كل المؤشرات تدل الى ان آرييل شارون مستمر في حملته الدموية على الشعب الفلسطيني ونشطاء الحركة الوطنية الفلسطينية، بقصف مركّز من الدبابات يطاول المنازل ويحصد الأبرياء، الى الاغتيالات من طريق المروحيات، الى استمرار سياسة الحصار والإغلاق والتجويع. كولن باول الذي حضر الى المنطقة وعاد الى واشنطن "ربي كما خلقتني" لم يقدم شيئاً، بل لحس حتى قوله بضرورة ارسال مراقبين دوليين. فشارون، في تقديره، هو صاحب القرار لفترة الهدوء ووقف العنف، وبعد ذلك ينظر بإمكان اعادة بناء الثقة مع الطرف الفلسطيني. وفي المقابل يصدر شارون جزءاً من ازمته السياسية والعسكرية الى الحدود الشمالية مع لبنان ومن خلال احتلاله لمزارع شبعا، بالقصف على مواقع حزب الله، ومحاولة جر السوريين الى معركة محدودة بقصفه موقع رادار سوري. القاهرة 18/7/2001 وفي مقر الجامعة العربية تجتمع لجنة المتابعة المكلفة تنفيذ قرارات قمتي القاهرة وعمان مدفعية الدبابات الإسرائيلية ما زالت تقصف بلدات الضفة الغربية وغزة والاغتيالات مستمرة. هذه القرارات لم تنفذ في اغلبها، فلم توقف عواصم عربية اتصالاتها مع حكومة شارون كما هو مقرر، ولم يتم تبني موقف عربي ضاغط في اتجاه انتزاع قرار من مجلس الأمن - في دورة طارئة - يقضي بإرسال قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني. ومجمل القرارات التي صدرت عن القمتين الخاصة بدعم الانتفاضة لم تتحقق. بما في ذلك الجبايات المالية الشعبية من بعض الأقطار العربية حولت الى اتجاه سياسي فئوي من وراء ظهر الانتفاضة والقوى الميدانية. إنها سياسة انقسامية مرادها تفكيك وحدة القوى الوطنية الميدانية وشعب الانتفاضة. من واقع الحال هذا فإن لجنة المتابعة العربية مطالبة بتنفيذ قرارات القمتين السياسية - وتصحيح سياسة الدعم العربي بغية وصول هذه المساعدات الى شعب الانتفاضة وقواه الميدانية، وهذا وحده يصون وحدة الجميع على الأرض. * عضو المجلس الوطني الفلسطيني - رام الله.