الكتاب: بحوث ندوة الدعوة في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله الناشر: وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، مركز البحوث والدراسات الإسلامية الطبعة الأولى: 1421ه/2001م يضم هذا الكتاب بحوث الندوة التي نظمتها وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في مدينة الرياض ما بين 21 و25 صفر سنة 1420 للهجرة، وهو يقع في 476 صفحة. قدم الكتاب وزير الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية، والمشرف العام على مركز البحوث والدراسات الاسلامية، معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ، ومما جاء في التقديم: "وفي القرن الثاني عشر الهجري أراد الله تعالى بجزيرة العرب خيراً فبعث الإمام المُجدِّد الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - يدعو الى الله تعالى على بصيرة، وقيّض الله لهذه الدعوة من يناصرها بقوة السلطان، ويضمّ الى الحجة والبُرهان قوة السيف والسنان، وهو الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - فأحيا الله بهذه الدعوة المباركة من معالم الدين ما كان قد اندرسَ، وأماتَ بها من مظاهر الشِّركِ والبِدَع ما كان قد انتشر، فكانت الدعوة الى الله تعالى هي القاعدة الأساس التي بنيت عليها الدولة السعودية منذ عهدها الأول. وقد قويت هذه الدعوة، ورسخ بُنيانُها، واتَّسَعَ نطاقها، وتعدّدت وسائلُها في عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الذي أعاد مجد البلاد، وأنشأ دولة قوية بناها على القرآن والسُّنَّة، وحكَّم فيها الشريعةَ الاسلامية...". المحاضرة الأولى "الدعوة قَبْلَ عهد الملك عبدالعزيز"، قدمها عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية، فرع القصيم، أحمد بن عبد العزيز البسام. وتضمنت المحاضرة الحديث عن الدعوة قبل الدعوة الاصلاحية وقيام الدولة السعودية الأولى إذ كانت المنطقة تُعاني عدم وجود حكومة مركزية بعد سقوط الدولة الأخيضرية منذ القرن الخامس الهجري. وقدّم المحاضر صورة واضحة تاريخية لما كانت عليه الحال في المراكز العلمية في أشيقر والعيينة والرياض وعُنيزة والمَجْمعة، وحوطة سدير، وروضة سدير، وثادق وحرمة. كما تضمنت المحاضرة إيضاح أوضاع الدعوة في عهد الدولة السعودية الأولى، إذ مرّت دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب بثلاث مراحل، الأولى في حُرَيْملاء، والثانية في العُيينة، والثالثة في الدرعية حيث عُقد اتفاق التعاون والمؤازرة بين الشيخ محمد بن الوهاب والأمير الإمام محمد بن سعود وذلك سنة 1157ه/1744م، وحينذاك قام أئمة الدولة السعودية الأولى بدور كبير في مجالات الدعوة الى الله بإرسال الرسائل والوفود والدعاة وفتح دُوْرِ العلم ومساعدة المتعلمين والتشجيع على الاجتهاد القائم على منهج السلف الصالح الخالي من البدع والشعوذة. أما في عهد الدولة السعودية الثانية التي أسسها الإمام تركي بن عبدالله على أسس شرعية إسلامية فسار ابنه فيصل بن تركي على دربه الى أن توفي سنة 1282ه./1865م. وبعد ذلك تعرضت الدولة السعودية للسقوط سنة 1309ه./1891م. وتلت ذلك فترة فوضى استمرت عشر سنوات حتى عاد الملك عبدالعزيز الى الرياض سنة 1319ه/1902م، وبُويع في شهر ذي الحجة فوحّد البلاد وأرسى دعائم الدولة القائمة على الأسس الشرعية الاسلامية. وتضمنت المحاضرة الكثير من الاشارات الى المصادر والمراجع المخطوطة والمطبوعة، وعُزِّزت بملاحق لمصورات المخطوطات. المحاضرة الثانية "السمات الدعوية في شخصية الملك عبد العزيز" أعدها المستشار في ادارة البحوث العلمية والافتاء محمد بن سعد الشويعر، وتضمنت لمحة تاريخية ابتداء بنشأة الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود سنة 1157ه./1744م. حتى هيأ الله للدعوة الملك الراحل عبدالعزيز الذي نهض بأعباء الدعوة منذ سنة 1319ه./1902م. انطلاقاً من مدينة الرياض. وأبرز المحاضر دور الملك في المؤتمر الاسلامي الذي عقد في مكةالمكرمة سنة 1344ه./ 1925م.، كما أظهر السمات الدعوية في شخصية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي أعدّه والده ووالدته خير اعداد اسلامي ثم تولى تعليمه الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ، وتزود هو بما في الكتاب والسُّنّة من علوم تنير طريق الخلاص والاخلاص. وتضمنت المحاضرة ايضاح نشأة الملك عبدالعزيز وتوثيق ذلك من شهادات أبناء الملك عبدالعزيز، وصفاته وسجاياه وطباعه الاسلامية الداعية الى التوحيد ومقاومة البدع والشرك، وسيرته وما فيها من الدروس والعبر والمنجزات الدعوية. المحاضرة الثالثة "وسائل تأهيل الداعية لوكيل الوزارة المساعد لشؤون المساجد عبدالله بن حمد الشبانة، احتوت سرداً تاريخياً لتطور الدعوة ووسائل تأهيل الدعاة الى الله التي اهتمّ بها المسلمون الصالحون في كل زمان