تسعى مصانع المنسوجات التونسية الى المحافظة على مواقعها في الأسواق الأوروبية في ظل تزايد المنافسة الدولية بعد انفتاح الأسواق وانتهاء العمل بالاتفاقات التفضيلية التي كانت تربط تونس بالاتحاد الأوروبي. ويوجد في تونس ألفا مصنع منسوجات وملبوسات بينها 1540 مصنعاً تصدر انتاجها بالكامل الى الخارج. وذكر أصحاب مصانع في الندوة السنوية لقطاع المنسوجات والملبوسات التي أنهت أعمالها أمس في مدينة الحمامات ان المنتوجات الآسيوية ذات الكلفة الزهيدة باتت تشكل منافساً قوياً لمثيلاتها التونسية. وقرر التونسيون إنشاء مركزين تكنولوجيين حديثين لتطوير القطاع، وعهد رجال الأعمال في نهاية لقائهم السنوي ل"مؤسسة التنمية الصناعية" قطاع عام وضع خطة عملية لاقامة المركزين اللذين حدد هدفهما بنقل أحدث الوسائل الصناعية في العالم الى البلد اضافة الى استقطاب مجموعات دولية كبيرة لفتح فروع لها في تونس. ويقدر عدد مصانع المنسوجات والألبسة التي أقيمت واستثمارات أجنبية بالكامل ب536 مصنعاً فيما أقيم 333 مصنعاً بالاشتراك بين رجال أعمال محليين وأوروبيين خصوصاً من فرنسا وايطاليا والمانيا. وحذر رئيس نقابة أصحاب مصانع المنسوجات أحمد السلامي في كلمته في الندوة السنوية من ان المنافسة سترتدي اشكالاً جديدة وتزيد حدتها مع فتح الأسواق. وحض على تحديث وسائل الادارة والترويج والتسويق وتجديد نوعيات الملبوسات تماشياً مع تطور الموضة في الغرب. وأكد وزير الصناعة منصف بن عبدالله ان غالبية المصانع في القطاع تخضع لخطط تحديث في اطار الاستعدادات لاقامة منطقة تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي ستستكمل سنة 2008. وقدر عدد المصانع المحلية التي انخرطت في خطة التحديث حتى أواخر أيار مايو الماضي ب528 مصنعاً. لكنه قال ان 330 فقط من ضمنها باشرت فعلاً تنفيذ خطط للتحديث. ووضع التونسيون هدفاً يتمثل بإخضاع 1100 مصنع لعمليات تحديث شاملة بين عامي 1999 و2006، بينها 800 مصنع يصدر انتاجها الى الخارج. ويولي التونسيون أهمية كبيرة لتحسين أداء القطاع والمحافظة على مكانة منتوجاتهم في الأسواق الأوروبية، كون المنسوجات والملبوسات تتبوأ المركز الأول بين القطاعات الصناعية المحلية وتدر منذ سنوات 50 في المئة من ايرادات الصادرات الصناعية اضافة الى كونها تستوعب وحدها نصف حجم العمالة الصناعية. واعتبر وزير التجارة طاهر صيود أنه لم يعد هناك خيار أمام الصناعيين المحليين سوى الانخراط في خطط التحديث ليحافظوا على المواقع التي حازوا عليها في الأسواق الخارجية. ويعكف التونسيون حالياً على إعداد دراسات ترمي الى استكشاف فرص الوصول الى أسواق جديدة في مقدمها بريطانيا واسبانيا والبرتغال فيما ركزت دراسات موازية على استكشاف امكانات الترويج في الأسواق الاسكندنافية. وشدد رئيس اتحاد الصناعيين والتجار هادي الجيلاني على ضرورة تنويع المنتوج المحلي وعرض تشكيلات مختلفة من الملبوسات الرفيعة المستوى على الزبائن الأوروبيين لمنافسة المنتوجات التي باتت تغزو القارة بعد فتح الأسواق والغاء الحواجز الجمركية.