} دعت حكومة سكوبيا الى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن واتخاذ اجراءات دولية صارمة لوقف تدهور الاوضاع في مقدونيا، فيما استمر القتال الشديد للسيطرة على مدينة تيتوفو وتواصلت التظاهرات المنددة بالولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي. بعثت وزيرة خارجية مقدونيا الينكا ميتريفا رسالة مفتوحة الى الأممالمتحدة وحلف شمال الاطلسي والكثير من الدول الغربية، اوضحت فيها ان اعمال العنف اظهرت ان المقاتلين الألبان "لن يقبلوا خطة لنزع سلاحهم طواعية، حتى ولو وقّعت الاحزاب السياسية الرئيسة المقدونية والألبانية خطة للتسوية السلمية". واقترحت ميتريفا في رسالتها، التي بثتها وسائل الاعلام المقدونية، قيام المجتمع الدولي بتحرك اكثر فاعلية، للمساعدة في إنهاء الأزمة مع المقاتلين الألبان. وعقد "مجلس الأمن القومي المقدوني" اجتماعاً، قوّم الاوضاع في البلاد بأنها "سيئة جداً". وأوعز الى القوات المسلحة المقدونية مواصلة عملياتها "للقضاء على العصابات الارهابية الألبانية". ونقلت محطات تلفزيونية في سكوبيا عن مصادر حكومية ان مقدونيا دعت مجلس الأمن الى عقد اجتماع طارئ "للبحث في الاعتداءات المتواصلة التي تقوم بها عصابات مسلحة ألبانية ضد مؤسسات الدولة المقدونية". واعتبر المراقبون ان لجوء سكوبيا الى مجلس الأمن مؤشر الى استيائها من مماطلة الدول الغربية في تنفيذ التزاماتها إنهاء الحركة المسلحة الألبانية، اضافة الى ما أعلنته الحكومة المقدونية عن توافر معلومات على عدم جدية قوات حفظ السلام كفور التي يقودها حلف شمال الاطلسي في كوسوفو في وضع حد لتسلل المقاتلين الألبان. وأعلنت الحكومة المقدونية الحداد العام امس على مقتل ثمانية جنود في انفجار لغم ارضي، وحمّلت المقاتلين الألبان مسؤوليته، وهو ثاني يوم حداد من نوعه خلال ثلاثة ايام. وتزامن ذلك مع تصاعد المواجهات بين القوات الحكومية والمقاتلين الألبان، للسيطرة على مدينة تيتوفو. وذكر التلفزيون الرسمي في سكوبيا ان القوات الحكومية مشّطت مناطق واسعة في تيتوفو، بعدما أبعدت المقاتلين الألبان عن غالبية الأماكن التي كانوا سيطروا عليها في الأحياء الجنوبية. وحيال اتهام المقدونيين لحلف شمال الأطلسي بالتواطؤ مع المقاتلين الألبان، حاولت حشود المتظاهرين اقتحام مبنى السفارة الأميركية في سكوبيا، لكنها أخفقت بسبب الطوق الذي فرضته قوات الشرطة المقدونية حول المبنى ووجود نحو خمسين جندياً من البحرية الأميركية المارينز في داخله لحمايته. وهاجم المتظاهرون ايضاً عدداً من المتاجر التي يملكها الألبان في سكوبيا ودمروها. وعلى رغم ان المراقبين يرجحون توقيع الجانب المقدوني، غداً الاثنين، لاتفاق التسوية السلمية الذي أُعدّ في محادثات منتجع "اوخريد"، فمن غير المتوقع ان يحظى الاتفاق بمصادقة نواب البرلمان او التأييد في الاستفتاء الشعبي. ومعلوم ان وسائل الاعلام في سكوبيا تطلق على ما ابرم انه "اتفاق الضغوط الغربية". وترى انه سيبقى مجرد حبر على ورق، لأنه لم يحصل من خلال اقتناع مشترك بين المقدونيين والألبان.