سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هل يستأنف الحوار بعد انحسار التوتر بين الحكومة اللبنانية و"حزب الله"؟ . لحود والحريري يتفقان على حلول لتشجيع الاستثمار ومجلس الوزراء يعالج وضع الأسرى المحررين
اتفق رئيسا الجمهورية اميل لحود والحكومة رفيق الحريري على ضرورة تفعيل العمل الحكومي وايجاد الحلول لعدد من المسائل المطروحة، ولاسيما منها تلك التي تؤدي الى تشجيع الاستثمار وتسهيل عمل المستثمرين العرب والاجانب. وتوافقا على تقويم مشترك للمحادثات التي اجراها في بيروت يومي الخميس والجمعة الماضيين الموفدون الدوليون الثلاثة الى لبنان، الأميركي وليم بيرنز والروسي اندريه فيدوفين والاوروبي ميغل انخل موراتينوس، والتي تناولت الوضع في المنطقة في ضوء التطورات الراهنة. عرض رئيسا الجمهورية والحكومة إميل لحود ورفيق الحريري، ظهر امس في قصر بعبدا، الاوضاع العامة. وأبدى الأخير ارتياحه إلى الأجواء التي سادت الاجتماع، وقال ل"الحياة": "ان البحث تركز على عرض البنود الواردة على جدول اعمال الجلسة الاسبوعية لجلسة مجلس الوزراء التي تعقد الخميس المقبل". وعلمت "الحياة" أن الجلسة ستعقد برئاسة الحريري، وأن التفاهم على جدول الاعمال امر ضروري لغياب لحود عنها، لمغادرته بعد غد الاربعاء بيروت الى تونس في زيارة رسمية تستغرق يومين. وبالنسبة الى جدول اعمال مجلس الوزراء، تقرر ادراج قضية الاسرى اللبنانيين المحرريين من السجون الاسرائيلية بنداً رئيساً لإيجاد حل لها، خصوصاً ان اعتصامهم امام السرايا الحكومية مضى عليه اكثر من اسبوعين. وفي هذا الاطار، يترأس الحريري اليوم اجتماعاً موسعاً يحضره وزير الشؤون الاجتماعية اسعد دياب، يخصص لمناقشة التقرير الذي اعده، عن قضية الاسرى. على صعيد آخر، تجرى اتصالات حثيثة بعيدة من الاضواء، يقوم بها اصدقاء مشتركون، لتحضير الاجواء لعقد لقاء مصارحة بين الحريري وقيادة "حزب الله" على خلفية التوتر الذي حصل بينهما، طوال المدة التي سبقت انعقاد الجلسات النيابية لمناقشة الموازنة وأعقبتها، خصوصاً ان هذا التوتر اخذ ينحسر في ضوء مبادرة الحزب بإجراء مراجعة شاملة لسياسته المتبعة في تعاطيه مع الملف الداخلي وتأكيد رئيس الحكومة موقفه من مسألة مزارع شبعا المحتلة. وكان لافتاً الموقف الذي أبلغه الحريري إلى الموفدين الدوليين الثلاثة والذي لا يعد تطويراً لموقفه بمقدار ما أن حركة الموفدين اتاحت له توضيحه، منعاً للالتباس الذي ترافق مع ما كانت صحيفة "المستقبل" يملكها الحريري أشارت اليه بعد تنفيذ الحزب عملية ضد الاحتلال الاسرائيلي في المزارع في نيسان ابريل الماضي لجهة الحديث عن التوقيت الخاطئ... فقد حرص الحريري في هذه المناسبة، على تأكيد موقفه الذي يأتي في صلب الموقف اللبناني الرسمي الرافض اي حديث اوروبي او اميركي، يراد منه توفير الراحة لاسرائيل في استمرارها احتلال مزارع شبعا. وبكلام آخر، حرص الحريري وبمبادرة منه على تحقيق فك اشتباك بين مزارع شبعا والملف الداخلي بما يدحض ما يتردد عن ان هجوم الحزب في الملف الداخلي ما هو الا رد مباشر على الهجوم الذي يتعرض له في ملف الجنوب. حتى أن الحريري لم يترك مجالاً للموفدين الدوليين لمجرد اطلاق اي اشارة يفهم منها انه يسمح بالقبول بمقايضة تهدئة الوضع في الجنوب بدعم لبنان في الملف الاقتصادي والاجتماعي، مؤكداً لهم ان "بقاء الاحتلال يعطينا الحق المشروع كاملاً باشعاره أن لا نية لدينا أن ندعه يرتاح إلى وضعه، وان الحل لن يكون الا بالعودة الى المفاوضات على اساس احترام قرارات الشرعية الدولية وتنفيذها"، مشيراً الى ان الحلول الامنية سواء في مزارع شبعا ام في الاراضي المحتلة لن تؤمن الاستقرار وان على المجتمع الدولي القيام بضغط مباشر على اسرائيل بدلاً من ان يطلب منا توفير الهدوء لرئيس وزراء اسرائيل آرييل شارون. واعتبرت مصادر سياسية ان كلام الحريري يسهم في تنفيس اجواء الاحتقان في مقابل اسراع "حزب الله" في بلورة رؤيته في تعامله مع الملف الداخلي في ضوء اقراره بحصول اخطاء وهو يقوم بتظهير خطابه المطلبي والنقابي.