} لندن - "الحياة" - انتقد معلقون إسرائيليون احتلال القوات الإسرائيلية "بيت الشرق" المقر غير الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية في القدسالشرقية على أساس أنه خطوة تدفع المقدسيين إلى الانخراط في الانتفاضة وتركز الأنظار على قضية القدس. وكتب روني شيكد أمس في "يديعوت أحرونوت" تحت عنوان "هدية إلى عرفات" أن من الصعب فهم "لماذا كان هذا الرد على هجوم ارهابي نفذه انتحاري من قرية صغيرة قرب جنين". وأضاف ان نشاط "بيت الشرق" تقلص في الأشهر الأخيرة "وبقيت البناية يتيمة منذ وفاة فيصل الحسيني، ونسيت البناية كلياً تقريباً إلى أن جاءت إسرائيل وايقظت النائمين، فحولت المبنى مرة أخرى من رمز لليمين الإسرائيلي إلى رمز فلسطيني، وركزت الانتباه على الصراع على القدس. إنها هدية إلى عرفات". وقال شيكد إن الانتفاضة "لم تنجح حتى الآن في جر سكان القدسالشرقية إلى المشاركة في الاشتباكات العنيفة ... والآن وبعد اغلاق بيت الشرق، فإن لديهم سبباً ليصبحوا عنيفين. وتبديل الأعلام بالقوة لا يجعل القدس إسرائيلية أكثر". وأضاف ان "بيت الشرق" ملك خاص ومن المستبعد أن حكومة ارييل شارون ستستطيع أن تثبت للمحكمة العليا الإسرائيلية أنه كان مصدر تهديد للأمن. وأضاف ان "رفع العلم الإسرائيلي على سطح المبنى لم يجعل العالم يعترف بسيادة إسرائيل على القدس"، وان إسرائيل ستواجه ضغوطاً للخروج من المبنى، بما في ذلك ضغط من الولاياتالمتحدة. وتحت عنوان "بيوت فارغة" كتب ناحوم برنياع في الصحيفة ذاتها ان الحكومة الإسرائيلية مغرمة بضرب البيوت الفارغة، لكنها اختارت البيت الخطأ هذه المرة لأن "بيت الشرق" فقد جاذبيته منذ سنوات مع توقف الزوار الأجانب عن الذهاب لزيارته وبعد وفاة فيصل الحسيني. و"باستثناء حوادث قليلة معزولة لم تؤثر الانتفاضة في سكان القدسالشرقية إلى أن جاء شارون وأخرج بيت الشرق من أعماق النسيان". وأضاف: "الزمن سيكشف ما هو الثمن الذي ستدفعه إسرائيل ديبلوماسياً وبالدم، بسبب هذا القرار. قد يكون باهظاً، وقد يمكن تحمله وقد يكون لا شيء. وكانت التظاهرات العنيفة أمس مؤشراً بارزاً، ولكن شارون متفائل دائماً: عندما صعد إلى جبل الهيكل الحرم القدسي في أيلول سبتمبر الماضي لم يتوقع أيضاً إلا أموراً طيبة". وختم بارنياع بالقول إن ياسر عرفات "بالنسبة إلى شارون هاجس مسيطر، ولديه منذ بيروت في 1982 حساب يريد أن يصفيه مع عرفات. وهذا الحساب الشخصي صار بالتدريج سياسة دولة. إنه طريق يفضي إلى عزلة دولية، وانهيار حكومة الوحدة الوطنية. لقد نفي عرفات من بيروت ولكنه نجح مع ذلك في تسديد ضربة سياسية ومعنوية قوية لشارون. هذا هو الدرس الذي يجب تعلمه من 1982. وإذا لم يكن شارون حذراً فإن عرفات سيأخذه إلى الهاوية مرة أخرى".