تواجه "الاخوة الاعداء" أحمد البخاري عميل الاستخبارات المغربية السابق ومحمد العشعاشي رئيس فرع "مكافحة التخريب" في جهاز "الكاب واحد" ومساعداه عبدالقادر صاكا واحمد المسناوي في مقر الامن الوطني في مدينة الدار البيضاء للمرة الاولى، منذ كشف الاول تفاصيل خطف المهدي بن بركة وقتله ليل 29 تشرين الاول اكتوبر 1965. وكان البخاري قال ان بن يركة تعرض لتعذيب وحشي على يدي الجنرال محمد أوفقير والمقدم احمد الدليمي قبل يُحقن بجرعة مخدر قوي توفي على اثرها. واتهم الضباط الثلاثة الذين واجهم أول من أمس بالتخطيط لعملية بن بركة طوال 6 اشهر بمساعدة ضباط في الاستخبارات الاميركية. وقال البخاري ل "الحياة" ان المواجهة استمرت حوالي 15 دقيقة مع كل ضابط، وسادها "التوتر الشديد" خصوصاً مع العشعاشي الذي "نظر اليّ بقسوة شديدة تحمل عتاباً ضمنياً على اتهاماتي له". وأشار الى انه اكد للعشعاشي "انني لا احمل حقداً شخصياً تجاهه وانما اردت من افادتي فضح العمليات التي كان جهاز الكاب 1 يدبرها ضد معارضي النظام". وأضاف ان الاجواء نفسها سادت جلساته مع الضابطين المسناوي وصاكا، "ففي حين قاطعني الاول بنظراته، ادار الثاني الكرسي وراح يركز نظره على الارض". واوضح ان ضباط الاستخبارات الثلاث حملوا معهم الاجوبة نفسها "إذ نفوا كل الاتهامات الموجهة اليهم بالتخطيط لقتل بن بركة". وتابع ان جلسات المواجهة بحثت في ادلته على اتهام العشعاشي ومساعديه بالوجود في باريس قبل يومين من خطف بن بركة، والاعداد للعملية منذ بدايتها الى غاية نقل الجثة الى "دار المقري" لاذابتها في وعاء اسيد، اضافة الى الاتصالات التي تمت معه من باريس حول سبل إخبار اوفقير والدليمي بأن "الطرد وصل والعملية تمت بنجاح"، في اشارة الى خطف المعارض اليساري واقتياده الى فيلا بوتشيش جنوب العاصمة الفرنسية. ويقول البخاري انه كان مناوباً في جهاز الاستخبارات في الرباط وقت خطف بن بركة في باريس. لكن العشعاشي يقول ان البخاري كان "حارس أمن وتكوينه لم يكن يخوله الاضطلاع بمسؤوليات مهمة، فضلا عن انه كان مفصولاً حين اعلان خطف بن بركة". وتشبت العشعاشي باقواله، مؤكداً "انه لم يسافر قط الى فرنسا"، في حين قال صاكا انه لم يلتحق بجهاز الاستخبارات المغربي سوى في العام 1966. ومن المقرر ان يُستأنف اليوم التحقيق مع البخاري في شأن أدلته على اقواله. ويستمع المحققون اليه منذ 25 الشهر الماضي، من دون ان يتضح هل سيحال على المحكمة ام سيظل رهن التحقيق.