لم تسفر زيارة الرئيس السوري بشار الأسد للكويت والتي انتهت أمس، عن جديد في شأن المسألة العراقية - الكويتية، ومال مسؤولون في الجانبين الكويتي والسوري إلى التركيز على أهمية الزيارة للعلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، مع تأكيد عدم تأثر هذه العلاقات بالتقرب السوري الأخير إلى بغداد. في الوقت ذاته، رفض الكويتيون أمس عرضاً عراقياً باجراء محادثات مباشرة لمعرفة مصير الكويتيين الذين أسرتهم قوات الاحتلال العراقي، وأكدوا أن حل هذه القضية يجب أن يتم من خلال قرارات مجلس الأمن. وغادر الرئيس الأسد الكويت أمس بعدما مدد زيارته يوماً، ونفى النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد، رداً على سؤال صحافي، أن يكون شيئاً من عدم الاتفاق بين الجانبين حول موضوع ما هو سبب التمديد. وزاد أن التمديد "تأكيد من الرئيس الأسد على طيب العلاقات واستجابة لرغبة من سمو الأمير" الشيخ جابر الأحمد الصباح. وجدد نفيه وجود وساطة سورية بين الكويتوالعراق، وقال: "لم نبحث مثل هذا الأمر"، مشيراً إلى أن المحادثات شملت مواضيع سياسية واقتصادية. ووصف وزير الإعلام الكويتي الشيخ أحمد الفهد الصباح الزيارة بأنها "ناجحة"، لافتاً إلى أن ثمارها تمثلت في "تعزيز العلاقات وتطابق الرؤية الواضحة للعلاقات العربية - العربية، والوضع في المنطقة"، وكذلك "دعم العلاقات التجارية بين الكويت وسورية". واعتبر أن تمديد زيارة الأسد "دليل على نجاحها"، نافياً أن التقرب السوري إلى بغداد سبب لتوتر في العلاقات مع دمشق، وزاد: "هذا غير صحيح والكويت أبدت ارتياحها إلى تعزيز العلاقات العربية - العراقية في الجانب الاقتصادي". وسُئل هل قدم الأسد تطمينات إلى أن علاقات دمشق مع النظام العراقي لن تكون على حساب الكويت، فأجاب: "لسنا في حاجة إلى مثل هذه التطمينات، وهناك كثير من التجارب بيننا وبين سورية دلت على أن سورية صاحبة مبادئ ولن تتخلى عنها". ونفى أن الكويت ستحمّل الجانب السوري رسالة إلى بغداد. وأعلن في دمشق أمس أن محادثات الأسد والشيخ جابر كانت "مثمرة"، وتناولت إلى العلاقات الثنائية "ما يجري في الأراضي العربية المحتلة والاعتداءات على الشعب الفلسطيني، ووسائل دعم الانتفاضة وتفعيل التضامن العربي في مواجهة التحديات المحدقة بالأمة العربية". على صعيد ملف الأسرى الكويتيين، رفض الشيخ صباح الأحمد العرض الذي قدمه العراق أمس، على لسان وزير خارجيته ناجي صبري، باجراء محادثات مباشرة في إطار جامعة الدول العربية لحل هذه القضية. وقال: "لم نستلم رسمياً شيئاً عن هذا، لكن الموضوع نبحثه من خلال قرارات مجلس الأمن وليس الجامعة". ووصف وزير الإعلام الشيخ أحمد الفهد الاقتراح العراقي بأنه "محاولة لاختراق القرارات الدولية وتسييس هذه القضية الإنسانية". وتابع: "نتمسك بالقرارات الدولية ولن نسمح بمثل هذا التكتيك السياسي والتلاعب بالألفاظ أو محاولة النظام العراقي الخروج من المأزق".