} أبدت الحكومة السودانية وحزب الأمة المعارض اهتماماً باللقاء الذي دعت اليه طرابلس، من أجل جمع الفرقاء السودانيين في اطار المبادرة المصرية - الليبية. وفيما اجرى الرئيس عمر البشير وزعيم حزب الأمة السيد الصادق المهدي محادثات "ايجابية" في هذا الشأن، بحث وزير الاعلام السوداني السيد مهدي ابراهيم في القاهرة في المبادرة مع وزير الخارجية السيد أحمد ماهر. واذا كان من المتوقع ان تحضر الأطراف السودانية الأخرى لقاء طرابلس، فإن مستوى تمثيلها قد يكون مخفوضاً على نحو قد لا يؤدي الى النتائج المرجوة. أجرى الرئيس السوداني عمر البشير محادثات مع زعيم حزب الأمة المعارض السيد الصادق المهدي ركزت على مواقف أطراف النزاع واقتراحات مصر وليبيا لجمع الفرقاء السودانيين التي نقلها الى الجانبين أمين اللجنة الشعبية وزير للوحدة الافريقية الليبي الدكتور علي عبدالسلام التريكي أخيراً. وقبلت الحكومة وحزب الأمة دعوة دولتي المبادرة مصر وليبيا للمشاركة في اجتماع يضم اطراف النزاع يعقد في طرابلس في 28 آب اغسطس الجاري، للاتفاق على الخطوة المقبلة. ووصف مسؤول في حزب الأمة لقاء البشير والمهدي ليل أول من امس بأنه كان ايجابياً. وقال انه ناقش تطورات المبادرة في ضوء مواقف أطراف النزاع واقتراحات دولتي المبادرة. الى ذلك، تحدثت تقارير صحافية عن ان القيادة الليبية وجهت الدعوة الى زعماء كل الاحزاب السودانية الى لقاء طرابلس، وتأكد حتى الآن مشاركة الحكومة وحزب الأمة، وتوقعت مصادر مطلعة مشاركة "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة جون قرنق بوفد على مستوى من الكوادر الوسيطة، وكذلك مشاركة "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض بوفد يرأسه الفريق عبدالرحمن سعيد الذي كلف متابعة ملف المبادرات. وفي مثل هذه الحال يصبح مستوى اللقاء مخفوضاً في حال انعقاده. ولا يتوقع حىنئذ ان يتفق على خطوات عملية جادة نحو عقد ملتقى الحوار الوطني وتضييق شقة الخلاف على قضايا جوهرية ظلت عقبة امام اقرار مصالحة وطنية شاملة. ويشار الى ان مصر وليبيا غير متفقتين على عقد قمة عربية - افريقية غير رسمية في طرابلس مطلع الشهر المقبل لتسريع خطوات المصالحة في السودان. وتميل القاهرة الى انجاز مشروع التسوية السياسية في السودان من دون الحاجة الى اشراك أطراف أخرى عربية أو افريقية أو دولية، في حين تعتبر القيادة الليبية ان ملف الجنوب السوداني يحتاج الى ذراع افريقية غير عربية تساعد في تسويته. وفي هذا الاطار زار التريكي كلاً من القاهرةوالخرطوم ونيروبي وكمبالا. اما كينيا التي ترأس اللجنة الخماسية في المنظمة الحكومية للتنمية "ايغاد" المعنية بملف السلام في السودان، فتعارض بشدة انتقال الملف الى القاهرة أو طرابلس أو الاثنتين. كما تعارض حتى فكرة توسيع "ايغاد" لتشمل أطرافاً اخرى من خارجها. ووصل الى الخرطوم السكرتير التنفيذي ل"ايغاد" الدكتور عطاالله بشير الذي قال للصحافيين امس ان المنظمة لم تتلق حتى الآن أي دعوة من مبادرة "ايغاد" أو المبادرة المصرية - الليبية، مشيراً الى ان الدعوة تحتاج الى انعقاد قمة لرؤساء دول وحكومات "ايغاد" للبت في الأمر. واستبعد امكان الدمج أو مجرد التنسيق بين المبادرتين، ولفت الى الاختلاف الجوهري في الطرح والمبادئ العامة. اذ اهتمت "ايغاد" بمشكلة الحرب في جنوب السودان وحددت مبادئ وافق عليها طرفا النزاع، بينما اتجهت المساعي المصرية - الليبية لحل قضية السودان كله بغير تلك المبادئ وباقتراحات وأطراف جديدة. في القاهرة، أعلن وزير الاعلام السوداني السيد مهدي ابراهيم، عقب لقائه وزير الخارجية المصري السيد أحمد ماهر امس، ان محادثاته تطرقت الى المبادرة المصرية - الليبية. وقال رداً على سؤال عن خلافات على تنفيذ المبادرة، خصوصاً ما ذكر عن رفض قرنق لها، ان "المبادرة المصرية - الليبية اشمل من ان تكون محصورة في قرنق الذي يعتبر واحداً من الفرقاء".