زافين كيومجيان مقدم برنامج "سيرة وانفتحت" على تلفزيون "المستقبل"، يطرح مواضيع حساسة، نابضة في نواحي المجتمع، ويلاقي هذا البرنامج شعبية واسعة. وكان كيومجيان بدأ مسيرته في التلفزيون منذ قرابة عشر سنوات في تلفزيون لبنان، حيث قدم برامج اضافة الى تقديمه نشرة "الأخبار". ثم انتقل الى "المستقبل" وشرع في تقديم "سيرة وانفتحت" البرنامج الذي ما زال مستمراً منذ أكثر من سنتين. عن تجربته الاعلامية تحدث كيومجيان، شارحاً ومفسراً تفاصيل كثيرة تحدث داخل الشاشة الصغيرة. نبدأ من برنامج "سيرة وانفتحت" الذي تقدمه اسبوعياً على محطة "المستقبل"، ماذا تخبرنا عنه وعن مميزاته؟ - "سيرة وانفتحت" هو استمرار لمسيرة بدأتها من عام 1993 في تلفزيون لبنان، برنامج يندرج ضمن اطار "توك شو" ويقدّم قضايا اجتماعية وسياسية وحالات انسانية بقالب عصري، وقد اتسعت شهرة البرنامج عربياً على عكس البرامج التي كنت أقدمها في تلفزيون لبنان التي بقيت في الاطار المحلي. تجربتك في تلفزيون لبنان هل تعتبر انها كانت بمثابة حقل تجارب أوصلك الى ما أنت فيه اليوم؟ - لا شك في أن المرحلة التي عملت فيها في تلفزيون لبنان كانت بمثابة حقل تجارب بالنسبة إلي، ولا تنسى انني بدأت في التلفزيون عندما كان عمري 20 سنة، واليوم شارفت على الثلاثين، يعني أنا اليوم في حال نضوج. لقد تطورت مسيرتي الاعلامية، وتعلمت كثيراً من أخطاء الماضي، وأُلاحظ هذا التطور من خلال المواضيع التي أطرحها اليوم في "سيرة وانفتحت"، إذ انني أطرح هذه المواضيع من جديد، أكررها، ولكنني أقدمها بصورة مختلفة، متفوقة على أعمالي السابقة. ففي السابق كنت في عمر المراهقة، واليوم صرت في عمر النضوج. بماذا يتميز "سيرة وانفتحت"؟ - يتميز بشمولية موضوعاته وكثرة ضيوفه وتطرقه الى أعقد التفاصيل والحالات المستترة في المجتمع. كثرة الضيوف ألا تؤثر سلباً على موضوع الحلقة؟ - هذه واحدة من المشكلات التي نواجهها، لأن ضيوفنا لا يتقنون لغة تلفزيونية مختصرة، فلو اعتمد الضيف على تكثيف فكرته بكلام أقل لما اضطررت الى مقاطعته. هل يوجد عثرات أو موانع تقف بوجه برنامجك؟ - لا توجد موانع غير طبيعية، فهناك الجانب الاخلاقي الذي يبقى حساساً في أكثر الأحيان، إذ انني أحرص على عدم مسّ أو جرح ضيفي. وأبقى قلقاً عليه وأخاف أن تهتز الثقة بينه وبين الجمهور. فالبرنامج، في شكل أو بآخر، هو منبر يتعرى فيه الضيف، يتعرى أمام الجمهور، ينكشف تماماً، وهذه ليست بالمعنى السلبي اطلاقاً، فالذي يتحدث عن ظروفه وواقعه، مهما كان أليماً فهو يتحدث عن وقائع حقيقية في المجتمع وعليه، فإنني أبقى حريصاً على ضيفي ليبقى خارج أي تفسير سلبي من المجتمع. الى أي هدف يسعى برنامجك؟ - يعتمد برنامجي على فلسفة هادفة الى تحقيق وعي في الذات، وفي المجتمع. لا يهدف "سيرة وانفتحت" الى نشر المواعظ للناس، هذا النوع من العمل التلفزيوني الذي يقدّم الموعظة للمشاهد هو عمل جامد ولا يقدم شيئاً. أنا أسعى الى شخصنة التلفزيون، فالشاشة الصغيرة هي انسان ومهمته مخاطبة الناس وليس ارشادها الى العمل الصالح. انني احاول ازالة الهالة عن التلفزيون، فالتلفزيون هو شخص نتعامل معه وليس هالة مقدسة. لغة التلفزيون يجب أن تكون على تماس مباشر مع المشاهد، لذلك أكون دائماً في برنامجي مستمعاً وأترك لضيفي الحديث. ثم انني أنقل الواقع الى الشاشة، يعني أي مشكلة تواجهني في الحياة أطرحها ضمن حلقة، بمعنى انني واقعي، أقدم النبض اليومي في الحياة العامة، ولا أتردد بطرح مشكلاتي الشخصية واليومية ونقلها الى التلفزيون. نلاحظ ان "سيرة وانفتحت" يقدم في أكثر حلقاته حالات مأسوية أو العكس، كيف تتعرف على هذه الحالات، من يرشدك اليها؟ - استضافة الحالات التي تقصدها يصب في الاطار الذي أسعى إليه وهو شخصنة التلفزيون. أما الوصول الى هذه الحالات فمرده الأول هو لصدقية البرنامج، وأكثر هذه الحالات هي التي تقصد البرنامج، خصوصاً بعد أن تكون ملّت وقطعت الأمل من كل مسؤول طرقت بابه لحل مشكلتها، فتلجأ الى "سيرة وانفتحت" لتطرح مشكلتها، ولأنها تجد في هذا البرنامج منبراً فاعلاً ويمكنها من خلاله رفع الصوت عالياً ومصارحة المجتمع بواقعها. وهناك فريق الاعداد أيضاً يساعد على الوصول الى هذه الحالات. هل يوجد خطوط لا يمكن للبرنامج تجاوزها؟ - أبداً. المهم أن تكون الحلقة ضمن اطار الاحترام لكل الأفكار. الحلقة التي تناولت موضوع الرقص الشرقي توقفت في منتصفها، ثم وعد تلفزيون المستقبل بأنها ستُبثّ لاحقاً ولم يحصل ذلك، كيف تبرر ذلك؟ - حلقة الرقص الشرقي توقفت لسبب تقني بحت ولا لأي سبب آخر. كم هو عمر "سيرة وانفتحت"؟ - سنتان. كيف تفسر مسيرة برنامج في السنتين؟ - جئت من الفشل في السنة الأولى، الفشل في تلفزيون لبنان وهذا الفشل صنع نجاحي، وفي السنة الثانية أعطيت لبرنامجي عنواناً يقول: عبّر عن نفسك، وليس عيباً اذا تكلمت خطأ. بمعنى آخر: علّي صوتك. وفي السنة الثالثة سيسعى برنامجي الى علاقات ومراحل عمر. عندما تتحاور مع ضيوفك، هل تبقى محايداً أم تتبنى وجهة نظر معينة في الموضوع المطروح؟ - قلت لك في بداية الحديث انني أسعى الى شخصنة التلفزيون، وعلى هذا الأساس أعمل وعليه، فإنني أتبنى دائماً وجهة نظر في الموضوع المطروح، لا أستطيع أن أبقى محايداً كمن يدير ندوة. فأنا أجاوب وأتبنى أفكاراً وحلولاً في أكثر المواضيع المطروحة. وهذا ما جعل الناس تطلب رأيي دائماً في المواضيع. هل تعتبر ان "سيرة وانفتحت" فتح أفقاً جديداً في التلفزيون؟ - لا أعرف. المذيع، دائماً، يصنع نفسه ويعطيها هالة. "سيرة وانفتحت" هل هو فكرة جديدة أم انه مقتبس من برامج أجنبية؟ - شبيه برنامج أميركي. هل تسعى لأن يكون "سيرة وانفتحت" طويل الأمد؟ - هذا النوع من البرامج يجب أن يستمر طويلاً وان يكون ملك الوقت، وأنا أسعى الى هذا. ألا تعتقد أن المواضيع ستنضب يوماً؟ - طالما الحياة مستمرة فهناك مواضيع مستمرة. هل ترى ان التلفزيون يعمل على تثقيف المشاهد؟ - التلفزيون هو وسيلة ترفيه وتسلية أولاً، ثم صورة، وهو وسيلة للمعلومات ووسيلة أخبار وتعريف. ليس التلفزيون وسيلة تثقيف ولكن، عليه أن يقدم خدمة التثقيف بأفضل وسيلة مسلية. أهم ما في التلفزيون هو الصدق، الناس تحب الصدق أكثر من التنظير. على التلفزيون انت انسان، واذا استطعت اثبات ذلك يمكنك أن "تبيع بضاعتك". ماذا تعني لك النجومية؟ - الشعور بالنجومية هو عائق أمام الصدق وليس لمصلحة العمل التلفزيوني الناجح. كيف هي علاقتك بالثقافة؟ - انني احترم الثقافة الشعبية. هل من رمز فني في حياتك؟ - أنا أحترم الفن الحديث، وأعتبر ان الفنانة نوال الزغبي تمثلني أكثر من أم كلثوم. يعني انك مع القطيعة مع الماضي والتراث؟ - لكل زمن رموزه، ورموز الزمن الحاضر هم طبعاً غير رموز الزمن الماضي.