أول الكلام: للشاعر السعودي الكبير/ غازي القصيبي: - لكنَّني... وخيال الحب في خلَدي أقول: "لا زلت في دنيا من الرَّغَد" مَنْ جرَّب الحب، لم يقدر على حسد من عانق الحب... لم يحقد على أحد!!
بأول كلام حوار هذا الصباح، ندخل الى بهاء الشاعر/ غازي القصيبي، وقد حملت قبل أيام - في هذا المكان - معزفي، وطُفت بقصيدته عن سعاد على النجوم... لعل صوره الشعرية وكلماته الشاعرة: تتحول الى حبات مطر تشاركه معي: شجون وأحزان ذكرياتنا، وأصداء السنين من خلال وميض "أنثى" كانت: ظاهرة في السينما، وقوس قزح في الحياة... وقد أينعت "سعاد" وجرى الزمان بنا وبها وهو يسرقنا! وكان المؤلم بحق: ان يأتي من يمارس النَّتْف في قماشة الشعر، ومن يُنخْوِر في بناء بيت الشعر وحميمية المعنى في ايماءاته وحلم الشاعر! وعندما كتبت في عدد "الثلثاء" الماضي عن تلك الهجمة على شخص الشاعر في أحد لقاءات المثقفين بجدة... انما كنت أتلفَّت بقراءة أبجدية تتهجَّى أعماق الناس اليوم، وكيف صار البعض من هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم صفة المثقف حين يتعاملون مع نص الآخر في ما يسمونه: الإبداع... وقد تناسوا عيون أطفالهم كنافذة على الغد في اتجاه التعب والمزيد من الاكتشاف، والعلم، و... الإصرار على الحب! هؤلاء... صارت لهم عيون ميدوزا: حَدقاتها الى الداخل، يتفانون في عشق الأنا حتى الثمالة، أو الإفاقة على الارتطام!
أبداً... يأتي دخولي الى "نفسية" هذا الشاعر، المتأمل، المُحدِّق... كموقف، وكشعور، وكرؤية للعصر الذي نعيشه. إنه "الشاعر" الذي يتوهج بهذه النفس الثرية، الشجية... كما تربادور يجرح شجونه ويغني للحزن! وها هو... يمنحنا دفء الحنان الذي تبلور مِنْ "أخْذ" الى "عطاء". كأننا نبحر نحو التعب، ونسقط في كل شيء: قريب. لكننا - بالإصرار على الحب - لم نزل: نتقاسم الأفق، وحبة المطر، والضحكة، والخفقة... ونتخطى الخوف حتى من الموت، لننسجم مع عالمنا الذي لن نندم عليه مما بلغت أخطاء الأنانيين فيه. وسيكون هذا التلفت منا نحو: أغنية يترنم بها شاعر في قصيدة شعر نابعة من صدق الوجدان... وتتَّحد الفصول على: اسم وزمن في لحظة الصمود ضد الكراهية والعجز... حينما ينتصر الحب، ولا بد له ان ينتصر!!
... وعطَّرني الصديق، الشاعر/ غازي القصيبي بتعليقه المفكَّس هذا على ما نقلته من "مجادلات" حول قصيدته، فكتب لي بما يُغْني عن اي تعليق، واستطراد: - العزيز/ أبا وجدي: أشكرك على كلمتك الرقيقة عن سندريلا الراحلة. أولئك الذين عاشوا فترة تألقها الذهبي: وحدهم الذين يعرفون معنى: ان تشيخ "سندريلا" وتمرض، وتشيب، وتفرّ من الناس... ثم تقذف بنفسها من علٍ!! أما عن أصدقائي وأصدقائك الأعزاء من المثقفين، فأرجو ألاّ تُضيِّع دقيقة واحدة من وقتك مع مجادلاتهم البيزنطية... فالثقافة الوحيدة التي يتقنونها هي: قتل الوقت في ما لا طائل وراءه، وتصيُّد الأخطاء واختراعها ان لم توجد!! ومنذ زمن بعيد... اهدى "طه حسين" كتاباً من كتبه الى: "الذين لا يعلمون، ويؤذي نفوسهم ان يعمل الناس"!! ألا ترى ان تعبير: "يؤذي نفوسهم" ملحمة كاملة؟!