ارتفع سعر بيع الدولار الاميركي في المصارف التجارية ومؤسسات الصرافة السعودية من 3.76 الاسبوع الماضي الى 3.78 ريال أمس نتيجة نقص "موقت" إثر نمو الطلب على العملة الأميركية عن معدلاته العادية من جهة وعمليات سحب كبيرة غير متوقعة في مدينة جدة من جهة أخرى. ومعلوم ان سعر صرف الدولار إزاء الريال في السعودية مستقر منذ فترة طويلة عند 3.75 ريال للدولار. لكن السعر يختلف بين المصارف ومحلات الصرافة بيعا وشراءً، اذ تباع العملة الاميركية بما يراوح بين 3.76 و 3.77 في المصارف التجارية وب3.75 ريال لدى الصيارفة. وقال المستشار المصرفي السعودي السيد عبدالله سموم ل"الحياة" ان المصارف التجارية "غير ملزمة بموجب النظام توفير العملات الاجنبية للسوق المحلية". وأضاف ان المصارف التجارية لا تمانع في فتح حسابات بالدولار لعملائها بعمولة تراوح بين 1/4 و1/16، وتصرف لهم دفاتر شيكات بالدولار مسحوبة على مصارف تتعامل معها في نيويورك، موضحاً انه في حال رغب العميل في صرف شيك بالدولار، عليه ان يشترى من المصرف بحسب الاتفاق وسعر الصرف السائد وقانون العرض والطلب. وتحصل السوق السعودية على الدولار من طريق جهات معروفة وفق شروط محددة اضافة الى ما يجلبه الحجاج والمعتمرون الذين يساهمون في نقل العملات على اختلافها. وقال مصرفيون ل"الحياة" ان وجود النقد بكميات كبيرة "مكلف في العادة، ما يدفع المصارف الى الحد من ارتفاعه سواء في صناديقها الرئيسة لدى مؤسسة النقد او فروعها، وبالتالي فإن فروع المصارف التجارية في السعودية لا تحتفظ الا بكميات محدودة لتأمين حاجات عملائها". ويتفق المصرفيون على ان نقص الدولار أخيراً في بعض المدن الرئيسة في السعودية "موقت" ويعود الى ظروف السوق، مؤكدين وجود كميات كافية لتلبية الطلب في حال استمر ارتفاعه. ويحرص السياح السعوديون على رغم امتلاكهم بطاقات ائتمان مصرفية، على حمل النقد لمواجهة حالات الطوارئ. وتشير احصاءات العام الماضي الى ان السعوديين انفقوا 11.6 بليون دولار عن طريق بطاقات "فيزا"، بنسبة نمو بلغت 35 في المئة عن الاعوام السابقة، وبلغ عدد البطاقات 1.78 مليون. كما يحرص عدد كبير من الاثرياء السعوديين على حمل النقد معهم بمبالغ كبيرة خلال اجازاتهم السنوية ورحلاتهم العملية لاسباب عدة. ويتصدر الدولار قائمة اهتماماتهم الى جانب بعض انواع العملات الاوروبية والريال السعودي. ولفت المصرفيون الى ارتفاع طفيف لسعر صرف الريال اخيراً امام الدولار، ما أدى الى احجام المتعاملين عن الشراء في انتظار ان تطرأ على اسعار الصرف بعض التعديلات الايجابية، وهو ما ساهم في النقص الموقت للدولار في السوق. وقال كبير الاقتصاديين في "البنك الاهلي التجاري" سعيد الشيخ ل"الحياة" ان مستوى السيولة النقدية في السوق المحلية ارتفع بنحو 13 في المئة بين كانون الاول ديسمبر الماضي والاسبوع الجاري من 114.5 الى 128.5 بليون ريال بما يمثل اعلى نسبة نمو للسيولة في الأعوام الاربعة الاخيرة. وكانت نسبة نمو الودائع في المصارف التجارية في السعودية ارتفعت أخيراً بنحو 18.37 بليون ريال 4.8 بليون دولار.