أنهى أمين اللجنة الشعبية العامة وزير للوحدة الافريقية الليبي الدكتور علي عبدالسلام التريكي محادثاته أمس في الخرطوم، بإعلان تشكيل أمانة عامة، تضم اعضاء من مصر وليبيا اللتين تقودان مبادرة للوفاق في السودان. واكد وزير الخارجية المصري السيد احمد ماهر ان ترتيبات تجري حاليا لعقد اجتماع، الاسبوع المقبل، في طرابلس في اطار المبادرة. أعلن أمين اللجنة الشعبية العامة وزير للوحدة الافريقية الليبي الدكتور علي عبدالسلام التريكي، الذي اختتم أمس زيارة للخرطوم استمرت يومين، تشكيل أمانة عامة للمبادرة المصرية - الليبية للوفاق والسلام في السودان. وتتابع الأمانة العامة مواقف القوى السياسية السودانية من المبادرة، ورفع تقرير إلى وزيري خارجية البلدين قبل 10 أيلول سبتمبر المقبل، تمهيداً لعقد اجتماع يضمهما مع نظيرهما السوداني لتحديد موعد الملتقى التحضيري الذي يجمع الحكومة والمعارضة. وأبلغ المسؤول الليبي رسالة من العقيد معمر القذافي إلى الرئيس السوداني عمر البشير تتعلق بتنشيط مساعي إقرار مصالحة وطنية في البلاد، وتعزيز العلاقات. وعقد لقاء مع زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي في حضور عدد من قادة حزبه ناقش الخطوة المقبلة في المبادرة المشتركة. وأجرى التريكي ووزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل اتصالاً هاتفياً مع الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى عرضوا فيه مستقبل جهود التسوية السياسية في السودان، وتنسيق المساعي العربية والافريقية لإنهاء الحرب الأهلية والوفاق بين الفرقاء السودانيين. وذكر بيان عن حزب "الأمة" ان التريكي اطلع المهدي على تطورات المبادرة المصرية - الليبية واستمع إلى وجهة نظره واقتراحاته لانجاح المبادرة وتسريع خطوات الحل السياسي الشامل، ونقل دعوة من القذافي إلى المهدي لحضور احتفالات بلاده بمرور 32 عاماً على تقلده السلطة. ووصف التريكي زيارته الخرطوم بأنها كانت ناجحة. وقال للصحافيين قبل مغادرته إن محادثاته مع القيادة السودانية وأطراف معارضة ركزت على "سبل انجاح المبادرة المصرية - الليبية، وتعزيز العلاقات الثنائية"، موضحاً أن لجنة المتابعة السودانية - الليبية ستعقد لقاء في طرابلس قريباً، كما ستعقد لجنة التكامل بين البلدين اجتماعاً قبل منتصف الشهر المقبل. إلى ذلك، بات مرجحاً ارجاء عقد قمة عربية - افريقية في طرابلس مطلع الشهر المقبل في شأن السودان. وأفادت مصادر ديبلوماسية ان القاهرة غير متحمسة للمشاركة الافريقية في جهود المصالحة السودانية، خصوصاً في هذه المرحلة الأولية، خشية ان تعمل الدول الافريقية في منظمة "السلطة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا" ايغاد على ارجاع قضية تقرير مصير جنوب السودان إلى أجندة المفاوضات، في حين تشعر طرابلس بأن مبادرتها في شأن الاتحاد الافريقي ستتعرض إلى انتكاسة، إن هي سارت في طريق المصالحة السودانية بجهد عربي خالص بعيداً عن دول "ايغاد". في القاهرة، اعلن وزير الخارجية المصري السيد احمد ماهر ان اجتماعا يجري الترتيب له حالياً يعقد الاسبوع المقبل في طرابلس في إطار المبادرة المصرية - الليبية. وقال إنه ستتم "دعوة الفرقاء السودانيين معنا لدراسة الخطوة التالية". وذكر انه بحث مع التريكي خلال زيارته لمصر قبل أيام، اسلوب تحريك المبادرة المشتركة "ضماناً لوحدة السودان وسلامة وأمنه". وحدد ماهر الثوابت المصرية في الشأن السوداني وقال:"ان مصر تقف وقفة صلبة وقوية الى جانب وحدة السودان وتقوم بمساعدته في تسوية مشاكله حتى يعيش كل ابنائه في أرضه أخوة مواطنين متساويين في الحقوق والواجبات من دون أن يسمحوا لقوى خارجية لها مصلحة في تفتيت السودان ان تحقق أهدافها". لكن مصادر في المعارضة السودانية في القاهرة نفت ان تكون تلقت اي دعوة الى اجتماع طرابلس. وأعلنت عن ترحيبها بأي لقاء في إطار المبادرة المشتركة باعتبارها الفرصة الاخيرة والوحيدة المتاحة الآن لحل الأزمة في السودان. من جهة أخرى، وصلت إلى ميناء بورتسودان باخرة أميركية تحمل على متنها 13 ألف طن قمحاً مساعدات إنسانية من واشنطن إلى السودان للمساهمة في درء آثار الجفاف والفجوة الغذائية التي ضربت مناطق واسعة في غرب البلاد وشرقها وجنوبها. كما بدأ برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة توزيع مواد غذائية في شرق السودان.