هل تفتح الخلايا الجذعية باباً جديداً في جراحة القلوب، وتُشكّل بديلاً مما هو اصطناعي، وكذلك من نقل القلب من إنسان إلى آخر، وما يرافق ذلك من مشكلات جمّة؟ ففي وقت تناقلت وشكالات الأنباء، أخيراً، خبر مشي أول مريض يحمل القلب الإصطناعي الجديد "أبيو كور" Abiocore، وهو أول جهاز قلب متكامل قابل للزارعة كلياً في الصدر، حدث تطور مهم في مجال آخر، تزامن مع قرار الكونغرس حظر تجارب استنساخ البشر التي تُستخدم فيها خلايا جذعية. فقد توصّل علماء في إسرائيل إلى استخراج "قلب طبيعي" باستخدام مجموعة من الخلايا الجذعية، زرعوها في أطباق المختبر، وتدخلوا في تطورها ووجهوها لتُشَكِّلَ قلباً. ووصف أحدهم هذه التجربة بعبارة مثيرة: "نَبَضَ القلب في طبق المختبر"! ودرءاً لكل لبس، فإن ما نجم عن هذه المحاولة العلمية هو قَلبٌ في مرحلة أولية من التطور، أي أنه يشبه قلب جنين في الأشهر الأولى من الحمل. والمعلوم أن الخلايا الجذعية تظهر في المراحل المبكرة التي تلي تلقيح البويضة بالحيوان المنوي. وعندها، يكون الجنين مجرد كيس صغير، تظهر الخلايا الجذعية على جداره الداخلي. ثم تنمو تدريجاً، وتتجمع كل مجموعة صغيرة منها لتؤلف عضواً معيناً من أعضاء الجسم المختلفة. وتصنع إحدى المجموعات عيناً والأخرى قلباً والثالثة كلية... وهكذا دواليك. ومن الناحية الافتراضية، يمكن استعمال تلك الخلايا لصنع أي عضو في الإنسان. ومن الدوافع المهمة التي شجعت العلماء على التفكير في استعمال الخلايا الجذعية مصدراً للأعضاء، أن الجسم لا يرفض الأعضاء الآتية من تلك الخلايا. ويعزى السبب في عدم رفض أعضاء صُنِعَت من خلايا جذعية، إلى كون الأخيرة من خلايا الإنسان الأولية، وتظهر في العمر المبكّر للجنين. وعندها، يكون تركيب الجينيات فيها مثل الصفحة البيضاء، ولا تتضمن ما يميز خلايا هذا الشخص وأنسجته وأعضائه عن الآخر. ويعترض كثيرون على أخذ الخلايا من الأجِنَّة، والحال أن الجنين الذي تؤخذ خلاياه الجذعية يتلف فوراً، وهو عمل يوازي الإجهاض عمداً. ويخشى كثيرون ظهور سوق رقٍ مُشينة، إذ قد ترغم نساء على الحمل بقصد الحصول على جنين يستخدم في صناعة الأعضاء من الخلايا الجذعية! وقبل أيام، استخلص علماء بريطانيون أنسجة كلية صالحة للاستخدام البشري، من خلايا جذعية أُخِذت من نخاع العظم. وتعدّ هذه الخطوة ومثيلاتها من البدائل الممكنة من الحصول على خلايا جذعية من أجنَّة بشرية.