ومكان، وتضمنت المحاضرة إيضاح الأعمال التي أنجزها الملك عبدالعزيز في المجالات الدعوية وتأهيل الدعاة لغوياً وثقافياً وعلمياً وشرعياً، ووسائل تحقيق تأهيل الدعاة من خلال المساجد والمعاهد والكليات التي ترعاها المملكة العربية السعودية اضافة الى الندوات والملتقيات. المحاضرة الرابعة لوزير العمل والشؤون الاجتماعية علي بن ابراهيم الحمد النملة، تحت عنوان "الإفادة من الوسائل الحديثة في الدعوة"، تدعو الى استخدام التطورات العلمية في مجال الدعوة من أجل التأثير وتهيئة المجالات الجيدة المساعدة على تبليغ الناس وارشادهم الى طريق الهداية قولاً وعملاً في المجتمعات الاسلامية وغير الاسلامية، مع وجوب الافادة من وسائل الاتصالات ونقل المعلومات وتأهيل الدعاة علمياً وعملياً لتسخير العلوم التطبيقية ووضعها في خدمة العلوم الشرعية الى جانب وسائل الدعوة التقليدية. المحاضرة الخامسة "خصائص المنهج الدعوي عند الملك عبدالعزيز"، لعضو مجلس الدعوة والارشاد عبدالله بن محمد العجلان، تضمنت تعريف ثقافة الملك عبدالعزيز وروافد فكره وبناء شخصيته العلمية وفهمه الدقيق لأصول الدين وخطته الشاملة القائمة على المعلومات والمعارف والأعمال والخبرات النافعة الموروثة والمُبتكرة والقائمة على اتباع دين الله ورسوله والجهاد في سبيل الله وإقامة شرائع الاسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر، ومظاهر الالتزام بالمنهج ابتداء بالتطبيق الذاتي الذي توضحه سيرة الملك ومجالس العلم التي رعاها، وتعيينه للقضاة والدعاة، وبناء الدولة على أساس الكتاب والسُّنة وذلك بالدعوة لكلمة التوحيد وتحكيم الشريعة، والأخذ على يد السفيه وتحكيم السيف فيه، والإحسان الى المحسن والعفو عن المسيء، وما يتطلب ذلك من انجاز مؤسسات تأهيل القضاة والدعاة. المحاضرة السادسة لعبدالرحمن بن زيد الزنيدي من جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية، عنوانها "الالتزام بمنهج الدعوة الاسلامية عند الملك عبدالعزيز آل سعود"، احتوت عرضاً تحليلياً للأخطار الموهنة للدعوة في ظلال المجتمعات غير الدعوية أو المعادية للدعوة الاسلامية، واستعرضت القرون الماضية وما عانته الأمة الاسلامية جراء الصراع الخارجي والداخلي الى بدء عهد الخلاص على أيدي الشيخ محمد بن عبدالوهاب والإمام محمد بن سعود ومن سار على منهجهم من السلفيين وما تعرضوا له من قمع على أيدي قوات ابراهيم باشا الأرناؤوطي ومن معه من المصريين الذين دمّروا الدرعية سنة 1233ه/ 1818م. المحاضرة السابعة "صفات الملك عبدالعزيز وسيرته"، لأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في قسم الدراسات العليا بجامعة أم القُرى، عبد اللطيف بن عبدالله بن دهيش، تتضمن نسب الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود بن محمد بن مِقرن بن فرحان بن ابراهيم بن موسى بن مانع الذي يرجع نسبه الى أسعد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، كما تضمنت المحاضرة ميلاد ونشأة الملك بين والد عبدالرحمن ووالدته سارة بنت أحمد السديري وما تلقاه من علوم في طفولته ومعاناة الهجرة والتهجير مع أسرته في البحرين وقطر والكويت في ظل صراع عالمي ساد القرن التاسع عشر الميلادي وبداية القرن العشرين. وتضمنت المحاضرة مسيرة النصر التي قادها الملك انطلاقاً من الكويت حتى تحرير الرياض سنة 1319ه. واستكمال توحيد المملكة انطلاقاً من الرياض في مسيرة آتت ثمارها بترسيخ المملكة العربية السعودية منذ 21 جمادى الأولى 1351ه 23 أيلول/ سبتمبر 1932، في مسيرة تطور استمرت بعد وفاته سنة 1373ه./1953م. والمحاضرة الثامنة لأستاذ الثقافة الاسلامية في جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية، عبدالرحمن بن ابراهيم الجريوي، "عناية الملك عبدالعزيز بالدعوة والدعاة وآثارها"، بدأت بمقدمة تاريخية دعوية وما طرأ من تجديد سلفي عَبْرَ القرون، وأسباب عناية الملك عبدالعزيز بالدعوة والدعاة، ومظاهر عنايته وبوسائل الدعوة. والمحاضرة التاسعة "تحقيق الملك عبدالعزيز - رحمه الله - مرجعية الدعوة"، لمدير الجامعة الاسلامية في المدينةالمنورة صالح بن عبدالله العبود، تظهر ان الملك عبدالعزيز حقق مرجعية الدعوة الى الله تعالى بالرجوع الى كتاب الله وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم ابتدأ الملك بنفسه وفي تأسيسه المملكة العربية السعودية بعيداً من البدع والمناهج المشبوهة. وتضمن البحث باباً تمهيدياً في المرجعية يوضِح أن الجماعة هي المُراد بالمرجعية، ويوضح المُراد الشرعي بالجماعة. وتضمنت باباً ثانياً في تحقيق الملك عبدالعزيز مرجعية الدعوة الى الله وذلك في تحقيقه مفهوم الجماعة المُراد شرعاً مرجعية للدعوة. وهكذا جاءت بحوث الندوة موضحة للكثير من قضايا الدعوة الاسلامية في عهد الملك عبدالعزيز والعهود التي سبقته وتلك اللاحقة.