطه التي خسرها على ارضه وبين جماهيره؟! وبقدر ما يخصّنا الامر بالنسبة الى المنتخب السعودي بقدر ما نحتاج الى التركيز، ليس نحن بالطبع بل المنتخب مع نجومه ومدربه الذين لم يستفيدوا ولو بقدر بسيط من تجارب الآخرين، وفي مقدمهم منتخب الكويت الذي اخطأ مدربه كثيراً في الدور الاول من التصفيات بعدما استبعد عدداً من النجوم فكانت الخسارة والخروج المبكر من التصفيات، ومثله كان حال المنتخب السوري، فوجدنا سانتراتش يبعد او يؤجل مشاركة لاعب قدير مثل سامي الجابر شوطاً كاملاً، وما رافق ذلك من برود الاداء وظهور مساحات فارغة في صفوف المنتخب، والسبب العقلية الكروية لسانتراتش، وأيضاً رومانسية اللاعبين التي طالما حذرنا منها ومن مغبة اللعب بغير جدية. التركيز والسرعة لقد كان التكتيك الجيد لمنتخب البحرين والمنفذ بسرعة عالية مع استيعاب فكرة اللعب، هو المعيار الاول لخروجه من الارض السعودية كاسباً النقطة، ناسفاً كل التوقعات الحذرة التي صبت في مصلحة "الأخضر" الذي لم يعد امامه في مباراته الثانية المرتقبة الا ان يمارس تكتيكاً مغايراً، وبأقصى قدر من التركيز والسرعة، والنجوم تحديداً مطالبون بالتعامل مع التمريرات السيئة مثل تعاملهم مع التمريرات الجيدة، وهذا يعني ان "الأخضر" مطالب بإعادة النظر في كل تكتيكه، وعلى لاعبي خط الوسط ان يكونوا اكثر فاعلية وحركة، لكن كيف؟ الجواب عند اللاعبين والمدرب، وليس امامنا قبل اللقاء الكبير الا ان نشجع الصقور الخضر ونحثّهم على اتقان تكتيكهم وان يطوروا نقل كراتهم وأن يحسنوا من نظام لمسهم الكرة وآليته. لقد صار من الصعب علينا الآن قبول اي تعثر، وبالتأكيد يملك "الأخضر" قدرات كثيرة وكبيرة لم تظهر في المباراة الأولى وحتى قبل المباراة الاولى، ونسأل من غيّب القدرات السعودية؟! وهل ستظهر في المباراة الثانية؟! بالتأكيد يجب ان تظهر اذا كان "الأخضر" يريد حقاً مواصلة السير نحو تأهل ثالث على التوالي الى نهائيات كأس العالم!! فهل سيفعل؟! الجواب بالطبع عند اللاعبين وعند المدرب سانتراتش اذا عرف الاخير كيف يتجنب اخطاء الامس الصدمة!! ... وأيضاً صعبة ! واذا كانت المباراة الثانية صعبة ل"الأخضر"، فالمباراة الثانية لمنتخب البحرين المتطور والواثق امام العراق لا تقل عنها صعوبة. وتبدو فرصة البحرين كبيرة، فهو من الناحية الحركية اسرع من منافسه العراقي الذي يمتاز بلياقة بدنية عالية لكنه يفتقر الى السرعة، ولا شيء هناك يمنع الطموح البحريني ان يكون تصاعدياً، فمن استطاع ابعاد الكويت والتعادل مع السعودية في الرياض بامكانه ان يفعل الكثير امام منتخب له تاريخ لكنه لا يملك ذلك القدر من المهارات وفنون لعب الكرة السريعة العصرية المانحة الفوز والانتصار. والثابت ان منتخب البحرين قادر على تقديم اداء ايجابي جيد وفي امكانه ايضاً ان يكون الرقم الصعب في هذه التصفيات او العقدة التي يصعب حلها وفك رموزها وشيفرتها. رحلة وأمل بالفوز ويستعد منتخب الامارات الذي "ضرب" اوزبكستان في ابوظبي 4-1 لرحلة طويلة شاقة وصولاً الى المدينةالصينية شينيانغ، ومن ثم خوض مباراة صعبة امام منتخب الصين الجالس في هدوء يراقب منتخبات مجموعته بعيون مدربه "الثعلب" الصربي بورا ميلوتينوفيتش تحدوه طموحات كبيرة في تسجيل اول تأهل الى نهائيات كأس العالم، والاعتقاد السائد هناك ان الصين مهد اللعبة. وتبدو طموحات الصين هذه المرة مشروعة بقيادة بورا صاحب الخبرة الكبيرة في قيادة وايصال المنتخبات الطامحة الى المناسبات الكبيرة، ولا نعتقد ان منتخب الامارات في امكانه ان يخرج من ملعب شينيانغ بانتصار مشابه لانتصاره على منتخب اوزبكستان، وان كنا نتمنى ان يفعلها ويوقف مستضيفه عند حدود سوره الكبير، وعليه ان يضحك في عبه سعيداً لو تمكن من الخروج متعادلاً في اللقاء الصعب المرتقب. تعويض امام اوزبكستان ويريد منتخب قطر وهذا ايضاً ما يتمناه ملايين العرب ان يمسح آثار تعادله في الدوحة مع منتخب عمان بفوز يحققه في طشقند على منتخب اوزبكستان في المباراة التي ستجمعهما في 26 الجاري، ومن حق "العنابي" ان يفكر بفوز كبير يحققه خارج ارضه وهو الذي وقع في فخ التعادل السلبي مع عمان في افتتاح الجولة الاولى من منافسات المجموعة الثانية، وبهذا اهدر القطريون نقطتين ثمينتين على ارضهم، فهل سيتمكنون من تعويضهما في طشقند، ومن ثم يواصلون المشوار بثقة اكبر في مبارياتهم المتبقية؟!