اتخذت الحكومة السورية اخيراً عدداً من الخطوات الداعمة ل"الخطاب الاسلامي المعتدل" والرافضة لقبول حركة الاخوان المسلمين ك"تنظيم سياسي" في البلاد. وقال رئيس "مركز الدراسات الاسلامية" الدكتور محمد الحبش ل"الحياة" ان اجتماعاً ل"مجلس الامناء" سيعقد الاثنين المقبل بهدف البحث في الخطة المقبلة للمركز بعد موافقة وزارة الداخلية والأمن السياسي على اشهار منتدى اسلامي في دمشق. وهذا ثاني منتدى ترخصه الحكومة بعد منتدى النائبة البعثية سهير الريس في اللاذقية الساحلية، علماً بأن السلطات "غضت الطرف" عن نشاطات "منتدى جمال الاتاسي للحوار الديموقراطي" من دون ان تعطيه ترخيصاً رسمياً كما حصل مع نحو 20 منتدى آخر اغلقت في شباط فبراير الماضي. واوضح الحبش: "قبل شهرين تقدمنا الى وزارة الداخلية بطلب لتأسيس المنتدى بشكل رسمي بعدما كان يمارس نشاطه منذ بضع سنوات، فحصلنا على رخصة رسمية شرط ان نرسل نسخة من برنامج نشاطاتنا قبل فترة، وبعد حصولنا على الترخيص فإننا ننوي تركيز عملنا على مناقشة الامور الراهنة من وجهة نظر اسلامية تجديدية". ومن المقرر ان يلقي الدكتور محمد عكام محاضرة عن اصلاح نظام المصارف في الاسلام، بحيث يرسل "ملخصاً من الاقتراحات" الى وزارة الاقتصاد يتضمن وجهة نظر المحاضر والمهتمين بالاصلاح الاقتصادي في سورية الذين يزيد عددهم على 150 شخصاً. ولاحظ الحبش "تسهيلات اضافية قدمت الينا باعتبارنا نمثل تياراً معتدلاً تجديدياً في العمل الاسلامي محسوباً على تيار مفتي سورية الشيخ احمد كفتارو". ويأتي ذلك بعدما ابلغ "مصدر امني" صحيفة لبنانية عدم وجود "اي تغيير" في الوثيقة التي اعلنتها جماعة الاخوان المسلمين قبل اسابيع من لندن. وقال الحبش: "نعتبر انفسنا نقيضاً لجماعة الاخوان المسلمين التي تفرق في الانظمة بين ما هو الهي ووضعي وان جميع المؤسسات التشريعية التي تحتكم لغير الكتاب والسنة مؤسسات كافرة". ولم يجد رئيس "مركز الدراسات" جديداً في موافقة وزارة الاعلام السورية على توزيع 13 من كتب المراقب العام السابق ل"الاخوان" الشيخ مصطفى السباعي 1954-1962. واوضح انها "لم تكن ممنوعة لأنها ليست كتباً سياسية أو تنظيرية للحركة بل هي كتب اصولية وتشريعية. ربما لأن مرحلة الثمانينات لم تسمح لأي شخص بتقديم طلب بإعادة طبعها ساد الانطباع بأنها كانت ممنوعة من الرقيب". لكن مدير "المركز الاسلامي" اعتبر السماح بها "مؤشراً جديداً في جو الانفتاح" الذي ساد بعد تسلم الدكتور بشار الاسد الحكم في اطار "حالة وعي رسمية بأهمية دور الدين في الحياة، اذ ان الدكتور بشار استخدم عبارات اسلامية لبضع مرات في خطاب القسم". وأشار الى ان وسائل الاعلام الرسمية "فتحت أبوابها امام عدد من المفكرين الاسلاميين لتقديم الخطاب المعتدل الذي يعتبر نقيضاً لخطاب الاخوان المسلمين". واكد ان معلوماته تفيد بأن اي تغيير لم يطرأ على الموقف الرسمي من عودة الجماعة ك"تنظيم سياسي لأننا دفعنا ثمناً كبيراً لذلك. وهم يستطيعون العودة كأفراد".